م. ريهام العواملة
لوحظَ في السنوات الأخيرة إنتشار السمنة بين الأطفال والمراهقين في العالم إلى حد الوباء ويتم تعريف السمنه على أنها زياده في الأنسجه الدهنيه حيث يفوق الوزن الفعلي الوزن الطبيعي نسبه إلى السن و الجنس عن طريق حساب مؤشر كتلة الجسم (Body Max Index – BMI ).
وتعتبر السمنه في المراحل العمريه المُبكره مقلقه جداً لما يَتبعها من أمراض خطيره مثل مقاومة الأنسولين (وتكون في كثير من الأحيان مؤشرا مبكرا على الظهور الوشيك لمرض السكري) وأيضاً مرض إرتفاع ضغط الدم والكوليستيرول و الاضطرابات العضلية الهيكلية وخاصة إلتهاب المفاصل – وهو مرض تنكسي شديد للمفاصل مسبب للعجز و بعض أنواع السرطان (سرطان بطانة الرحم وسرطان الثدي والقولون) وغيرها من الأمراض ، حيث يعتبر نمط الحياه العامل الرئيسي الأول للإصابه بها كتناول الأطعمه والمشروبات ذات السعرات الحراريه العاليه بإنتظام ، وقلة النشاط البدني وممارسة الرياضه .
أيضاً أود الإشاره إلى عامل قد يخفى على البعض وهو العامل النفسي حيثُ يلجأ بعض الأطفال والمراهقين لتناول وجبات بكميات كبيره عند التعرض للتوتر أو الملل ، إضافه إلى عوامل أخرى تساهم في زيادة الوزن لدى هذه الفئه مثل العوامل الوراثيه والهرمونيه حيثُ ينحدر البعض من عائلات تعاني من مشاكل السمنه مما يساهم بنسبه كبيره للإصابه بها وقد أثبتت بعض الأبحاث الجديده أن التغيرات في هرمونات الجهاز الهضمي يمكن أن تؤثر على الإشارات التي تخبرك أنك تشعر بالشبع !
إن المُضاعفات الناجمه عن السمنه في المراحل العمريه المبكره لها عواقب وخيمه تعرض هذه الفئه للأمراض المُزمنه وتراجع الثقه بالنفس وقد تصل إلى التنمر و الإكتئاب ، مما يُحملنا مسؤولية نشر الوعي في المجتمع خاصه لدى الأهل بإتباع نمط حياه صحي من حيث تحسين عادات التغذيه وممارسة التمارين الرياضيه وتنظيم ساعات النوم ومراجعة المختصين دون تردد للوقايه من الأمراض غير السارية (غير المعدية) ومكافحتها .
أخصائية التغذيه العلاجيه