تناولت نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الثلاثاء، الوسواس القهري، موضحة المعايير التي يجب أن تتوفر لكي يتم تشخيص هذا النوع من الاضطراب.
وبينت نشرة المعهد أعراض الاضطراب، الوسواسية، والقهرية، إضافة إلى أسبابه، وعلاجه الذي يبدأ غالبا بمضادات الاكتئاب، وبعض العلاجات النفسية مثل العلاج المعرفي السلوكي.
هو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق (Anxiety) يكون فيه لدى الأشخاص أفكار أو أحاسيس (هواجس) متكررة وغير مرغوب فيها، تجعلهم يشعرون أنهم مدفوعون لفعل شيء ما بشكل متكرر (الإكراهات) وتكون التصرفات إلزامية للتخفيف من الضائقة. يمكن أن تتداخل السلوكيات المتكررة، مثل غسل اليدين أو فحص الأشياء أو التنظيف، بشكل كبير مع الأنشطة اليومية للشخص والتفاعلات الاجتماعية مما يؤثر عليها. الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يكونون أحيانًا واعين لحقيقة أن تصرفاتهم الوسواسية هي غير منطقية، ويحاولون تجاهلها أو تغييرها، لكن هذه المحاولات لا تنجح. وقد يتمحور اضطراب الوسواس القهري في موضوع معيّن، كالخوف من عدوى الجراثيم مثلا. بعض المصابين باضطراب الوسواس القهري، ولكي يشعرون بأنهم آمنون، يقومون، مثلا، بغسل أيديهم بشكل قهري ومتكرر إلى درجة أنهم يسببون الجروح والندوب الجلدية لأنفسهم .
يجب أن تتوفر المعايير التالية كي يتم التشخيص كوسواس قهري: وجود الوساوس أو الإكراه أو كليهما. الوساوس أو الإكراهات تستغرق وقتًا طويلاً (على سبيل المثال، تستغرق أكثر من ساعة واحدة يوميًا) أو تسبب ضائقة كبيرة أو ضعفًا في الأداء اليومي للفرد. لا يتم تفسير الأعراض بشكل أفضل من خلال التأثيرات الفسيولوجية لحالة طبية أو اضطراب عقلي آخر.
أعراض الوسواس القهري: الأعراض الوسواسية: هي أفكار وتخيّلات متكررّة، عنيدة ولاإراديّة، أو دوافع لاإراديّة تتسم بأنها تفتقر إلى أي منطق. تتضمن الأفكار والمشاعر الوسواسية ما يلي: – الخوف من التلوث بالجراثيم أو الأوساخ أو تلويث الآخرين. – الخوف من فقدان السيطرة وإيذاء النفس أو الآخرين. – أفكار أو تخيلات صريحة تتعلق بالجنس أو رغبات عدوانية جامحة. – التركيز المفرط على الأفكار الدينية أو الأخلاقية. – الخوف من فقدان أو عدم امتلاك الأشياء التي قد تحتاجها. – الحاجة إلى الترتيب والتناظر حيث تسيطر على المصاب فكرة أن كل شيء يجب أن يصطف “تمامًا” . تخيّلات حول إلحاق الأذى بالأبناء. – رغبة في الصراخ الشديد في حالات غير مناسبة.
الأعراض القهرية: هي تصرفات متكررة نتيجة لرغبات ودوافع جامحة لا يمكن السيطرة عليها مثل: – التنظيف لتقليل الخوف من “تلوث” الجراثيم أو الأوساخ أو المواد الكيميائية، إذ يقضي بعض الناس ساعات طويلة في غسل أنفسهم أو تنظيف ما يحيط بهم. هم يعرفون أن هذه التكرارات لن تحمي فعليًا من الإصابة ولكنهم يخشون حدوث ضرر إذا لم يتم التكرار. – التحقق المتكرر من نسيان قفل الباب أو إيقاف تشغيل موقد الغاز. – الترتيب لتقليل الانزعاج. يحب بعض الأشخاص وضع الأشياء مثل الكتب بترتيب معين أو ترتيب الأدوات استجابةً لهوس ما للمساعدة في إدارة مشاعر القلق أو الضيق.
عوامل الخطر: ما من مسبّب صريح وواضح لاضطراب الوسواس القهري، لكن هناك عدة نظريات تفسر اضطراب الوسواس القهري وتشمل: – عوامل بيولوجية: تتوفر بعض الأدلة التي تشير إلى أن اضطراب الوسواس القهري هو نتيجة لتغير كيماوي يحصل في جسم الشخص المصاب، أو في أداء دماغه. – عوامل بيئيّة: يعتقد بعض الباحثين أن اضطراب الوسواس القهري ينتج عن عادات وتصرّفات مكتسبة مع الوقت. عوامل هرمونية: مثل نقص في السيروتونين والذي يُعد أحد المواد الكيماوية الضرورية لعمل الدماغ. إذا كان مستوى السيروتونين غير كاف وأقل من اللازم، فمن المحتمل أن يسهم ذلك في نشوء اضطراب الوسواس القهري. – الجراثيم العقديّة (Streptococcus) في الحنجرة: هنالك أبحاث تُفيد بأن اضطراب الوسواس القهري قد تطوّر لدى أطفال معيّنين عقب الإصابة بالتهاب بالجراثيم العقديّة في الحنجرة.
العلاج النفسي لاضطراب الوسواس القهري: غالبًا ما يبدأ علاج الوسواس القهري بمضادّات الاكتئاب والتي تعمل على رفع نسبة السيروتونين، التي قد تكون منخفضة لدى أشخاص يعانون من اضطراب الوسواس القهري. كما أن هناك بعض العلاجات النفسية التي قد تفيد في علاج حالات الوسواس القهري مثل العلاج المعرفي السلوكي.