النساء يتفوقن على الرجال في حقول «البزنس» المختلفة
لم تثبت المرأة وجودها فحسب في ميادين الأعمال، بل باتت تتفوق على الرجال أحياناً، على الرغم من أن نجاحاتها في دنيا التجارة والبزنس لا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه دائماً.
بدأ الجنس الناعم بشق طريق النجاح والتميز في العمل التجاري أسوة بالرجال، وذلك بعد أن أتيحت الفرصة للمرأة بشكل أكبر في فتح مجالات مختلفة لها في سوق العمل وتخطي المعوقات التي تواجهها وتحد من مشاركتها فيه بمجالات جديدة رأت النور، وذلك إيماناً بأهمية الدور المهم للمرأة في جميع مجالات التنمية، وتحدث عدد من المقبلات بإصرار وحماس على منافسة الرجال في سوق العمل من خلال مشاريعهن الجديدة.
المرأة شغوفة بالعمل
تحدثت رشا عبد الخالق – مهتمة بشؤون المرأة – للدستور قائلة: أن هناك العديد من الدراسات التي أجريت أثبتت تفوق المرأة على الرجل في الإدارة والقيادة.
والمرأة أفضل محادثة وأفضل استماعاً من الرجل، وتجيد قيادة المناقشات بينما يهتم الرجل بالفعل العملي أكثر، حيث في عالم الأعمال يهم الموظفون أن يتحدثوا في مشاكلهم وإيجاد حلول لها وهذا يتطلب جواً حوارياً فعالاً ويعمل على تقوية الثقة وروابط العمل الجماعي وهنا أثبت تفوق المرأة بحسب رشا عبد الخالق، مضيفة : أن المرأة الأفضل في بناء روابط تفاعلية حيث أن المرأة القائدة تهتم بتدعيم عملها أو دورها من خلال دعم علاقات تواصل وبناء قواعد عملية لتحقيق نجاحها، بينما الرجل يفضل العمل منفرداً والتصدي لأي منافسة وجهاً لوجه.
وأوضحت عبد الخالق أن المرأة في طبعها صبورة جداً وهنا تتفوق المرأة بقوتها على التحمل والصبر لبلوغ الهدف، لو تطلب منها الأمر عشر سنوات بأقل مشاكل، بينما الرجل يؤمن بالحلول الجذرية السريعة، ولا يهمه كم المشاكل الذي سيصادفها طريق الوصول إلى الهدف بل المهم النتيجة السريعة.وهي الأقوى شغفاً في عملها وأثبتت الدراسات أن المرأة تضع كل عاطفتها وشغفها من أجل تحقيق النجاح والوصول إلى هدفها، ما يزيد من مساحة الراحة لمن يعمل معها، بينما الرجل يدمج العاطفة مع عمله.
وبينت أن المرأة الأكثر التزاماً بأخلاقيات العمل، انطلاقاً من أنها شغوفة بما تعمل فإن هذا يزيد من التزامها بأخلاقيات العمل والنظر في حقوق من تعمل معهم والانتباه إلى واجباتها، بينما الرجل ينظر في اتجاه واحد فقط لتحقيق طموحه ونجاحه.
اثبات الذات
تقول زينب علي -حاصلة على شهادة تحاليل طبية- : أنها تخرجت في الجامعة منذ عامين، ولكن لم يقف حلمها فقط على أن تكون موظفة بالمختبر، ولكن سعت لأن تسلك سوق العمل لإثبات ذاتها وإيجاد مصدر للدخل، من خلال هوايتها الأولى وهي فنون الطبخ، فانطلقت من خلال تسويق أعمالها من المنزل عبر برنامج instagram، مضيفةً: بدايتي مع سوق العمل منذ أن كنت طالبة بالجامعة فقد كنت أجمع بين حلمين أن أكون موظفة مختبر وأن أمتلك مشروعي الخاص خاصة بعد أن أجدت كافة فنون الطبخ، فكنت أعمل خلال إجازة نهاية الأسبوع، وبعد أن ازداد الإقبال على منتجاتي أصبح العمل على مدار الأسبوع، بحيث يتم توفير الوجبات الثلاث بأنواعها عند الطلب ومن ثم اتجهت إلى إعداد بوفيهات متكاملة لكافة المناسبات، مشيرة إلى أن السبب الأول في نجاحها هو الدعم اللا محدود من والدها لتحقيق حلمها إضافة لمساعدته وتوجيهاته، إلى جانب وقوف والدتها بجانبها وحرصها على ظهور منتجاتها بمستوى مشرف أمام العملاء.
