إنجاز _مندوبا عن رئيس مجلس الأعيان، رعى العين الدكتور بسام التلهوني، بحضور رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، افتتاح فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الذي تنظمه كلية الإعلام في جامعة اليرموك على مدار يومين، بعنوان “الذكاء الاصطناعي وصناعة المحتوى الإعلامي” في مبنى المؤتمرات والندوات.
وأشار التلهوني إلى أن التغيرات العديدة والمستمرة التي يشهدها العالم في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي فرضت واقعا جديدا على الإنسانية بشكل أثر وما زال يؤثر على كافة مجالات الحياة ومنها الإعلام، بحيث أصبح السؤال المطروح اليوم حول تحويل ما قد يجلبه هذا الواقع الجديد من تهديد ليصبح فرصة للتطوير والتغيير.
وأكد على ضرورة مواكبة التقنيات الجديدة وتطوير الأساليب المستخدمة في مجال الذكاء الاصطناعي من أجل تعزيز العمل الإعلامي وتطويره سيما وأن تأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على الاعلام العربي بشكل عام، وعلى المحلي بشكل خاص يحتاج للمناقشة بشكل أوسع من قبل المتخصصين والخبراء للوصول إلى فهم هذه التكنولوجيا وتأثيرها في المجال الإعلامي.
وتساءل التلهوني حول أفضل السبل في توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام ودوره في التحرير والكتابة الصحفية وصناعة المحتوى الإعلامي، مشددا على حق الجمهور في معرفة وفهم الآليات التقنية التي قد تشكل الأضرار التي من الممكن التعامل معها سيما وأن الذكاء الاصطناعي يعتمد وبشكل أساسي على تحليل واستخدام البيانات ومنها البيانات الشخصية بحيث أصبح من الضروري حماية البيانات وتنظيم استخدامها واستغلالها، لافتا إلى جهود الحكومة الأخيرة التي أفضت لإصدار قانون حماية البيانات الشخصية الأردني.
وأشار إلى مدى إمكانية اسهام الذكاء الاصطناعي في تشكيل الرأي العام، والأدوات المتاحة لضمان مواجهة الأخبار غير الصحيحة والمضللة التي قد يكون مصدرها الذكاء الاصطناعي والتي من شأنها الاضرار بنزاهة العمل الصحفي لان المطلوب اليوم هو المحافظة على مصداقية الاعلام كركيزة أساسية.
وتابع: إن استخدام الذكاء الاصطناعي أصبح تأثيره واضحا على بناء المحتوى الإعلامي بحيث أصبح قادراً على أتمته مهام انشاء المحتوى وتحسين كفاءته مما يشكل تحدياً جديداً للتبعات المتوقعة لتوظيف الذكاء الاصطناعي على بناء المحتوى الإعلامي.
وشدد التلهوني على أنه فيما يخص المحتوى الإعلامي، فإن وسائل الإعلام مطالبة بالاستعداد الجيد للتعامل مع منصات الذكاء الاصطناعي لصناعة المحتوى الإعلامي المؤثر من خلال رفع مهارات العاملين في مجال الصحافة والإعلام، وهنا يأتي دور الجامعات والمؤسسات التعليمية المختلفة بالإضافة إلى النقابات ومؤسسات المجتمع المدني للعمل على تحضير الجهات المشاركة في العمل الإعلامي بالأمور المرتبطة بمستقبل الذكاء الاصطناعي.
ودعا التلهوني المشاركين في فعاليات المؤتمر إلى البحث وطرح المواضيع وأوراق العمل طرحاً علميا يفضي بالنتيجة للوصول الى توافق حول ما يتوجب القيام به تجاه تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي واستغلاله وتوظيفه والاستفادة منه في خدمة الاعلام بشتى فروعه وتخصصاته.
في ذات السياق، قال مسّاد إن الذكاء الاصطناعي يشكل ثورة حقيقية في عالم الإعلام، ويقدم أدوات ثورية تساهم في تحسين كفاءة الإنتاج الإعلامي، عبر تقنيات متقدمة تتفوق بشكل هائل على الأدوات الروتينية.
ورأى أن هذه التطورات ترافقها تحديات أخلاقية واجتماعية، تتطلب حلولا متوازنة تضمن استخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول بما يعزز حرية التعبير ويثري المشهد الإعلامي.
