إنجاز-حذر المركز الوطني للبحوث الزراعية المزارعين ومربي الثروة الحيوانية من تأثير إرتفاع درجة الحرارة على الثروتين الحيوانية والنباتية، مقدما توصيات وإجراءات للحد من تأثيرها .
وقال المدير العام للمركز الدكتور نزار حداد إن موجات الحر التي شهدتها المملكة خلال السنوات القليلة الماضية، سجلت أعلى درجات حرارة في عدة أماكن حول العالم، وهي ظاهرة جاءت نتيجة لتغير المناخ وتؤثر سلبا على الناس والحيوانات والنباتات.
وأضاف الدكتور حداد، أن تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة على المحاصيل، يرتبط ارتباطا وثيقا بانخفاض الغلة نتيجة للإجهاد الفسيولوجي والتمثيل الغذائي الذي تتعرض له المحاصيل، مشيرا إلى أن درجات الحرارة المرتفعة جدا فوق 40 درجة مئوية يمكن أن تؤدي إلى توقف التمثيل الغذائي في المحاصيل، ويمنع هذا التوقف الأيضي نقل العناصر الغذائية، مما له تأثير سلبي كبير على نمو الثمار، ويقلل بشكل كبير من قدرتها على الوصول إلى درجات الحجم القابلة للتسويق.
وأشار إلى أن المملكة، تأثرت منذ الأسبوع الأول من شهر حزيران بموجة شديدة الحرارة، ارتفعت الحرارة فيها فوق الــ 40 م، حيث يعرف شهر حزيران بشهرته المناخية كشهر شديد الحرارة ويتميز بتزيد خطورة التعرض للشمس المباشرة بسبب تعامد الشمس على مدار السرطان وسيادة موجات الأشعة الشمسية قصيرة الموجة “الأخطر”، حيث تكون الأشعة الشمسية عمودية وقوية وتتركز على مساحة أقل وتخترق سمكا أقل من الغلاف الجوي، ومن هنا تكمن الخطورة من التعرض المباشر لأشعة الشمس.
وأوضح، أن شهر حزيران يتميز كذلك بزيادة في الطاقة الحرارية نهارا، وزيادة حدة وطول الموجات الحارة أو شديدة الحرارة، وبالتالي زيادة كبيرة في معدلات البخر “نتح” نهارا وزيادة معدلات تنفس الظلام ( هادم المادة التي يبينها النبات) ليلا كما تزداد فرص إصابة ثمار المانجا والحمضيات بلسعات الشمس، وكذلك بعض ثمار الخضار، مثل البندورة والفلفل، وزيادة فرق حرارة الليل والنهار وزيادة التذبذبات الحرارية لأكثر من 15 درجة مئوية بالتالي تذبذب عمليات الامتصاص ومنع بعض العناصر من الانسياب داخل النباتات مثال الكالسيوم والبورون بالتحديد.
وأكد على ضرورة أخذ الاحتياطات والتوصيات اللازمة، حفاظا على السلامة الشخصية للمزارعين، ومنها تقليل الاحتكاك مع الشمس المباشرة ويفضل بعد التعرض لشمس الظهيرة شديدة الحرارة، مع لبس غطاء رأس فاتح اللون وملابس فضفاضة والإكثار من السوائل والفاكهة والبعد عن الاكلات الدسمة والمخللات والحلوي وغيرها .
ودعا إلى تقريب فترات الري والبعد عن الري في فترة الظهيرة وإضافة الفولفيك ونترات الماغنسيوم كإضافات رئيسية مع مياه الري وضرورة الاستعداد للتقليل من أضرار لسعات الشمس على ثمار الاشجا وخاصة المانجا بالتحديد بالرش بسليكات البوتاسيوم والالمونيوم أو الجير المخفف .
وأوضح، أن تاثير ارتفاع درجات الحرارة على النبات والحيوان في فصل الصيف، يظهر بتأثيرات مختلفة على فسيولوجيا النبات والحيوان، مؤكدا أن تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة الغير معتاد في هذا الموسم على الثروة النباتية يؤدي إلى تسريع نمو النبات وتطوره.
وأوضح، أن هذا التسارع في النمو قد يؤثر سلبا على نوعية الثمار. بالإضافة إلى إمكانية تعزيز معدلات التمثيل الضوئي، طالما أن الظروف الأخرى، مثل توافر المياه كافية، مع ذلك، كما يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة بشكل مفرط أيضا إلى إغلاق ثغور أوراق النبات، مما يقلل من امتصاص ثاني أكسيد الكربون ومعدلات التمثيل الضوئي، مما يؤدي الى تاخير نمو النبات.
