انجاز-موزه فريحات/ناديه العنانزه
عقدت الشبكة العربية للتربية المدنية – أنهر جلسه حواريه اقليميه افتراضيه بعنوان “المجتمع المدني في ضفتي المتوسط إطار العمل الديمقراطي والمدافعه الاقليميه والاستدامه”.
ويأتي تنظيم هذه الجلسة الحوارية ضمن سلسلة حوارات عامّة في إطار الإصدار الرّقمي لبرنامج حوار المتوسط للحقوق والمساواة “اقامة جسور بين الضفتين: مراجعة للمجتمع المدني في دول المتوسط” بغرض إنشاء مساحة للحوار والنقاش مع منظمات وشبكات المجتمع المدني المحليه والإقليمية، والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة بالموضوع.
شارك في المنتدى الحواري أكثرمن خمسين خبير /ة ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني الاقليمي وأعضاء شبكة أنهر من المنظمات العامله في الأردن والعراق والمغرب وتونس ولبنان وفلسطين ومصر بالاضافة الى عدد من الباحثين والصحفيين والاكاديمين والخبراء.
وذكرت المديرة التنفيذيه لشبكة انهر فتوح يونس ان هذا المنتدى هو محاولة لاقامة مساحة للتفكر والحوار الفعال لبناء مجتمعٍ مدنيٍ أكثر صمودا في المنطقة ويعمل باتجاه تأصيل الحقوق والمساواة لبناء السلام والاستقرار والاحترام والانسجام مستقبلًا بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وبينت ان الاصدار الرقمي “إقامة جسور بين الضفتين” يسعى إلى ردم الهوّة المعرفيّة ولو بصورةٍ جزئيّةٍ وتزويد برنامج حوار المتوسط والجهات الفاعلة في الممارسة في المجتمع المدني والاتحاد الأوروبي بذاته بمجموعةٍ من البيانات الإحصائيّة والتحاليل والممارسات الجيدة التي من شأنها أن توجّه الاتحاد الأوروبي في التزامه وتعاونه مع المجتمع المدني.
وتميزت الجلسه التمهيديه للمنتدى بمشاركة الدكتوره لينا علم الدين من برنامج حوار المتوسط والاستاذه يارا شاهين الباحثه في العلوم السياسيه للتعريف في برنامج حوار المتوسط للحقوق والمساواة والاصدار الرقمي للبرنامج “اقامة جسور بين الضفتين: مراجعة للمجتمع المدني في دول المتوسط”
ومن ثم تم طرح رؤيه نقديه لفكرة الحوار بين ضفتي المتوسط وعلاقة هذا ببناء التماسك الاقليمي والمرونه الاجتماعيه والتنميه المستدامه وثقافة الحقوق من ناحيه مع التأثير على صنع السياسات في الفضاء المتوسطي وانعكاسات هذا كله على مؤسسات المجتمع المدني وعملها في المنطقه.
وأشار الدكتور رفعت صباح رئيس الشبكة العربية للتربيه المدنيه – أنهر ان موضوع حوار ضفتي المتوسط له انعكاسات ثقافية وسياسية واقتصاديه واجتماعيه ويثير الكثير من التساؤلات حول العلاقة الغير متكافئه بين ضفتي المتوسط ويعيد الى الأذهان تاريخ الاستعمار وحاضر الصراع العربي الاسرائيلي بالاضافه الى العوامل الخارجيه والداخليه التي ادت الى الثورات العربيه وما خلفته من مشاكل مثل النزاعات الداخليه واللجوء والنزوح وتقلص مساحة المجتمع المدني العربي بكل مكوناته.
وأكد الدكتور زاهي عازر الأمين العام للشبكة العربية للتربية الشعبيه من لبنان على أهمية الاستمرار في الحوار وضرورة إعادة صياغة الفكرة المتوسطية بالتشارك بين مكوّنات المجتمع المدني العربي. فالمطلوب هو طرح التساؤلات في محاولة لايجاد بعض الأجوبه خاصه ان منطقتنا أمام رهانات وتحديات مختلفه ناتجه عن اختلاف مرجعيات التفكير ، واختلاف التحديات والخلفيات والأهداف خاصه السياسيةمنها في ظل غياب التوازن في القوى بين دول المتوسط وعدم تكافؤ الفرض والتي تجعل مسألة الشراكه الحقيقيه بحاجه الى وضع أهداف قابلة للتحقيق والتفكير مليا بما ينبغي ان يكون عليه المجتمع المدني المتوسطي.
وذكرت الباحثه خزامى الرشيد من الأردن انّ من الصعوبات التي تواجهها منظمات دول الجنوب، هي قوّة وغلبة السياقات الوطنية والمحلية وسيادتها، التي تفرض في الغالب أهداف وشراكات محلّية وتطوير علاقات مع الدوله والادارات المحليه حتى تستطيع تقديم خدماتها والاستمراريه في العمل دون الارتهان للتمويل الخارجي، اما المنظمات التي نجحت في عقد شراكه مع دول الشمال فهي تلك التي تقتسم شيفرة الثقافه الغربيه معها وهي امام علاقه تؤطرها المصلحه وان كانت في ظاهرها بغرض الاصلاح، وقد ظهر هذا جليا في عدد من اجاب على الاستبيان المعمق الذي كان احد ادوات البحث في الاصدار الرقمي، حيث قام بتعبئة الاستبيان عدد ثمانيه وتسعون منظمة غير حكوميه، وقد جاءت معظم الاجابات باللغه الانجليزيه يليها الفرنسيه واخير باللغه العربيه، وتشكل هذه المحصلة مؤشرعلى الخلفية الثقافية والتربوية لكبار الموظفين في هذه المنظمات الذين ينحدرون في غالب الأحيان من الطبقة الوسطى أو العليا.
