اليمن تعيش كارثة انسانية
طالب المدير الاقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” في الشرق الاوسط وشمال افريقيا خيرت كابالاري، أطراف الصراع في اليمن والمؤثرين عليهم من اطراف اقليمية ودولية، بالوقف الفوري الشامل للصراع في اليمن، معتبرا أنه من غير المقبول “بقاء أطفاله يتحملون وزر حرب طاحنة”.
وخاطب كابالاري، في مؤتمر صحفي عقده بعمان أمس، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لبدء الحرب باليمن، قائلا “اوقفوا الحرب، انفقوا ملايينكم على الاستثمار في الانسان وبأطفال اليمن وبناء مستقبل أفضل لهم، بدلا من انفاقها على الحرب والسلاح”.
وبدت ملامح الانفعال والغضب واضحة على وجه المسؤول الاممي، الذي انهى مؤخرا زيارة استمرت اسبوعا لليمن، زار خلالها مناطق الصراع في الشمال والجنوب، والتقى اطفالا متضررين من الحرب.
وقال كابالاري إن “أيا من أطراف الصراع، لم تلتزم منذ بدء الحرب قبل ثلاثة أعوام بالمبادئ الاساسية لحماية المدنيين؛ وتحديدا الاطفال، اذ يستمرون بدفع ثمن العنف الذي وضع العائلات اليمنية على حافة الهاوية”.
وحذر من ان الوضع في اليمن يعد من “أسوأ الكوارث الانسانية في الوقت الحالي”، مؤكدا ان “11 مليون طفل يمني بأمس الحاجة للمساعدة الانسانية والدعم، ويتعرض 5 أطفال منهم يوميا للموت أو لاصابة بليغة، جراء الحرب منذ آذار (مارس) 2105”.
وأضاف “حتى الآن؛ قتل وأصيب 5 آلاف طفل جراء العنف، وهذا امر غير مقبول”. واشار الى أن “أكثر من نصف أطفال اليمن لا يستطيعون الحصول على مياه شرب آمنة وخدمات صرف صحي ملائمة”.
ولفت الى “وجود مليون و800 الف طفل مصاب بسوء تغذية، بينهم 400 الف تشكل حالتهم خطرا على حياتهم”.
وقال كابالاري إن “المطلوب اليوم من كافة أطراف الصراع، السماح بمرور المساعدات الانسانية لليمنيين فورا ومن دون اي شروط”، مشيرا الى أن الكثير من الجهد والوقت الثمينين، استنزفا في المفاوضات مع اطراف الصراع، لإمداد المدنيين والأطفال بالمساعدات.
وقال إن “تفشي مرض الكوليرا والإسهال المائي الحاد، يصيب أكثر من مليون شخص. اذ شكل الأطفال دون سن الـ15 عاماً أكثر من 40 % من الحالات المشتبه فيها وربع الوفيات”.
واضاف “اليوم تمكنا من السيطرة على الوباء، بعد تقديم لقاحات له ومعالجة المياه، لكن هذا الوباء قد يعود في الاسابيع المقبلة، لذلك يجب ضمان استمرار وصول المساعدات واللقاحات دون فرض اي شروط، وتسريع وتيرة العمل لحماية صحة وحياة جميع الاطفال”.
ورأى كابالاي أن التحدي الابرز امام اليمنيين اليوم هو التعليم، لافتا الى أن هناك مليوني طفل تقريباً خارج المدرسة، نصف مليون منهم، كانوا قد تسربوا من التعليم منذ تصاعد النزاع في آذار (مارس) 2015.
وقال كابالاري إن “هناك اكثر من 2500 مدرسة، لم تعد قادرة على توفير التعليم للاطفال لعدة أسباب، فمنها ما جرى قصفها خلال الحرب، ومنها ما تستخدم حاليا لغايات عسكرية ومنها ما حول لمراكز احتجاز”.