الفريق أول الركن خالد جميل الصرايرة … قائد في ذاكرة الوطن ورمزاً للفداء وللوفاء
كتب: الصحفي ليث الفراية
في شهر رمضان المبارك، حيث نستلهم من القيم النبيلة معاني الإخلاص والتضحية، نقف وقفة وفاء واستذكار لأحد رجالات الوطن الأوفياء، المرحوم الفريق أول الركن خالد جميل الصرايرة، الذي كرس حياته لخدمة الأردن وأمنه واستقراره كان الراحل قائدًا استثنائيًا ورجل دولة ترك بصمة واضحة في القوات المسلحة الأردنية، وأسهم في ترسيخ مبادئ الوطنية والانتماء لدى الأجيال القادمة.
بدأ الفريق أول الركن خالد جميل الصرايرة رحلته في خدمة الوطن منذ التحاقه بالقوات المسلحة الأردنية، حيث تدرج في المناصب العسكرية المختلفة بفضل تفوقه وقدراته القيادية، إلى أن وصل إلى منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة، وهو أعلى منصب عسكري في المملكة.
عرف عنه الانضباط الصارم، والالتزام بقيم الجيش العربي، والإخلاص للقيادة الهاشمية، ما جعله نموذجًا للقائد العسكري الحكيم الذي لا يدخر جهدًا في سبيل تطوير القوات المسلحة، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية والعسكرية، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي.
كانت بصماته واضحة في تحديث وتطوير الجيش الأردني، سواء من حيث التدريب أو التسليح أو التكتيكات العسكرية الحديثة فقد عمل على إدخال أحدث الأساليب القتالية، ورفع مستوى الكفاءة القتالية للضباط والأفراد، مما أسهم في تعزيز الجاهزية العسكرية للأردن كما حرص على بناء علاقات عسكرية قوية مع الدول الشقيقة والصديقة، لتعزيز قدرات الجيش في مواجهة أي تهديدات محتملة.
بالإضافة إلى ذلك، كان يؤمن بأن قوة الجيش لا تكمن فقط في العتاد والتدريب، بل أيضًا في الروح المعنوية والانضباط والتلاحم الوطني، وهو ما عمل على ترسيخه بين أفراد القوات المسلحة، فكان القائد القريب من جنوده، يشاركهم تدريباتهم، ويتابع أدق التفاصيل لضمان أعلى مستويات الجاهزية.
لم تقتصر جهود الفريق أول الركن خالد الصرايرة على المجال العسكري، بل كان أيضًا شخصية وطنية بارزة لعبت دورًا محوريًا في تعزيز الاستقرار المجتمعي، ودعم مختلف مؤسسات الدولة فقد كان معروفًا بحكمته في إدارة الأزمات، ومساهمته في دعم القضايا الوطنية، وحرصه على تقديم النصح والمشورة في مختلف المحافل، مستندًا إلى خبرته الطويلة في الشؤون الأمنية والعسكرية.
في شهر رمضان، حيث نستذكر القيم النبيلة والتضحيات العظيمة، نقف إجلالًا لذكرى هذا القائد الذي رحل بجسده لكنه بقي حيًا في قلوب الأردنيين، الذين عرفوه قائدًا شجاعًا، ورجل دولة من طراز فريد، قدم لوطنه الكثير وبقيت سيرته شاهدًا على إخلاصه وتفانيه.
لقد كان الفريق أول الركن خالد جميل الصرايرة مثالًا للعطاء بلا حدود، والجندية الحقيقية، والولاء المطلق للأردن وقيادته الهاشمية واليوم، إذ نترحم عليه، فإننا نؤكد أن الرجال العظماء لا يموتون، بل تبقى ذكراهم خالدة في وجدان الوطن.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ورفاقه الصبر والسلوان سيبقى خالدًا في قلوب الأردنيين كما كان اسمه، خالدًا في ذاكرة الوطن.