واوضح كمال المشرقي من الأردن أنّ الخطاب والنقاش حول الشراكة ينبغي أن يكون أكثر حضورا وقوة من مجرد إنجاز أي مشروع مشترك. فمثلا عند استحضار تصورات حول مفاهيم الديمقراطية والحرية والحقوق والبيئة والمرأة والدين وغيرها من المفاهيم، هل نكون أمام نفس التصورات والمرجعيات والتحديات
وأوضح ادريس الشافي من المغرب أنه ينبغي ملاحظة أنّنا أمام فضاء للعمل قد بدأت بلورته من خارجنا نحن الجنوبيون، أي من الضفة الشمالية. وهذا يفترض الانتباه إلى متغيّر التبعية والنظر فيه وفي كيفية تجاوزه من أجل شراكة حقيقية في البناء والفعل. وهذا يتطلّب تجنّب التفكير التعميمي حول ما ينبغي أن يكون عليه المجتمع المدني المتوسطي، لأنّنا في هذه الحالة سنكون أمام اختلاف حاد في التصورين نظرا لاختلاف المرجعيات والإكراهات.
هذا وقد ناقشت مجموعات العمل عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك مثل قضيّة الديمقراطيّة وحوكمة المجتمع المدني في المتوسّط، وقضية المدافعة الإقليميّة و العمل الإقليمي في المتوسّط و استدامة الشبكات الإقليميّة في هذا الفضاء المتوسطي.
وأكدت وسام الشريف من مصريون بلا حدود على أهمية تطوير نظم الشفافيه والديمقراطيه والحكم الرشيد في عملمؤسسات المجتمع المدني لضمان الاستدامه واكدوا على أهمية وجود شبكات اقليميه لضمان توحيد الجهود والخروج بمواقف موحده والعمل على جهود مدافعه مشتركه مع أهمية الاستفاده من الخبرات والموارد الموجوده
كما أكدت كريمه بن جلون من المغرب وهي عضو مؤسس لشبكة أنهر على ضرورة تقوية قدرات المنظمات العامله في مجال المناصره وخاصه في القضايا التي تهم دول حوض المتوسط التي تستوجب العمل المشترك مثل الهجره واللجوء والتعليم والتغير المناخي والتعاون الاقتصادي والبيئه، وتحديد مفاهيم التعايش والسلم والسلام والتسامح مع الحرص على وضع اسس لشراكه عادله قائمه على قواسم مشتركه للطرفين
أما على صعيد الاستدامه فقد اكد الاستاذ العربي عماد مدير المركز المغربي للتربية المدنية ان المبدأ الاساسي في عمل مؤسسات المجتمع المدني هو التطور والموارد الماليه هي وسيله وليست هدف بحد ذاتها وان التنوع في مصادر تمويل البرامج والأنشطة يساهم في الحفاظ على ديمومتها في المقابل يجب ان تكون هناك إجراءات لضمان الشفافية في تبادل المعلومات داخليا حتى نضمن تداول السلطه داخل مؤسسات المجتمع المدني، و الاهتمام بتقوية الموارد البشرية في هذا المجال بالاضافه الى الشراكه والتشبيك من اجل تحقيق الاهداف والاستمراريه وضرورة انخراط مؤسسات المجتمع المدني في اهداف التنميه المستدامه
كما اشارت مفيده عباسي من جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية ان الحوار هو مبدأ أساسي يجب تطويره لبناء علاقات اكثر شفافيه وديمقراطيه وعادله بين دول حوض المتوسط واضافت ان علينا وضع تصور لشكل ومضمون لعلاقة الشراكة المبنيه على اساس حقوقي تنموي شامل، وعلينا ان نضمن قضايا النساء في جميع القضايا على أساس من المساواة وعدم التمييز .
وفي النهاية اشاد المشاركون بجهود انهر في تنظيم مثل هذه المنتديات الحوارية التي تعتبر فرصة لخلق فضاءات للنقاش و الحوار والجمع بين خبرات و كفاءات متنوعة لتعزيز التشبيك والتنسيق والتعاون اكثر في مجال الحشد وكسب التأييد والاستمرارية في التواصل مستقبلا لايصال مخرجات المنتدى لاصحاب القرار مبينين اهمية تعزيز اهداف التنمية المستدامة ومدونة السلوك والحاجة للتمويل المستدام وبناء الشراكات والحوكمه الرشيده والاستمرارية وتمكين المراة وخلق الشراكات وأهمية استدامة عمل مؤسسات المجتمع المدني .