إنجاز-قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، إن الأردن هو الأقرب إلى فلسطين، ويقف دوما إلى جانب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
وبين في تصريحات صحفية لقناة العربية، أن الأردنيين وقيادتهم الهاشمية، ومنذ انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1936، كانوا إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته، حيثُ شارك المتطوعون من أبناء العشائر الأردنية في هذه الثورة ودعمها، كما أن جلالة المرحوم الملك عبدالله الأول والقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي ومعهم المتطوعون من أبناء العشائر الأردنية، تمكنوا في حرب 1948، من الحفاظ على الضفة الغربية وإنقاذها من براثن الصهيونية.
وأكد “أن الأردنيين ليسوا بحاجة إلى تصريحات قادة حماس، التي تدعو الأردنيين إلى التحشيد والنزول للشوارع دعما للقضية الفلسطينية”.
وأضاف الفايز “أن جلالة المرحوم الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه كان المدافع الأول عن القضية الفلسطينية، واليوم فإن جلالة الملك عبدالله الثاني، يضع القضية الفلسطينية في مقدمة الأولويات، لهذا كان الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية موقفا مشرفا، وهو متقدم عن مواقف مختلف الدول”.
وأشار إلى جهود جلالة الملك عبدالله الثاني والدولة الأردنية، فمنذ السابع من شهر تشرين الأول الماضي، إلى الآن، فقد كان الخطاب السياسي والإعلامي الأردني خطابا واضحا وقويا وصريحا وغير مسبوق في التعامل مع إسرائيل.
وبين الفايز أنه وبالنظر إلى جهود جلالة الملك وخطابات جلالته في المنابر الإقليمية والدولية وزياراته إلى دول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية، هذه المساعي الهادفة إلى وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، نجد أن هذه الجهود الملكية أثمرت، وبتنا اليوم نشهد تجاوبا إيجابيا مع طروحات جلالة الملك المتعلقة بحقيقة العدوان الإسرائيلي وحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد الفايز أن مختلف أطياف الشعب الأردني من المنابت والأصول كافة، عندما بدأ العدوان الإسرائيلي على غزة، خرجوا بعشرات الآلاف مناصرة للقضية الفلسطينية وللأهل في غزة، وكانت المظاهرات سلمية، وكان هناك توافق تام بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي.
ونوه إلى أن ما حدث مؤخرًا، أصبحت هذه التظاهرات تخرج عن إطار القانون والنظام العام، وأصبح هناك إساءات واعتداء على الممتلكات العامة واتهامات للدولة، والبعض من المتظاهرين استخدموا كلمات وعبارات مسيئة، لا يجوز إطلاقها على رجال الأمن الأردنيين الذين يسهرون على أمنهم واستقرارهم، وهناك أيضًا محاولات لتسييس المظاهرات، إضافة إلى وجود يافطات تخدم أجندات خارجية.
وتحدث الفايز عن وجود فئة تريد زرع الفوضى والفتنة، ونشر الأكاذيب عن الموقف الأردني، ولكن أطمئن الجميع بأن الدولة الأردنية دولة قوية، دولة منيعة، ولا يمكن أن ينجحوا بأهدافهم.
وشدد على أنه على الذين يطالبون بالتحشيد وتحويل الأردن إلى ساحة حرب، أن يدركوا بأن المجتمع الأردني مبني على توازنات، وأي عبث بالنسيج الاجتماعي الأردني، ليس لصالح القضية الفلسطينية أو صالح أي أحد، مشيرًا إلى أنه سبق أن وجه نصائح لبعض قادة حماس والأخوان المسلمين بأن لا يتدخلوا في الشؤون الداخلية الأردنية.
ومضى الفايز قائلًا: “صحيح أن الأردن الأقرب إلى القضية الفلسطينية، والأقرب إلى فلسطين والشعب الفلسطيني، لكن لن نسمح أن يكون الأردن ساحة حرب، الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين، بصرف النظر عن المشاعر القوية التي يشعر بها كل الشعب الأردني تجاه القضية الفلسطينية.
كما أكد الفايز “أن الأردن دولة قوية والجيش الأردني قادر على حماية الحدود، وأجهزتنا الأمنية قوية وتحمي أمننا الداخلي، لكن يجب أن نضع حدا لكل من يريد أن يتدخل في الشؤون الداخلية الأردنية كائنا من كان”.
وأضاف “أقول لحماس وقادتها الذين يوجهون الرسائل للشارع الأردني، بأنه يجب عليهم بدلا من التدخل في الشؤون الداخلية الأردنية، أن يسعوا إلى المصالحة الفلسطينية الفلسطينية أفضل لهم، فهناك الآن خلاف عميق بين فصائل المقاومة الفلسطينية وهذا يخدم إسرائيل، لذلك الأجدى لحماس هو المصالحة الفلسطينية خدمة للقضية الفلسطينية”.
وردًا على السؤال المتعلق بدعوات فتح الحدود وإعلان الحرب في المظاهرات، قال الفايز: “إنني أذكر هنا بحرب عام 1967، وأقول، هل الحروب تخاض بواسطة العواطف؟ وماذا أدت العواطف في عام 1967؟”.
ونوه إلى أنه “عندما لم يكن هناك تخطيط لهذه الحرب، لقد أدت العواطف التي كانت مسيطرة على الشارع العربي وعلى الأنظمة العربية حينها، إلى خسارة الجولان والضفة الغربية وسيناء، والان يدعوننا إلى فتح الحدود”.
وختم الفايز حديثه بالقول: “إن الحروب بحاجة إلى تخطيط ومعرفة حقيقية بقدرات وإمكانيات كل طرف في الحرب، ولهذا فإن فتح الحدود وتجييش العواطف لن يؤدي إلى شيء، إلا إلى المزيد من الفوضى، فهذه رسالة يجب أن تصل لكل المعنيين، أننا يجب أن نتصرف بحكمة وعقلانية بعيدًا عن العواطف”.