خالد محمود خالد
في إقليم مضطرب، وواقع إقليمي ودولي لا يعرف الاستقرار، يبقى الأردن شامخاً، ثابتاً، عصياً على كل من يحاول المساس به. والفضل يعود بعد الله إلى مؤسسات الدولة الصلبة، وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة الأردنية، السند الحقيقي للدولة، والحارس الأمين لأمن الوطن والمواطن.
المخابرات العامة الأردنية ليست جهازًا أمنيًا تقليديًا، بل هي مؤسسة سيادية راسخة، تجمع بين الكفاءة العالية، والولاء المطلق، والعمل الاستخباراتي المحترف. جهاز يقف على مسافة واحدة من الجميع، هدفه الأول والأخير: حماية الوطن، وصون كرامة الأردنيين، والحفاظ على استقرار الدولة.
من هم رجال المخابرات؟ إنهم أبناء هذا الشعب العظيم ، خرجوا ليكونوا حُماة لهذا الوطن. يعملون بصمت، ويسهرون حين ينام الناس، يحملون أرواحهم على أكفّهم، ويواجهون الخطر نيابة عنّا.
هم لا يطلبون الظهور، ولا يسعون للضوء، لكنهم كل يوم يصنعون الفارق، ويمنعون الخطر قبل أن يولد، ويقفون كالسيف في وجه كل من يحاول أن يعبث بأمن هذا البلد الطاهر.
في عالم ملتهب، حيث الإرهاب يتمدد، والمؤامرات تُحاك في الخفاء، والفتن تُبث عبر المنصات، كانت المخابرات الأردنية دائماً في الموقع المتقدم، أفشلت مخططات كبرى، وضربت بؤر الإرهاب، وواجهت محاولات الاختراق بحزم واقتدار.
واليوم، أثبتت المخابرات الأردنية من جديد يقظتها العالية وقدرتها الاستباقية، بعد أن أحبطت مخططًا إرهابيًا خطيرًا كان يستهدف أمن الوطن والمواطنين من قبل فئة ضالة مضلة تختبئ بعباءة الإسلام والدين الذي يبرئ منهم ومن افعالهم .. هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة متابعة دقيقة، وجهود استخباراتية جبارة، ويقظة دائمة.
العملية التي أعلنت عنها دائرة المخابرات العامة اليوم، عكست احترافية رجالها، وحجم التحديات التي تواجه الأردن في هذا الظرف الإقليمي الصعب .. لقد سُطّرت صفحة جديدة من صفحات الحماية الوطنية، ليبقى الأردن نموذجًا في القدرة على التصدي للإرهاب والتطرف.
فلم يكن الأمر صدفة، بل نتيجة كفاءة استخباراتية رفيعة، وإيمان عميق بالوطن، وولاء حقيقي للقيادة الهاشمية.
إن من أهم نقاط القوة في هذا الجهاز، أنه ليس منفصلاً عن مجتمعه، بل يعيش تفاصيل الناس، ويتفاعل معهم، ويحميهم فالمواطن الأردني الشريف الحر يؤمن بأن جهاز المخابرات حصنه المنيع الذي يحميه في الظل من المارقين والمخربين اصحاب الأجندات المشبوهة.
هذه الثقة لم تُمنح مجاناً، بل بُنيت عبر سنوات من الإنجازات، والتضحيات، والالتزام بمبادئ الدولة الأردنية: العدالة، والكرامة، وحكم القانون.
ويُضاف إلى هذه المنظومة الصلبة، وحدة الصف الأردني ووطنية المجتمع التي شكلت درعًا اجتماعيًا منيعًا، فلا اختراق ممكن في ظل وعي الشعب وتلاحمه.. الوحدة الوطنية ليست شعارًا بل ممارسة يومية، يظهرها الأردنيون في الأزمات، ويفرضون بها على العالم احترامهم.
كما أن القيم والعادات الأردنية الأصيلة، من النخوة والشهامة والاحترام، كانت وما زالت جزءاً لا يتجزأ من الأمن المجتمعي، وهي جماركنا الأخلاقية التي تحمي بيوتنا من الداخل كما تحمي المخابرات حدودنا من الخارج ..
ان كل من يحاول أن يُشكك بدور اجهزتنا الامنية ، أو يُسيء لها، لن يجد آذاناً صاغية فالشعب الأردني يعرف جيداً من يحميه، ومن يخونه ونحن نرددها بصوت عالٍ: المخابرات العامة الأردنية هي فخرنا، وحصننا، وعزّ دولتنا.
كل من يظن أن الأردن ساحة سهلة، نقول له: هنا رجال لا ينامون، ولا يسمحون للفوضى أن تدخل، ولا يقبلون إلا أن يبقى الأردن آمناً مستقراً شامخاً.
تحية إلى كل ضابط وجندي يعمل في هذا الجهاز الباسل، وتحية إلى القيادة التي وضعت مصلحة الأردن أولاً، وتحية لهذا الوطن، الذي أنجب رجالاً لا تهتزّ فيهم ذرة ولاء أو انتماء.
مجمل القول : سنظل نقف خلف جهاز مخابراتنا، ندعمه، ونثق به، ونفخر به، ونقول المخابرات العامة الأردنية… عنوان الكرامة، وحصن الدولة، وفخر كل أردني حر..