أعلنت مؤسسة جون تمبلتون منح جلالة الملك عبدالله الثاني جائزتها للعام 2018 في حزيران تقديراً لجهود جلالته في تحقيق الوئام بين الأديان، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الحريات الدينية، ويعتبر جلالته أول زعيم عربي يحصل على جائزة تمبلتون.
وتعبرالجائزة عن المكانة الدولية الكبيرة للأردن كنموذج للعيش المشترك بين مواطنيها والتي تعكس صورة الإسلام السمح، كما أنها تؤكد نظرة التقدير العالمية لجلالة الملك كرجل سلام وقائد يسعى إلى إحلال الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقالت هيذر تمبلتون ديل رئيسة مؤسسة جون تمبلتون: يسعدني ويشرفني أن أعلن الفائز بجائزة تمبلتون للعام 2018: جلالة الملك عبدالله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
وقالت: تولى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عرش الأردن ملكا عام 1999، بعد وفاة والده، الملك حسين، ملك الأردن منذ عام 1952، ومنذ توليه مسؤولياته، يستمرالملك عبدالله الثاني ببذل جهود تحقيق الوئام، داخل الإسلام وبين الإسلام وغيره من الأديان، ولم يسبقه في هذا المضمار أي زعيم سياسي آخر على قيد الحياة. وغالبا ما حملت هذه الجهود الكثير من المخاطر والتبعات، ولكنه لطالما قام بها بكل تفان وتواضع.
واضافت: منذ عام 1972تُمنح جائزة تمبلتون بشكل سنوي لشخص قدم مساهمات وأعمالا استثنائية لخدمة وإثراء الجانب الروحي لحياتنا كبشر…لقد تم تصميم الجائزة لتكون أداة تمكّن الفائزين بها،وذلك من خلال تسليط الضوء على الأعمال التي يقومون بها، ليس بهدف تحقيق فائدة للفائزين، ولكن بهدف تحقيق فائدة أعظم لأفراد المجتمع الذين سيجدون في الفائزين المثال والقدوة.
وتابعت: إن الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني ملهمة حقا، فقد تمثلت في تأكيده على التعددية في الإسلام في مواجهة مساع لخلق وفرض تنميط زائف. لقد قام جلالته بتعزيز القوة الرمزية لمبدأ التعددية الدينية التي تحترم الاختلاف، وذلك في مسعى لنشر الوئام الديني والاحترام بين 1.8 مليار مسلم، وبحيث ينظرون إلى بعضهم البعض بوئام وانسجام.
وقالت: لقد وصف السير جون تمبلتون الفائزين بالجائزة بأنهم «رواد روحانيون»، ويضرب الملك عبدالله الثاني للعالم أجمع مثالاً حقيقياً لما يعنيه أن يكون شخص ما رائدا روحياً، فرغم أنه شخص صقلته المسؤوليات السياسية في زمننا الراهن، إلا أنه يعتبر الإيمان وحرية التعبير الديني من أهم مسؤولياتنا وغاياتنا كبشر.
وقالت: ومن أهم إسهامات الملك عبدالله الثاني نحو التقدم الروحي إطلاقه»رسالة عمّان» عام 2004، والتي أوضحت حقيقة الإسلام، وبيّنت الأعمال التي تمثّله، وتلك التي لا تمت له بصلة.
واضافت: في عام 2006، أطلق مبادرة «كلمة سواء» وهي رسالة مفتوحة من قيادات دينية إسلامية لقيادات دينية مسيحية تنشد السلام والوئام على أساس وصيتين متلازمتين يشكلان جزءاً من صميم المبادئ التأسيسية لهذين الدينين وهما: حب الله وحب الجار.
وقالت: كما أن جلالة الملك عبدالله الثاني يُمنح جائزة تمبلتون تقديرا أيضاً لالتزامه الراسخ في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، خاصة المسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف، أحد أهم ثلاثة مواقع دينية في الإسلام،أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وكنيسة القيامة التي تحتضن القبر المقدس – قبر السيد المسيح(عليه السلام).
