اليرموك ونصف الكأس الممتلئة
بقلم موفق بطاينة
بين اليرموك المعركة واليرموك الجامعة يزدان هذا الاسم الخالد في تاريخ الأردن المقدس، لإرتباطه بأول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، فمن بوابة اليرموك الشامخة عبرت جيوش المسلمين إلى الشام ومصر وشمال أفريقيا بهذه المعركة التاريخية التي انتصرت فيها قوى التنوير والتحرير نصراً عظيماً مؤزراً ودحرت جيوش الروم دحرا مبينا
أما اليرموك الجامعة؛ هذه المؤسسة الوطنية التي أنشئت عام 1976 وكانت حلما تحقق برعاية ملكية فكانت منارة للعلم والفكر والحرية والإبداع، وأساس للتقدم والنهضة العلمية في شمال المملكة لتكون الشقيقة الاولى للجامعة الام (الجامعة الاردنية) ولتنهض برسالتها وتقوم باسناد جهود تحقيق التنمية المستدامة في شتى مناحي الحياة، فهي اول جامعة في شمال الاردن وثاني أقدم الجامعات الأردنية كما اسلفت وكانت بداياتها المتواضعة لكنها الواثقة في الوقت نفسه وكان معظم طلبتها من أبناء مدن وقرى الشمال في إربد وعجلون والمفرق وجرش.
وبمرور السنوات، وبفضل جهود الادرات المتعاقبة التي أدت ادوارها بروح الفريق الواحد فقد نمت الجامعة وتطورت وتوسعت، مما ساهم وساعد بتطور وازدهار المحيط الجغرافي والديموغرافي؛ نرى ونتحسس اليوم النمو الكبير والتطور الهائل الذي حصل في إربد والتي انتقلت بفضل الجامعه من قرية وادعة إلى عاصمة للثقافة العربية ومركزا للنشاط الاقتصادي ورمزا للتطور والتورم الحميد المعماري، وكل ذلك ما كان ليكون لولا الدور المحوري المهم والإيجابي لجامعة اليرموك التي تعاني اليوم ممن يتطاولون عليها وللاسف من أبناء جلدتها فيرمونها بما ليس فيها من افتراءات هي منها براء.
اليوم تطورت الجامعة ونمت و أصبحت اليوم تضم 16 كلية تدّرس مختلف أنواع العلوم من خلال 77 برنامج بكالوريوس و91 برنامج دراسات عليا، وعدد طلبتها من هم على مقاعد الدرس يزيد عن 40 ألف طالب منهم ما يقارب (3100) طالب من الطلبة الدوليين، يقوم على تدريسهم أساتذة يقترب عددهم من 1100 عضو هيئة تدريس وأكثر من هذا العدد قليلا من الموظفين الإداريين والفنيين ، كما وقد نهل من معين علمها منذ التأسيس ما يزيد عن 220 الف خريح، يعتبروا سفراء وحاملي فكرها ورسالتها.
وما زالت جامعة اليرموك تحقق نتائج مميزة على المستويين المحلي والعالمي يضاف لسجل تميزها حيث حققت نتائج متقدمة في تصنيف التايمز العالمي للجامعات لعام 2025، ولتكون ضمن الفئة 1001-1200، احتلت الجامعة المرتبة الثانية محليا في مجال “الدراسات التربوية”، لتكون ضمن أفضل (401-500) جامعة عالميا في هذا المجال، والثانية محليا في مجال “الإنسانيات والآداب” وضمن الفئة (601+) عالميا، على صعيد متصل، احتلت “اليرموك” المرتبة الثالثة محليا في مجال “العلوم الاجتماعية” لتكون ضمن أفضل (801-1000) جامعة عالميا في هذا المجال، وفي مجالات الطب والصحة والاقتصاد والأعمال وعلوم الحاسوب، صُنفت جامعة اليرموك ضمن أفضل (601-800) جامعة عالميا، وفي مجال الهندسة صنفت الجامعة ضمن فئة (801-1000) عالميا، وفي العلوم الفيزيائية جاءت الجامعة ضمن فئة 1001+ عالميا.
وعلاوة على ما تقدم من انجازات ربما غفلنا عن سرد وذكر الكثير منها، وبالرغم من التحديات المالية الكبيرة، ونظرا للظروف العالمية والاقليمية، وتراجع الدعم الحكومي للجامعات الأردنية بشكل عام، ومنها بالطبع جامعة اليرموك نقرأ هنا ونسمع هناك نقذ جارح، وتذمر لاذع…وتهديد ووعيد يتضمن أقسى عبارات جلد الذات وتقزيم للمنجزات تجري على ألسن البعض ممن تنعموا بخيرات الجامعة وتفيئوا ظلالها، فاصبحوا معاول هدم بدل أن يكونوا معاول بناء وتطوير.
وأنهي راغبا بالقول؛ وقبل ان يهمز او يلمز المشككون جانبي كما همزوا ولمزوا جانب غيري: ان ما جاءت به كلماتي لم يندرج من قبيل الدفاع عن الإدارة الجامعية؛ فهي ليست بحاجة للدفاع من أحد ولن تكون كذلك، فإنجازاتها شاهدة ودالة عليها، علاوة على إنني قاب ادنى من قوس!! على التقاعد، وانما من قبيل الإمتنان لمؤسسة قدمت لنا ما لا يُحصى او يُعدّ….. وكما قيل: “إياك ان ترمي حجراً في بئر شربت منه ماء زلالاً، فقد تحتاج الى شرب المزيد من ماءه بعد حين.”
موفق البطاينه-جامعة اليرموك
mwaffaqaat@yu.edu.jo