وأكد مسّاد أن جلالة الملك أولى قطاع الإعلام أهمية مضاعفة، لافتا إلى تأكيد جلالته الدائم وفي أكثر من مناسبة على أهمية ودور الإعلام بالمساهمة الفاعلة في عملية الإصلاح المنشودة، مثنيا على الدور الرائد الذي أدته وسائل الإعلام الأردنية في غرس القيم والأخلاق، والمحافظة على عادات المجتمع الأردني وتقاليده، وصناعة منظومة إعلامية محافظة تُقدم نموذجا ومثالا للدور الذي ينبغي أن تكون عليه وسائل الإعلام في عالمنا المعاصر.
وتابع: إن لكلية الإعلام في جامعة اليرموك خصوصية تميزها عن غيرها من الكليات، وبالتالي فالمطلوب منها كبير جدا بحجم الثقة المناطة بها، كما وأن كلية الإعلام أمام مسؤوليات جسام في إنفاذ الرؤية الملكية للإعلام، وإيصال الرسالة الإعلامية التي تخدم الأردن وقضاياه ومصالحه، وهي مطالبة أيضا بأن تلعب دورا هام في إحاطة طلبتها بمزيد من الوعي، ليصبحوا قادرين على تدبر الحقيقة وصد الشائعات التي من شأنها تضليلهم ونشر مفردات الفكر الظلامي الهدام الذي يؤثر سلبا على عقولهم ويغير اتجاهاتهم وميولهم التي نحن اليوم أحوج ما نكون إلى آرائهم وأفكارهم لمراكمة انجازات الوطن ومكتسباته.
من جهته، أشار عميد كلية الإعلام – رئيس المؤتمر الدكتور أمجد القاضي، إلى أن الرؤية الملكية للإعلام دعت إلى بناء نظام إعلامي أردني حديث يشكل ركيزة لتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي نريد، ويتماشى وسياسة الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي التي ينتهجها الأردن، ويواكب التطورات الحديثة التي يشهدها العالم.
وشدد على أن هذه الرؤية الملكية دعت إلى تطوير رؤية جديدة للإعلام الأردني، تأخذ بعين الاعتبار روح العصر وتخدم أهداف الدولة الأردنية، وتعبر عن ضمير الوطن وهويته بكل فئاته وأطيافه، وتعكس إرادته وتطلعاته وتتيح لوسائل الإعلام الأردنية القدرة على التنافس مع وسائل الإعلام الأخرى.
وأكد القاضي أن هذا المؤتمر ما هو إلا ترجمة دقيقة لهذه الرؤية ضمن رؤى مستقبلية طموحة نادى بها دائما جلالة الملك في مختلف المحافل واللقاءات، وعكستها جامعة اليرموك وكلية الإعلام من خلال أنشطتها وخططها ومقرراتها وتخصصاتها وخططها الدراسية.
وألقى الدكتور فيصل السرحان من الجامعة العربية المفتوحة في عمّان، كلمة المشاركين قال فيها إن تنظيم هذا المؤتمر يعكسُ الإدراك العميق بضرورة التقاء أبرز النخب الأكاديمية والإعلامية والمهتمين من الدول العربية والأجنبية للاطلاع على آخر التطورات والتحديثات المتعلقة بصناعة الاتصال والإعلام، بعد ما شهدناه من ثورة رابعة في مجال التكنولوجيا التي نال الذكاء الاصطناعي حيزاً لا يمكن تجاهله.
ودعا السرحان المشاركين في المؤتمر إلى الخروج بتوصيات ترفد جميع الجهود في مواجهة سلبيات استخدامات هذا الذكاء الاصطناعي، وتعظيم فوائده وتعميمها للمساهمة بشكل أفضل في تحقيق رفاهية حياة البشر.
ويشهد المؤتمر مناقشة 36 ورقة علمية لـ 60 باحثا من ثمان دول، تتناول العديد من العناوين التي تتصل بتأثير توظيف الذكاء الصناعي وتقنياته في مجال الإعلام والاتصال، من خلال استعراض ومناقشة التجارب المختلفة لهذا التوظيف على الصعيدين العربي والعالمي، واقتراح ضوابط أخلاقية، ومهنية تؤطر جوانب الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي والاتصالي.
وتخلل حفل الافتتاح عرض فيلم عن كلية الإعلام ومسيرتها، وتكريم مؤسسيها والمؤسسات والأفراد الداعمين للمؤتمر.