وأضاف، ان ارتفاع درجات الحرارة مع انخفاض الرطوبة قد يؤدي إلى زيادة الإجهاد المائي في النباتات، مما يؤدي إلى الذبول وانخفاض النمو ، وأن التفاوت الكبير في درجات الحرارة بين الليل والنهار يؤدي إلى اختلال الضغط عن طريق التسبب في فقدان الماء بسرعة خلال النهار عن طريق النتح والحد من نمو النبات في الليل، مشيرا إلى أن درجات الحرارة الدافئة تزيد من انتشار بعض الأمراض والآفات النباتية، مما قد يؤدي إلى تلف المحاصيل إذا لم يتم إدارتها بشكل صحيح.
اما فيما يتعلق بقطاع الثروة الحيوانية، فقد أشار إلى إن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من معدلات التمثيل الغذائي للحيوانات وذلك لانها تستهلك المزيد من الطاقة لتنظيم درجة حرارة الجسم، وقد تواجه الحيوانات الليلية تحديات في تبديد الحرارة الناتجه عن ارتقاع درجه جراره الجو، لافتا إلى ان بعض الحيوانات تقوم بتعديل سلوكها استجابة للتغيرات في درجات الحرارة.
وذكر، أن بعض الحيوانات قد تواجه زيادة في الإجهاد المائي خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة، خاصة إذا أصبحت مصادر المياه شحيحة مما يؤثر ذلك على الترطيب والبقاء على قيد الحياة، خاصة الأنواع التي تعتمد على مصادر مياه محدوده مع التعرض لفترات طويلة لدرجات الحرارة المرتفعة، مما يؤثر على صحتها ولياقتها بشكل عام ويظهر هذا الإجهاد باشكال مختلفة، بما في ذلك اعراض الجفاف والإرهاق الحراري وحتى الموت إذا لم تتمكن الحيوانات من تبديد الحرارة من جسمها بشكل متوازن.
ووجه بضرورة التقليل من آثار درجات الحرارة المرتفعة على فسيولوجيا النبات والحيوان من خلال تنفيذ استراتيجيات مختلفة للتخفيف من الإجهاد الحراري والحفاظ على الظروف المثلى للنمو، كما أن وضع طبقة من الحشائش محط الجافة حول النباتات يساعد في الاحتفاظ برطوبة التربة وتنظيم درجة حرارتها وتقليل الإجهاد المائي، وفي الوقت نفسه يساعد ذلك أيضا على منع نمو الأعشاب الضارة التي يمكن أن تتنافس مع النباتات على الماء والمواد المغذية.
ودعا إلى استخدام الري بالتنقيط أو أية وسيلة لتوصيل المياه مباشرة إلى منطقة الجذر وتقليل التبخر وري النباتات في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء لتقليل فقدان الماء من خلال التبخر وتقليل الضغط على النباتات خلال الفترات الأكثر حرارة من اليوم واختيار الأصناف النباتية التي تتكيف بشكل جيد مع درجات الحرارة المرتفعة والتقلبات في درجات الحرارة.
وفيما يخص قطاع الثروة الحيوانية، قال، إن هناك إجراءات وتدابير تساعد الحيوانات على تحمل درجات الحرارة المرتفعة وأهمها، توفير مناطق محمية يمكن للحيوانات أن تلجأ إليها من الحرارة، مثل الهياكل المظللة أو الأشجار، مع ضرورة التأكد من التهوية الكافية لمنع الاحتباس الحراري في الأماكن المغلقة، والتأكد من حصول الحيوانات والنحل بشكل مستمر على المياه النظيفة والعذبة، وتنظيم درجة حرارة الجسم، مع مراقبة مصادر المياه بانتظام لمنع تلوثها أو استنزافها، خاصة أثناء الطقس الحار.
وأكد على ضروره تعديل جداول التعليف لتجنب التغذية خلال الفترات الأكثر حرارة من اليوم، وتقديم أعلاف عالية الجودة وسهلة الهضم لتقليل إنتاج الحرارة الأيضية، مشيرا إلى أهمية مراقبة الحيوانات، بحثا عن علامات الإجهاد الحراري، مثل اللهاث أو الخمول أو انخفاض تناول العلف لمعرفة وضع الحيوان وإيجاد الحلول، إضافة إلى ممارسات الإدارة المثلى، مثل الرعي المبكر أو القيام بذلك عند انخفاض درجات الحراره مساء.
وتشير التقديرات العالمية إلى أن زيادة درجة الحرارة بمقدار درجة واحدة مئوية في متوسط درجة الحرارة السنوية يمكن أن تؤدي إلى انخفاض بنسبة 4-10% في غلة المحاصيل.