مشاريع مختلفة
وتحدثت حنان صالح – ربة منزل- قائلةً: إن مشروعها مختص بإنتاج الكيك والحلويات بأنواعها، مضيفةً أن بدايتها في العمل كان تشجيعا من زوجها لتساعدة في مصروف المنزل، من خلال عمل أطباق الكيكات بأنواعها، وتلك هوايتها، مضيفة: إصراري على التميز كان بتحفيز ذاتي أولاً ثم بتشجيع زوجي والأهل والأصدقاء على أن أمتلك مشروعاً خاصاً بعد اكتساب الخبرة وإتقان العمل، وكانت طرقي لإعداد الكعك وتزيينه بطرق كلاسيكية حديثة وبأكثر الطرق احترافاً، مبينةً أنه لتنفيذ مشروعها استطاعت الحصول على الدعم المادي من والديها ولا تنسى وقوف زوجها المعنوي وأسرتها والمحيطين بها لتحقيق هذا الإنجاز والذي نالته بتعيلم ذاتها والبحث عن الخبرة من ذوي الاختصاص، دون الالتحاق بدورات معينة، مشيرة إلى أن كل عقبة تعترضها كانت تجد لها مخرجاً وحلولاً من أجل النجاح، وذكرت بأن طبيعة نشاطها هو إعداد الكيك وتزيينه بطريقة احترافية للمناسبات الخاصة والمميزة.
وتحدثت ثريا عويس -ثانوي مهني تخصص خياطة ونسيج،- عن مشروعها لتصميم الملابس الراقية، قائلةً: درست الخياطة بالثانوي وأخذت عدة دورات بالخياطة وبداية النشاط تمثلت في تصميم وتفصيل الملابس والفساتين لنفسي وللأقرباء، كما أنني أقوم بعرضها بالبازارات فهي هوايتي المفضلة، إضافة إلى خبرة اكتسبتها من خلال دراستي، ومن ثم الاشتراك في البازارات لعرض تصاميمي، والتي وجدت القبول من الناس، مضيفةً: عقدت العزم على اقتحام سوق العمل بعد أن وجدت التشجيع من الأهل والصديقات، وعملت بجد على تحقيق حلمي في امتلاك بوتيك نسائي، وسأفتتحه قريباً.
وأشارت عويس إلى أنه مما ساعدها على النجاح هو مؤهل الخياطة وممارستها المستمرة لهوايتها في التصميم والدورات التي حصلت عليها، مضيفةً أن مما دعاها إلى الإصرار لتنفيذ مشروعها هو عدم توفر التصاميم النسائية في السوق، وعدم توفر أماكن تراعي الخصوصية، إلى جانب رغبتها في دخول عالم الأزياء والموضة والشهرة من خلال جودة المنتج والتصاميم المميزة، لافتةً إلى دعم ريادة الأعمال الوطنية.
تنظيم الحفلات والرحلات
تعد العلاقات الاجتماعية التي تتمثل في الحفلات والنشاطات الاجتماعية، هي الساحة التي تجيد المرأة العمل فيها، فهي قادرة على الاهتمام بهذه الأمور التي تحب دائماً المشاركة فيها، وبخصوص تنظيم الحفلات والرحلات تقول أم أحمد العمر: خلال سنوات عملي وارتباطي في العائلة وكثرة اختلاطي مع الناس، بدأت بمشروع بسيط وهو تنظيم رحلات وتجمعات نسائية، بدأت بجمع الصديقات والاقارب وأصبح النسوة ينضمون إلي، من خلال عمل صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي وأقوم بنشر النشاطات والأماكن التي سنذهب اليها، وبمبالغ بسيطة. فعملت على جمع النساء والترفيه.
وتضيف أن العلاقات الاجتماعية قد تكون السبب وراء ذلك، وأن المرأة عندما تكون مدعوة لمثل هذه النشاطات الاجتماعية تكون مراقبة من الدرجة الأولى وتقوم بتسجيل كل التفاصيل في ذاكرتها، من أجل استخدامها عندما تقدم على مثل هذا الأمر، وكذلك فيما يتعلق بالرحلات, فالمرأة تختار مكان وبرنامج الرحلة وتخبر صديقاتها.