كتب : الزميل طارق المومني
اربعة وسبعون عاما مرت على النكبة الفلسطينية ، واصحاب الأرض العُزل يواصلون النضال والكفاح دفاعاً عن وطنهم وارضهم ومقاومة الاحتلال البغيض بصدور عارية ، والذي تعج سجونه بالآلاف من الاسرى والمعتقلين ، والذي مازال يواصل يومياً ابشع انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني ، ولم تسلم منه حتى حرمة الاموات ، وما الاعتداء على نعش الشاهدة الشهيدة شيرين ابو عاقله الا الدليل على ذلك ، وقصفه باحدث الاسلحة للاطفال والنساء والشيوخ والبشر والشجر والحجر ، واستهداف أولى القبلتين وتدنيسها تحت سمع وبصر العالم الذي ينحاز للجلاد والمحتل والمغتصب على حساب صاحب الارض والضحية .
كلما ذهب جيل يأتي آخر اكثر عناداً واصراراً وتمسكاً وحلماً بالعودة الى حيفا ويافا واللد وتحرير القدس والاقصى الشريف ، من دنس الصهاينة ، يرغب بالشهادة مثلما يرغب بالحياة ، ويقول : نحن اصحاب الأرض والقضية ، عمرناها قبل اكثر من 1500 عام من انشاء كيانكم ، ومازلنا ، وقصص البطولة تروي حكايتنا، وانتم “محتلون غزاة غرباء ” انتم كيان مسخ ، لن تنعمون بالامن والاستقرار طالما تحتلون الأرض ، ومهما طال الزمن ستخرجون منها وتندحرون، فأنتم في العلو الكبير ، وان وعد الله قريب .
“شعب الجبارين ” الذي يتعرض لأطول احتلال في التاريخ الحديث ، يدافع عن هذه الامة ويفرض واقعاً جديداً ، يحتاج الى نصرة أمته له ، وان يشدد عضده بأخيه ، فهو صاحب قضية هي الأعدل ، لا تعنيه صفقة لا تعيد له حقوقه المشروعة ، ويضيره الانهزامية ومحاولات زرع اليأس في نفوس ابناء هذه الأمة التي تملك امكانيات اذا ما استخدمت فإن الواقع يكون شيئاً آخراً ، ولنا في التاريخ امثلة ، والتقليل من قدرتها على التصدي للعدو الغاصب ، وما يحدث اليوم داخل فلسطين المحتلة بمقاومة الاحتلال والدفاع عن القدس والاقصى دلالات عزة وكرامة ، واعاد القضية الفلسطينية الى واجهة الاحداث مجدداً ونبه الى ضرورة ايجاد حل لها يرضي ويقبل به اصحاب الارض ، الذين يضيرهم ايضاً محاولات تحسين صورة الجلاد الذي لإيراعي الاً ولا ذمة ، ويولون الأدبار .
(ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)
كفى 74 عاماً من الظلم والكيل بمكيالين ، فالاحتلال لا محالة زائل ، وكل محاولات الاستعمار والاحتلال مهما طالت عبر التاريخ زالت وانتهت ، ولا يطول حكم يقوم على الإفساد والعلو ، فهو حكم قصير ، فالشعوب الحُرة لا تستكين وترفض الظلم .
{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا} ..
[وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا].