الوقفي يكتب :الأردن أولا
إياد الوقفي
الأردن أولا، ليس مجرد شعار أو ديباجة تطلق عبر وسائل الإعلام، بل هو ترجمة حقيقية لرجال نذروا أنفسهم في الدفاع عن ثرى الوطن ضد أي من أصحاب الهوى والأجندات الخارجية الذين يتلقون التعليمات من الخارج وتسول لهم أنفسهم أن يعكروا صفو أجواء المملكة أو ينالون من قوتها ومنعتها.
في دائرة المخابرات العامة أشاوس يعملون بصمت، يصلون الليل بالنهار من أجل هدف سام يتمثل في الحفاظ على أمن والوطن والمواطن، وممن يسعون إلى النيل من مواقف الأردن القومية وفي مقدمتها قضية العرب الأولى، ولا يخفى أن الدائرة كشفت عديد العمليات التخريبية التي كانت جماعات تنوي تنفيذها في الأردن دون الإعلان عنها، انطلاقا من فلسفتها في ضرورة العمل بصمت بعيدا عن الأضواء والاستعراض، فهذا أحد مبادئها وعقيدتها الأمنية.
المنجز الأمني النوعي الذي أعلن عنه بالأمس عن كشف فريق قوامه ستة عشر عنصرا إرهابيا حاول القيام بعمليات تخريبية في الداخل الأردني، عبر تصنيعه لمواد تم ضبطها لتأهيل نحو 300 صاروخ مداه الأقصى 5 كم وحيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية ومشروع لتصنيع طائرات مسيرة، كانت بمثابة إعلان حرب على البلاد والعباد، إلى جانب التخطيط لاستهداف مؤسسات رسمية لإضعاف الموقف الأردني تجاه نصرة القضايا العربية، وزعزعة أمن واستقرار الوطن.
العمل التخريبي الذي استفز مشاعر الأردنيين كافة، امتدت جذوره لسنوات أربع فائتة، كانت عناصره تحت أعين رجال المخابرات العامة بعد أن خضعوا لمتابعة استخبارية امتازت بمهنية رفيعة المستوى، القي القبض عليهم بعد أن اكتملت خيوط جريمتهم بالأدلة الدامغة، وشاهد المواطن وسمع اعترافات أدلوا بها بما لا يدع مجالا للتشكيك في المنجز الأمني، وبخاصة في عصر تنوع أشكال الإعلام.
ثقة الأردنيين بوطنهم تتعمق بفضل المهنية العالية التي يتمتع بها رجال المخابرات العامة، ليبقى الأردن عصيا على كل من تسول له نفسه اللعب في المنطقة الحمراء، وشواهد تسلل الإرهاب إلى بعض الدول واضحة للعيان، وحوّلت دولا من ذوات الوزن الثقيل إلى بلدان هشة دون أي أثر أو دور يذكر.
حماية أمن الوطن ومكافحة الإرهاب والسلم المجتمعي جميعا تحتل عناوين متقدمة على سلم اهتمام دائرة المخابرات العامة، والدور الطليعي الذي تتبوء به محط إعجاب وتقدير كل الأردنيين الذين ينظرون بعين الرضا للأداء الرفيع لمنتسبي هذا الجهاز الوطني، الذي بفضل مجاهيده تمكن من الحفاظ على أمن واستقرار الوطن في ظل إقليم ملتهب تتقاذفه أمواج الإرهاب في كل مكان وفي جميع الاتجاهات.