اوكسفام تطلق حملة بيئتك بيتك للتوعية بإدارة النفايات الصلبة في الأردن انجاز- المصدر : عائشة شتيوي
تصوير :نسمة النسور
تقود منظمة أوكسفام في الأردن حملة توعوية على مستوى المملكة تحت عنوان “بيئتك بيتك” بهدف زيادة الوعي والمعرفة حول تحديات إدارة النفايات الصلبة في الأردن، وتعزيز السلوك والممارسات الصحيحة والمستدامة في الشأن ذاته. تسلط الحملة الضوء على التحديات الرئيسية والعواقب المرتبطة بممارسات إدارة النفايات غير المستدامة، وهذا يشمل إلقاء النفايات في الأماكن العامة، وارتفاع معدلات انتاج النفايات والتخلص منها، وقلة الجهود المعنية بإعادة التدوير. تؤثر مشاهد رمي النفايات في الأماكن العامة وارتفاع معدلات انتاج النفايات من المنازل بشكل سلبي على موارد المياه وجودة الهواء، والذي بدوره يساهم في تدهور البيئة والصحة العامة، وخاصة ان إلقاء النفايات في الأماكن العامة والطرق الخاطئة في رمي القمامة هي من الممارسات الشائعة في الأردن. وفي ظل جائحة كورونا، أصبحت مشاهد رمي معدات الحماية الشخصية مثل أقنعة الوجه والقفازات أكثر وضوحًا أيضاً، من الأمر الذي لا يؤدي إلى تفاقم المشكلات الحالية فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى مخاطر نقل العدوى للآخرين. يقول المهندس هيثم العضايلة، مستشار وزير البيئة لشؤون حماية الطبيعة بأن “السلوك الإيجابي الفردي يشكل بالمحصلة سلوك جماعي مشترك في اعتبار الحفاظ على جمال ونظافة محيطنا مؤشر على الوعي والانتماء، وينعكس على ايجاد جيل ملتزم بقناعة وحشد الطاقات والجهود لانجاز مهمات اخرى. ومن مؤشرات الانتماء ان يكون السلوك موحد أينما حللنا، فلنكن أيقونة يقتدي بها أطفالنا وصورة ناصعة لضيوف الأردن.” بتكليف من منظمة أوكسفام، تم اجراء دراسة أوضحت أن قطاع إدارة النفايات هو ثاني أكبر مساهم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الأردن على مر السنين، حيث تمثل 7% من انبعاثات الغازات الدفيئة في الأردن وتسبب زيادة في متوسط درجات الحرارة. حوالي 90٪ من الغازات الدفيئة الناتجة عن قطاع النفايات هي نتيجة التخلص من النفايات المنزلية الصلبة. وكذلك، فان تغير المناخ يؤثر على جميع أنحاء العالم بما في ذلك الأردن، والذي يعاني في الأساس من محدودية موارده الطبيعية وهو عرضة للتأثيرات الضارة لتغير المناخ والتي ستضع ضغوطاً إضافية على الموارد الطبيعية والمجتمعات الهشة في جميع أنحاء البلد. تقول السيدة نيفديتا مونغا، مديرة منظمة أوكسفام في الأردن: “في غياب الموافقة والمشاركة الفعالة من الجميع، لن يكون هناك أي تغيير إيجابي في ممارسات التخلص من النفايات في الأردن. وبقدر ما تحتاج خدمات إعادة التدوير المقدمة للسكان إلى التحسين والتوسع، يحتاج المواطنون إلى لعب دورهم في نشر الكلمة وتبني الممارسات الصحيحة التي من شأنها أن تحافظ على الأردن نظيفًا للأجيال القادمة. ولذلك يجب على الجميع أن يكونوا جزءاً من الحل الجماعي والمشترك لتحديات إدارة النفايات.” في عام 2019، أجرت منظمة أوكسفام أول مسح على مستوى البلد حول ممارسات إعادة التدوير وإدارة النفايات الصلبة في الأردن، وكشفت نتائج رئيسية حول تصورات وسلوك الناس في جميع أنحاء الأردن. من بين النتائج الرئيسية للدراسة أن 3.8٪ فقط من الأشخاص في الأردن يعيدون التدوير يوميًا، مما يشير إلى الحاجة إلى خطط إعادة تدوير أكثر شمولاً واستدامة في جميع أنحاء البلاد. أوضحت الدراسة أيضًا أن الأفراد في جميع أنحاء الأردن هم أكثر قابلية ليقوموا بإعادة التدوير إذا تم توفير البنية التحتية والحوافز والمعلومات المناسبة لهم. في مخيم الزعتري وبعض المناطق في محافظة المفرق، تدير منظمة أوكسفام واحدة من عدد قليل من برامج إعادة التدوير الناجحة للفصل من المصدر في الأردن. من خلال التشجيع والمشاركة المجتمعية الواسعة، شاركت الأسر بشكل إيجابي في مشروع يعمل على انتاج مواد قابلة لإعادة التدوير ذات قيمة عالية يتم إرجاعها إلى السوق الأردني المحلي لإعادة المعالجة وإعادة الاستخدام، مما يقلل الضغط على مكبات النفايات المحلية. أظهر نموذج إدارة النفايات في منظمة أوكسفام طرقًا يمكن من خلالها تحقيق مشاركة المجتمع في الإدارة المستدامة للنفايات على أمل تكرار مثل هذه الجهود في مناطق أخرى في المملكة. يتم تنفيذ برنامج أوكسفام في الأردن لإدارة النفايات الصلبة تحت مظلة مشروع “تحويل النفايات إلى طاقة (إيجابية)” الممول من الصندوق الاستئماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية.