المتطوعون اصحاب همم عاليه
كتب : الصحفي علي فريحات
العمل التطوعي دليل للتعاون والتماسك بين افراد المجتمع لذلك أهمِّ المرتكزاتِ الذي يبنى عليها الانسجامِ الاجتماعي الذي يتميّز به المجتمعُ الاردني حيث كان ولا يزال التعاضدُ والتعاونُ بين جميع أفراد المجتمع في الأفراحِ والاتراح أحد أهم القيم الحسنة والنبيلة التي يبنى عليها التكافل وتعزيز الرصيد الحضاري والتعايش الأخوي بين جميع أفراد المجتمع.
يكمن العمل التطوعي للشباب من القيام بأدوارهم المجتمعية والمشاركة الإيجابية نحو خدمة مجتمعهم من تنفيذ انشطة وبرامج تطوعية هادفة تعود بالنفع عليهم وعلى وطنهم وان استثمار طاقة الشباب لخدمة مجتمعهم يعود عليهم بالنفع ويساهم في تنمية وطنهم نحو الافضل .
هناك فوائد كثيرة للتعاون والعمل التطوعي الايجابي والانساني منها الأجر الثواب من الله تعالى، فقد ورد في الحديث “خير الناس أنفعهم للناس” وحديث “من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته” وحديث “إماطة الأذى عن الطريق صدقة”، ومن الفوائد إكساب المتطوع مهارات متنوعة تساعده على التميّز في حياته الشخصية والعملية، كمهارة التواصل مع الآخرين، ومهارة تنظيم واستغلال الوقت، ومهارة القيادة، ومهارة الثقة بالنفس، ومهارة حل المشكلات، ومن الفوائد الراحة النفسية والشعور بالرضا الداخلي.
عندما يعمل المتطوع في مشروع لا ينتظر منه مردود مادي وإنما يبذل ويقوم بذلك من أجل إسعاد الآخرين فهو في الحقيقة يسعد نفسه من باب مسؤولية الانسان الاجتماعية والانسانية لخدمة الاخرين ومساعدتهم لان هناك فئات تستحق المساندة والمساعدة .
ومن هنا يتوجب استثمار وسائل التكنولوجيا وشبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي للمساهمة في نشر ثقافة العمل التطوعي واهميته والمساعدة في عملية التواصل و تبادل الخبرات بين المتطوعين فيما بينهم كذلك ساعدت الفرق التطوعية لترويج المشاريع الخيرية التي يقوم بها على مستوى الوطن مما يساعد ذلك على سرعة إنجاز لتلك المشاريع المهمة .
أن العمل التطوعي هو نتاج للثقافة والإنسانية والكرم والرحمة التي تتحلى بها المجتمعات الراقية والشخصيات المتميزة من فئة المتطوعين ويعتبر مكملا لجهود البناء والإعمار والتطوير للمجتمعات والأمم وأينما وجد التطوع وجد الخير والسعادة والألفة والتعاون بين أفراد المجتمع .
ووجد التسابق في عمل الخير، وهو تكاتف وتعاون وتآزر، ودواء لآلام الفقراء والمحتاجين في المجتمع بتعاونه وتآزره كالبنيان المرصوص أمام تحديات الحياة والمعيشة .
التطوع يعد من اهم و ابرز ثقافات المجتمعية التي تعودت على العطاء والتعاون والرحمة والمودة والتواضع والتكاتف كل هذه الخصال من تعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا العربية الأصيلة التي توصي على التعاون والتكاتف والقوي يعين الضعيف.
أنّ العمل التطوعي يحتاج إلى التنظيم والتنسيق المشترك بين الجهات التطوعية فيها وهذا يؤثر سلبا على المجتمع وعلى الجهات التطوعية من جهة أخرى أما مجتمعنا فهو بحاجة لأولويات العمل التطوعي من حيث تقديم التسهيلات من الجهات المعنية والتنسيق بين الجهات التطوعية في المجتمع.
مجتمعنا ينعم بكثرة الجهات التطوعية وهذه ظاهرة إيجابية فكلما زادت الجهات التطوعية انتشر العطاء والتطوع في مساحة أكبر وانعكس إيجابا على المستحقين وأيضاً يوجد نوعا من التنافس والتسابق في فعل الخير والتطوع والتنويع في المجالات التطوعية.
وأن العمل التطوعي أحد ركائز تقدم المجتمع وظاهرة تدل على مدى ثقافة المجتمع وشعوره بأهميّة خدمة الوطن دون انتظار مردود مادي، والمجتمع يحتاج للتطوع في جميع المجالات كل حسب ما يمكن أن يقدمه ويبرع فيه، كما يحتاج العمل التطوعي إلى التنوع ودراسة احتياجات المجتمع، وربما يحتاج العمل التطوعي إلى نوع من التنظيم والعمل على أسس علمية للحصول على أفضل النتائج.
و يحتاج العمل التطوعي إلى تدريب المتطوعين لإنجاز أعمالهم التطوعية بشكل أفضل ونشر ثقافة التطوع الصحيحة، كم أن انتشار الفرق التطوعية في وطننا لها إيجابيات لعلّ من أهمها إنّها مؤشر لحب التطوع في المجتمع ولكن تنظيم عمل الفرق وربما دمج بعضها يؤدي إلى نتائج أفضل وبدليل قابلية التطوع هو تاسيس الجمعيات المتعددة واللجان والهيئات والمنتديات حيث اصبح يزيد عددها من 6 الاف جمعية .
ان هناك تحديات تواجه العمل التطوعي ومن أهمها توفير الدعم والاستدامة والاستمرارية وربما تقبل المجتمع لبعض المبادرات التطوعية حيث يمكن استثمار العمل التطوعي في خدمة مجالات التنمية من خلال تدريب المتطوعين في مجالات مثل السياحة والتعليم والبيئة والتنمية السياسية وحقوق الانسان .
ان العمل التطوعي في الاردن يعمل تحت مظلة عدد من الوزارات والجهات ذات العلاقة وأيضا بعض المؤسسات تعمل بنفسها على نفس المنهاج وذلك يشتت العمل إضافة إلى وجود بعض التعقيدات عند التعامل مع بعض الجهات الحكومية ذات العلاقة ولأن بعض الفرق تعتمد على جمع التبرعات وليس لديها مورد ثابت كاستثمار أو أوقاف معينة لخدمة الفريق في المستقبل فقد تجد أعضاءها يتكاسلون عن المواصلة، وهذا واقع عايشته كتجربة شخصية منذ زمن، إلا أن لدينا نخبة مميزة من الشباب الواعي ممن لديهم همم عالية وتضحية ومثابرة لانجاح مهامهم التطوعية لمساعدة الاخرين ومساندتهم في قضاياهم المجتمعية والانسانية بالفعل هم من اصحاب الهمم العالية .
العمل التطوعي عمل مؤسسي يحتاج الى جهد والقدرة على التحمل ومن يقبل ان يكون في العمل العام عليه بالصبر لان الصبر مفتاح الفرج .
1 تعليق
مصطفى عبد السلام
الله يحفظك خالو