إنجاز_ إعلان اتحاد الكرة الدولي لكرة القدم “الفيفا” مساء أمس الأربعاء أن المملكة المغربية ستستضيف كأس العالم 2030 في تنظيم مشترك مع إسبانيا والبرتغال.
ِو بعد أشهر من الإنجاز التاريخي في مونديال قطر ببلوغه نصف نهائي البطولة، تصدر المغرب من جديد واجهة الرياضة العالمية بإعلان “فيفا”، الذي زفه الملك محمد السادس للمغاربة، نبأ احتضان المغرب بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال بطولة كأس العالم المقررة في 2030، في إنجاز يراه محللون نتيجة تراكم إنجازات للبلاد في الرياضة في السنوات الأخيرة.
وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأربعاء، أن الاتحادات الأوروبي والأفريقي والأميركي الجنوبي اتفقت على ترشيح واحد لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، تقدم به المغرب وإسبانيا والبرتغال مع إقامة ثلاث مباريات فقط في أميركا الجنوبية، قبيل إعلان السعودية نيتها الترشّح لاستضافة نسخة العام 2034.
وأضاف أنه بمجرد التحقق من صحة المعايير الفنية، سيعلن رسمياً عن مستضيف الحدث في العام 2024.
وسيصبح المغرب الذي فجر مفاجأة من العيار الثقيل في النسخة الأخيرة ببلوغه دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخه وتاريخ العرب والقارة السمراء، ثاني بلد عربي وأفريقي يستضيف النهائيات بعد قطر عام 2022 وجنوب إفريقيا عام 2010.
وقال العاهل المغربي محمد السادس في بيان صادر عن الديوان الملكي إن “هذا القرار يشكل إشادة واعترافاً بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى”، مجدداً “التأكيد على التزام المملكة المغربية بالعمل، في تكامل تام، مع الهيئات المكلفة بهذا الملف في البلدان المضيفة”.
في مونديال قطر 2022 الأخير، حقق “أسود الأطلس” إنجازا تاريخيا أفريقيا وعربيا وبلغوا نصف نهائي البطولة في إنجاز غير مسبوق، وبعده فاجأ المنتخب المغربي للسيدات الجميع بتأهله إلى الدور السادس عشر في كأس العالم الأخيرة على حساب ألمانيا بطلة العالم مرتين، وذلك في مشاركة المنتخب العربي الأولى في النهائيات.
وتشهد كرة القدم النسوية تطورا في المغرب منذ أن وضع الاتحاد المغربي في العام 2020 استراتيجية طموحة لتطوير اللعبة، تتضمن دعما ماليا للفرق النسوية.
وتتوفر المملكة منذ العام 2021 على بطولة احترافية للنساء من قسمين، وتلزم أعضاءها وهم 42 نادياً في المجموع، بتوفير فرق للفئات العمرية الصغرى لأقل من 15 و17 عاماً.
وشهر يوليوز الماضي، فاز المنتخب المغربي الأولمبي بلقب كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم تحت 23 عاما، بفوزه عليه في المباراة النهائية 2-1 على مصر في التمديد بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1.
وهذا اللقب الأول لمنتخب “أسود الأطلس” من أصل أربع نسخ من المسابقة، بقيادة المدرب عصام الشرعي وبتشكيلة محترفة بغالبية عناصرها في مقدمهم لاعبا برشلونة الاسباني عبد الصمد الزلزولي وشادي رياض ومهاجم أتلتيكو مدريد عبد الإله الريحاني.
وضمن بذلك المنتخب المغربي التأهل إلى نهائيات مسابقة كرة القدم في أولمبياد باريس 2024.
وفي يوليو الماضي أيضا، أثارت كرة القدم النسائية شغفا كبيرا في المغرب بعدما بلغ المنتخب الوطني نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات، رغم خسارته اللقب لحساب منتخب جنوب إفريقيا في المباراة 2-1، والتي تابعها جمهور غفير بالرباط.
وبعد أن نظم المغرب بطولة كأس أفريقيا للسيدات، ونظم أيضا كأس أفريقيا لسن تحت 23، فاز هذه الشهر بشرف تنظيم كأس أفريقيا 2025 بعد انسحاب الجزائر من السباق.
