بلال حسن التل يكتب :
محزنة مجريات الحملة الانتخابية في نقابة الصحفيين الاردنيين، فهل يعقل ان تجري انتخابات النقابة التي يفترض ان اعضائها من صناع الرأي العام ومن قادته، ثن تجري انتخابات نقابتهم بصورة فردية حيث تكاد تكون نقابة الصحفيين الاردنيين هي النقابة الوحيدة التي تغيب عنها القوائم الانتخابية، ومن ثم البرامج الانتخابية المبنية على طروحات فكرية وسياسية، ومع غياب القوائم الانتخابية صارت تجري الاتصالات الانتخابية على أسس العلاقات الشخصية، واسس جهوية وشللية.
ان غياب القوائم الانتخابية عن انتخابات نقابة الصحفيين الاردنيين يعكس غيابا اشد مرارة وقسوة عن نقابتهم ، هو غياب التيارات الفكرية والسياسية و الحزبية، مما نشاهده ونلمسه في النقابات المهنية الاخرى، كالأطباء و المحامين والمهندسين، مع ان الاصل هو ان الصحافة والصحفيين اشد ارتباطا بالسياسة وتياراتها الفكرية والسياسية. وانخراطا بها.
ومع غياب التيارات السياسية والفكرية، ومن ثم القوائم الانتخابية، غابت القضايا الوطنية والقومية الكبرى والملحة وغاب الخطاب السياسي الا ماندر عن حوارات انتخابات نقابة الصحفيين الاردنيين وطروحات مرشحيها، وبرز خطاب الاستثمار المادي،الذي وصل الى حد تقديم الرشوة الانتخابية، حتى يحسب المرء انه يقراء لحورات تتعلق بانتخابات نقابة مصارف او تعهدات لا نقابة فكر وقلم، مع أدركنا لقسوة الظروف المعيشية للصحفين الاردنيين، مما سبب بروز المطالب المعيشية، التي لاننكر اهميتها،كجزء من معاناة غالبية الاردنيين من ظروفهم المعيشية، لكننا نستنكر ان تبتلع هذه الظروف قضايا وجودية. فتغيبها عن نقابة يفترض ان منتسبيها هم خط الدفاع الاول عن وجود الوطن والامة، والمدافع عن قضاياها!.