الهيلات يكتب: الغوغائية ليست طريقا للمناصب
الدكتور خالد هيلات
عندما نعجز عن التفريق بين حرية الرأي والتعبير واحترام الرأي الآخر من جهة، والغوغائية والاتهامية، والتطاول على التشريعات ومدونات السلوك والأخلاقيات، على المؤسسات التي ننتمي لها أن تتدخل لوضع حد للغوغائيات التي تهدم قيم النقد البناء والحوار الإيجابي، الذي يسهم في تطوير وتحسين تلك المؤسسات.
لقد خدمنا في العديد من مؤسسات الدولة، وعلى وجه التحديد اربع مؤسسات، ولم نقبل يوما ان نكون غوغائيين، متعالين عن التشريعات والاخلاقيات، وكنا نؤدي واجباتنا على اكمل وجه، ولم نواجه يوما مصادرة للحريات او النقد البناء.
لكن عندما يكون المرء سلبيا، في كل اعماله يكيل الاتهامات والشتائم للجميع، لدرجة ان بلغ مبلغا قل فيه شاكروه وزاد شاكوه، اراؤه شتائم ومسبات، بطريقة هجومية بعيدة عن لغة الحوار الواعي فمن يقبل بذلك، وإلى أي مدى تطيق القيادة صبرا على من لم يترك ذنبا إلا واقترفه .
لقد رأينا العديد من الاشخاص الطامعين في المناصب وهم ليسوا اهلا لها من خلال وضع انفسهم في صف المعارضة سواء للنظام السياسي أو قيادة المؤسسات التي يعملون بها، فيدعون انهم ضحية المؤامرات، وانهم مستهدفون، لكن ما هكذا تورد الابل ايها السادة ،ولا تدرك المناصب بالعنجعية ولا الشتائم ولا السلبية، فتغض القيادات والادارات الطرف عنهم وعن إدعاءاتهم ليس لانهم على صواب بل كي لا يتوهموا انهم ابطال. ولكن إلى متى يبقى الجميع صامتا عنهم .
إن القيادات والإدارات التي تترفع عن مثل هذه التصرفات وترتقي بنفسها عن المستنقعات والمهاترات تتصف بقمة الوعي الفكري والثقافي، ولكن هذا لا يتنافى مع تفعيل التشريعات الناظمة لعملها أو حتى اللجوء للقضاء اذا وجد من يحاول القفز فوق تلك التشريعات أو الأخلاقيات بعد ان استنفذت كل ما بحوزتها من توجيهات وتوعية وحوار، وهي بذلك تكون اتسمت بالغنى الإداري والفكري