وقالت: كما أن جائزة تمبلتون لعام 2018 تأتي أيضا تقديرا لقيادة جلالة الملك في توفير ملاذ آمن يكفل للمجموعات الدينية والعرقية المختلفة في الأردن حرية العبادة، كما يكفلها أيضاً للملايين من اللاجئين الذين احتضنهم الأردن على مدار العقود الخمسة الماضية.
واضافت إننا في مؤسسة تمبلتون يغمرنا الفرح للتقدير الذي عبر عنه حكّام الجائزة للأعمال الاستثنائية التي يبذلها الملك عبدالله الثاني، فهو يجسد قيما ألهمت جدي السير جون تمبلتون لتأسيس الجائزة ولتأسيس مؤسسة تمبلتون القائمة عليها.
وقالت: باسم جميع أعضاء مجلس أمناء المؤسسة أهنئ جلالة الملك عبدالله الثاني الفائز بجائزة تمبلتون للعام 2018.
عن جائزة تمبلتون:
تأسست الجائزة عام 1972 بمبادرة من رجل الأعمال الأمريكي البريطاني الراحل السير جون تمبلتون، الذي نشط في مجال الأعمال الخيرية والاهتمام بالفكر والفلسفة الدينية.
تُمنح الجائزة تقديراً لأشخاص يقدمون إسهامات مبدعة وجديدة في مجال الأديان، مثل الأعمال الخيرية، أو إنشاء منظمات فكرية تثري الجانب الروحي، أو المساهمة بشكل بناء عبر وسائل الإعلام في الحوارات المتعلقة بالدين والقيم الإنسانية الإيجابية.
مُنحت جائزة تمبلتون منذ انطلاقها لـ 47 شخصية عالمية من علماء وفلاسفة وشخصيات قيادية إصلاحية، من أبرزهم الأم تريزا في العام 1973، والدالاي لاما في العام 2012، والقس ديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق في العام 2013.
لماذا مُنحت جائزة تمبلتون لجلالة الملك عبدالله الثاني؟
مُنحت الجائزة لجلالة الملك تقديراً لالتزامه بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس،ولتوفيره ملاذاً آمناً يكفل حرية العبادة في الأردن،وتقديراً لمبادرات جلالته المؤسسية التي أطلقها ويرعاها في مجال إرساء الوئام بين أتباع الأديان.
أهم مبادرات جلالة الملك في مجال الوئام بين الأديان:
– إطلاق «رسالة عمّان» التي توضح حقيقة الإسلام، وتبين أن أعمال العنف والإرهاب لا تمت له بصلة.
– مبادرة «كلمة سواء»، وهي رسالة مفتوحة من قيادات دينية إسلامية لقيادات دينية مسيحية تنشد السلام والوئام على أساس وصيتين مشتركتين بين الدينين، هما: حب الله وحب الجار.
– تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة نداء مبادرة «أسبوع الوئام العالمي بين الأديان» التي أطلقها جلالته.
– جهود جلالته في الحفاظ على وتطوير موقع عمّاد السيد المسيح (المغطس)الذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) موقعا للتراث العالمي.
– مبادرات جلالته التعليمية، وتشمل: تأسيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية، وإنشاء زمالة لدراسة الحب في الدين في كلية ريجنت بارك في جامعة أكسفورد، بالإضافة إلى إنشاء وقفية لدراسة فكر الإمام الغزالي في جامعة القدس والمسجد الأقصى المبارك، ووقفية لدراسة فكر الإمام الرازي في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم الإسلامية العالمية ومسجد الملك الحسين بن طلال.
كما أشارت مؤسسة جون تمبلتون في إعلانها منح الجائزة إلى جهود الأردن، بقيادة جلالة الملك، في استضافة ورعاية الملايين من اللاجئين.