تمكن فريق من العلماء من تسخير تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية المتطورة لخدمة البشرية إنسانياً عبر مراقبة “الفقر” من السماء للفت أنظار الحكومات للمناطق المحرومة.
وستعمل ذات الأقمار الاصطناعية التي تسخرها أجهزة الاستخبارات لمراقبة المحاصيل وإزالة الغابات إلى رصد ظروف الحياة الصعبة في المناطق الريفية.
ويعمل فريق من العلماء في جامعة ستانفورد على تطوير خوارزميات تنظم الكم الكبير من الصور والمعلومات وتبسيطها لتقارير تستفيد منها المنظمات الإنسانية وصناع القرارات.
وطور العلماء نظاما يستطيع أن يتعرف على ظروف “الفقر” من خلال الصور التي يلتقطها القمر الاصطناعي كحال الطرق وعدد البنايات والسيارات.
وقال أحد العاملين على البرنامج لمجلة “كريستيان ساينس مونيتر”: إنه من الصعب جدا الحكم على هذه الظروف بكل بساطة، فالعالم غني بالصور وتختلف الظروف والأحوال من بلد إلى آخر، ولفت إلى أن التحدي الكبير هو استخراج المعلومات الهامة والمرادة من البيانات العشوائية التي يجمعها القمر.
وقال إن النظام الجديد سيساعد منظمات عالمية مثل المصرف العالمي والأمم المتحدة لتوجيه مساعداتها إلى المناطق الأكثر حرماناً.
وأضاف أن جمع المعلومات بهذه الطريقة يوفر جهدا ووقتا كبيرا تبذله هذه المنظمات في جمع معلوماتها.
وقال البروفيسور في جامعة هارفارد سنهيل مولاناثن، إن صور الأقمار الاصطناعية تؤمن دقة جغرافية لا توفرها الجهود الدولية.
ويمكن استخدام هذه المعلومات الدقيقة لبناء مستشفيات أو تشييد طرق ودعم المناطق النائية الفقيرة التي تشكو بصمت وبعيدا عن مراصد المنظمات العالمية.
واعتبر القائم على الدراسة إن غياب المسح المطلوب من قبل الدول الإفريقية على وجه التحديد كان سبب التوصل إلى هذه الثورة في استخراج المعلومات من الموارد الموجودة أصلاً.
جدير بالذكر أن قمرا اصطناعيا تملكة شركة ” Orbital Insight”، التي تتخصص في تحليل المعلومات في مدينة بالو آلتو، يقوم بمهمة مشابهة ولكن لمساعدة المنظمات المالية الكبرى على توجيه استثماراتها وقروضها البالغة نحو 100 مليار دولار سنوياً، وفق ما اوضحت شبكة “بلومبرغ”.
وتستخدم الشركة أنظمة ذكية ترصد مظاهر الفقر بشكل آلي. ويعد برنامجها عدد السيارات والمنازل وشكل البنايات، كما يحسب امتداد المساحات الزراعية في المناطق النائية على وجه التحديد.
فكلما زادت الحركة كلما دل ذلك على ثراء معين في قرية مقارنة بالأخرى، وفق ما قال جف ستين نائب رئيس الشركة.
أما صور الأقمار الاصطانعية ليلا فتعتبر خير دليل لتمتع هذه القرى بالطاقة الكهربائية من عدمه.
ويعتبر برنامج فريق العلماء واعدا لأنه سيستخدم أيضا لمقارنة صور المناطق في الماضي والحاضر لمراقبة وتيرة التطور ودراسة فرص دعم المدن ووضعها تحت رادار المنظمات التي تملك الأموال حول العالم.