الصحفي سمير المرايات
بترا ..يا سيدة الإعلام وسنديانة الوطن الشامخة بثوبها المطرز بعرق رجالها وبناتها..نسلوك بأيديهم نجمة في العلياء، فكنت ولا زلت وجه يضىء طهارة ورقيا وتطورا يضاهي وكالات الإرجاء .
كنت ولا زلت القلب النابض عشقا للوطن والقائد ورمزا للاعلام المتزن الماض كرمحا ضد كل المؤامرات وبقيت رغم لهيب السنون العجاف والعثرات المتواليات تطرزي للوطن أجمل العباءات وتنسجين بهمم أبناءك أجمل العبارات والأخبار والتحقيقات ، تطوف بكل الجهات وتتلقفها شوقا اعتى الوكالات….
كنت صوتا لانين ثكلى راح طفلها بين العجلات ، وتبحثين عن حلول لهموم وأوجاع غوراني لفحته شموس المحتكرين وتجار الربح السريع ، فأصبحت صوته ومحاميه، مثلما كنت أجنحة الوطن حين داهمته عصابات الشر والتكفير لتنقلي مشاهد العنف والتطرف وتستنكري على لسان الشعب واقع الحال… لم تكوني يابترا سوى الصورة البهية المعلقة على جدار الوطن تشع منك أطياف تنحاز بفخرا لمصلحة الوطن والانسجام مع تطلعات شعبه الوفي.
بترا .. يا صوت أرملة وقفت على ذات رصيف تبيع بضع أشياء ويا صوت شيخ هده المرض وسط فقر وحرمان، ويا صوت جرىء يعانق عنان السماء ، يا نجمة طافت بربوع ام قيس ووصفت مدرج عمان ، وحطت رحالها تصف سوق السلط محملة برائحة البخور لتصل الى ذيبان ، وتقف على ذرى الربض ، وتستطلع اعمدة جرش لتمضي جنوبا حتى شيحان ومن الطفيلة تصف معركة بحد الدقيق كان فيها نصرا وشهداء ، لتقف على جبال ضانا فيشدها عبق الخليل والقدس فنادت يا هاشمي معك وبك نمضي فالقدس عربية فلا صفقة ولا تبديل في الاوطان ، لتحط في معان لتسطر أحرف ثورة على الظلم والطغيان ، لتصل ثغرا باسما يطل بزرقة وقلعة ومثلث ذهبي ومشروعات وعلم قبالة ميناء يعانق السماء.
بترا … يا من بلغت عواصم العالم تخطين اهم الاخبار والمقالات وتشاركين بنقل الأحداث بكل حيادية وموضوعية ودقة وسرعة لتحملي راية اعلامنا الرسمي بانفة واقتدار وحرفية ومهنية دون كلل أو تعب … فكنت ولا زلت مصدر الاخبار تنساب بتوالي الدقائق والساعات كنهرا او دررا من لدنك للاعلام المقروء والمرئي والمسموع .
بترا .. يامعلمة الأجيال ويا ذكرىات شباب حملوا بسهرهم وجهدهم أعمدة عرشك المحفوف بالعزة والفخار فاستكملوا رحلة العناء والبناء … منهم من قضى نحبه… ومنهم من يمضي معك بثقة وكفاءة وهمة لن تزحزح مهما كثر القيل والقال … ياقلعة تتربع وسط عمان يشدها الشوق لمزيد من العطاء والإنجاز..فيك يصاغ الخبر كسجادة وردية كمدينة الأنباط ، حيكت بالصخر والصبر ونحتت بأنامل ذهبية …. يا مدرسة وجامعة الإعلام .. يا حاضنة الفكر والخبرة ومدربة الأجيال من إعلاميين لياخذوا من اساليبك كل جديد.
بترا .. يا أمي المتبقية بعد فقيدتي الأولى…رمز الحنان وظل الاركان فانت وأمي صنوان ووجهان لا يفارقان على مدى عشرون سنة لحقتها سنتان لاتابع واستطلع كما هي صورتها، شاشة أخبارك كل ساعة دون ملل او هجران فانت وأمي صنوان … فسلام والف تحية ، لامي بترا ولامي تحت الثرى ان تكون في الجنان.
الصحفي سمير المرايات
مسؤول مكتب وكالة الأنباء الأردنية بترا/ الطفيلة