ويعول المغرب على التجارب التي راكمها من خلال تنظيم هذه البطولات للنجاح في تنظيم كأس العالم القادمة في 2030.
وتقدم المغرب لعدة مرات بترشيحه لتنظيم كأس العالم دون أن ينجح في ذلك، آخرها مونديال 2026 بعدما خسر الرهان أمام ملف ثلاثي للولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وقبل خسر بفارق صوتين أمام جنوب أفريقيا في مونديال 2010، الذي كان الأول من نوعه في أفريقيا.
يقول الناقد والمحلل الرياضي المغربي، حسن البصري، إنه بعد الفشل في السباقات السابقة، “واصل المغرب اختبار حظوظه للمرة السادسة بالترشح رسميا لاستضافة نهائيات مونديال العام 2030، لكن هذه المرة في إطار لمة ثلاثية تجمعه بجيرانه بالقارة الأوربية إسبانيا والبرتغال”.
وتابع البصري في حديث لموقع “الحرة” “حين خسر المغرب رهان تنظيم كأس العالم 2026، أمام ملف منافس تضمن ترشيحا ثلاثيا مشتركا قويا جمع الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، آمن المغرب بأن في الاتحاد قوة وانتظر الفرصة الملائمة لتقديم ترشيح مشترك، مختلف تماما عن ملفات الترشيح لاحتضان مونديال 1994 و1998 و2006 و2010 و2026”.
ويرجع البصري الأمر إلى عوامل أخرى “كانت بمثابة قوة دفع، كنجاح المغرب في احتضان التظاهرات الكبرى آخرها كأس العالم للأندية، واحتلال الفريق الوطني المغربي للمرتبة الرابعة في مونديال قطر، وحصول المغرب على شرف تنظيم كأس إفريقيا 2025 التي ستكون بروفة للمونديال، والملاعب الكبرى التي دخلت مشاريعها حيز التنفيذ”.
يرى محمد شحاتة، الباحث المصري في الشأن الرياضي، أن “وصول المغرب إلى هذه المرحلة وتنظيم كأس العالم ليس وليد اللحظة، فالبلد تقدم بترشحه في مرات سابقة، وفي 2010 كان قريبا من الفوز بالسباق بعد حصول المغرب على عدد كبير من الأصوات”.
يقول شحاتة، المحلل الرياضي، إن “المملكة تمتلك بينة تحتية جيدة، لذلك فالوصول إلى هذه المرحلة ليس صدفة، بل نتيجة تخطيط من الاتحاد المغربي بتطوير البينة وتطوير الللعبة أيضا كما رأينا وصول المغرب لنصف النهائي في مونديال قطر”.
ويتابع الباحث المصري إن المغرب “نظم كأس العالم للأندية وكأس أمم أفريقيا، كما أن هناط تطورا كبيرا في مستوى المدربين المغاربة، وفوز الأندية المغربية العام الماضي ببطولتي دوري الأبطال الأفريقي وكأس الكونفيدرالية الأفريقية”.
ويرى شحاتة أن كل هذه الأمور ساهمت في زيادة شعبية كرة القدم بالمغرب. لذلك فالنجاح ليس وليد الصدفة.
وترشح المغرب خمس مرات سابقاً لاستضافة المونديال، لكن محاولاته باءت بالفشل أعوام 1994 و1998 و2006 و2010 و2026، أبرزها في 1998 عندما نال 7 أصوات مقابل 12 لفرنسا و2010 عندما نال 10 أصوات مقابل 14 لجنوب أفريقيا.
وفي تصويت النسخة المقبلة المقررة في ثلاث دول، نال المغرب 65 صوتاً من أعضاء الجمعية العمومية مقابل 134 للولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وكان منتخب المغرب حقق نتيجة رائعة في مونديال قطر 2022، عندما أصبح أول منتخب إفريقي وعربي يبلغ نصف النهائي، بتفوقه على منتخبات من طراز إسبانيا والبرتغال قبل السقوط في نصف النهائي أمام فرنسا