القطامين يكتب :حازم الناصر كما عرفته
د. نضال القطامين
يحمل هذا الفحيصي الجميل وشما على ينابيع الأرض. وهو صديق السيول، يرافق مجراها حتى تصل السدود… فيجلس على ضفة الوادي يغني طربا…
حصّاد مياه رفيع، ويا ما غنّى نايه على التلال أن الهوى أردني يتشرّب النشيد الأول في المدارس وفي الحياة.
أكتب عنه مثلما أكتب عن الجنود، أولئك الذين يحملون البنادق في عتمة الليالي ويدرأون عنّا الهمج والخوارج، وقد كان يا ما كان، في المخفر المتقدم على حدود الصبر والنخوة والشجاعة…
لم يكن لعّانا ولا قناصا، ولم تزلّ قدمه بعد ثبوتها، ولم يكن، يوم ظعنه ولا يوم إقامته، غامزاً من قناة زميل سابق أو أسبق، بل كان رجل دولة من طراز رفيع، من أولئك الذين يؤمنون بأن الناس اثنان، مجتهد يخطئ ومجتهد يصيب، لكنه أبدا ما ناء بحمل ثم ألقى بالأعذار على أحد، ولم تكن تقلقه معارك الصغار ولم يكن كلّاً على أحد، رجل ميدان ورجل دولة ثاقب الرؤية والبصيرة.
دخل، مثل أي كبير وجميل، مدخل صدق وخرج مخرج صدق، نافح وكافح وقاتل كلما كان ذلك ضروريا، وبقي في كل النهايات شامخا متواضعا معا.
أكتب عنه مثلما أكتب عن الأبطال، مثلما يتحدث الناس عن قامات كبار وهامات عاليات، وأكتب عن هذا الوطن الصابر وقد عرف الناس فيه أثمان الحرية والموقف والكلمة، لكنهم أبدا ما سمحوا للخراب ولا للفوضى بموطئ قدم، وسيبقون على آثار الشهداء والرعاة والحصّادين والجنود، فزعة الوطن وحماته.
صديقي العزيز معالي أبو كمال، ستبقى في هذا الوطن جنديّه المخلص، وفارسه الجريء وأيقونته الخالدة، وسيذكر الناس أن ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم….
وعليك السلام.