بدء فعاليات المؤتمر الدولي للاجئين “النزوح المطول – آمال وتطلعات وحلول”
بدأت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي حول اللاجئين بعنوان “النزوح المطول – آمال وتطلعات وحلول”، والذي نظمه عن بُعد عبر تطبيق Zoom كل من مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك، والجامعة الألمانية الأردنية من خلال قسم العمل الاجتماعي بكلية الإنسانيات التطبيقية واللغات وبرنامج التعليم السوري الأردني (EDU-Syria) ، وبرنامج أكاديميون في التضامن بجامعة برلين الحرة (AiS)، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، والوكالة الألمانية للتبادل العلمي DAAD ، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين(UNHCR)، وبدعم من مكتب مشروع الجامعة الألمانية بجامعة ماغديبورغ شتندال للعلوم التطبيقية، ووزارة التعليم والبحث الفدرالية الالمانية،والاتحاد الاوروبي، ويستمر لمدة اربعة أيام.
وتم في اليوم الأول عقد جلستي عمل، الأولى بعنوان “النزوح المطول كظاهرة اقليمية ودولية” أدارتها الجامعة الألمانية الأردنية، بمشاركة نائب رئيس الجامعة للشؤون الدولية الدكتور رالف روسكوف الذي أوضح في كلمته أن الهدف الأساسي للمؤتمر هو تسليط الضوء على القضايا والتحديات الرئيسية المتعلقة بمصير اللاجئين بما يسهم في تعزيز استجابة المجتمعات المضيفة للاجئين في ظل حركات النزوح المطول، بالإضافة إلى استعراض الاحتياجات التي يفرضها النزوح على اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء، وتوضيح دور الحكومات ومؤسساتها في دعم ورعاية اللاجئين، مع التركيز على دور العمل الاجتماعي وفعاليات مؤسسات المجتمع المدني على تعزيز الصحة النفسية والعقلية لللاجئين، وتشجيعهم على الانخراط بالمجتمعات المضيفة.
وأضاف أن المؤتمر سيعقد على فترتين، الأولى يومي (19، 20) من شهر تشرين أول الجاري، والثانية يومي (3 و 17) من شهر تشرين الثاني المقبل، عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، معربا عن شكره لمركز اللاجئين والنازحين في جامعة اليرموك دوره الهام والفاعل في مجال دعم اللاجئين وتنفيذ المشاريع التي تعنى بتمكين اللاجئين وتعزيز قدراتهم، لافتا إلى أن الجامعة الالمانية الاردنية وجامعة اليرموك نفذتا العديد من المشاريع المشتركة في هذا المجال ومن أهمها مشروع التعليم السوري/ الأردني EDU-Syria الذي أتاح الفرصة للعديد من اللاجئين السوريين من استكمال دراساتهم الجامعية، الأمر الذي ينعكس ايجابا على تحسين قدراتهم العلمية والعملية ويمكنهم من الانخراط في سوق العمل المحلي والدولي.
كما تحدث خلال الجلسة مدير مركز اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية الدكتور أنس الصبح، حيث استعرض مجموعة من الأرقام المتعلقة بواقع اللجوء والنزوح في العالم، مشيرا إلى أن ما لا يقل عن 80 مليون شخص حول العالم أجبروا على الخروج من أوطانهم قسرا خلال السنوات العشر الماضية، بحثا عن ملاذ آمن، حيث تم تسجيل 26 مليون لاجئ بموجب سجلات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والأونروا، مشيرا إلى أن نسب النزوح في السنوات العشر الأخير شهدت تزايدا ملحوظا، لافتا إلى أن الملايين من البشر ينزحون كل عام نتيجة الاضطهاد والعنف والصراع وانتهاكات حقوق الإنسان، ففي عام 2019 نزح ما يقدر بنحو 11 مليون شخص، و 2.4 مليون شخص طلبوا الحماية خارج بلدهم، إضافة إلى أنه تم تهجير 8.6 مليون شخص جديد داخل حدود بلدانهم.
وقال الصبح إن الحرب في سوريا خلفت 6.6 مليون نازح نهاية عام 2019، موضحا أن لبنان استضافت (1 من كل 7) لاجئين، واستضاف الأردن (1 من كل 15) من اللاجئين، فيما استضافت تركيا (1 من 23) من اللاجئين، مشيرا إلى أنه وبعد عقد كامل من النزوح 2010-2019، تم تسجيل 16.2 مليون طلب لجوء 11٪ منها بواسطة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تم تامين عودة 3.9 مليون لاجئ منهم إلى بلدانهم الأصلية، ومنح 5 ملايين “طالب لجوء” الحماية الدولية، لافتا إلى أن 80٪ من اللاجئين حول العالم في حالة نزوح مطول، وأن ما لا يقل عن 59٪ من اللاجئين يعيشون في المناطق الحضرية في الدول المضيفة لهم، وهي نسبة تتزايد سنويًا، كما أن غالبية النازحين يعيشون خارج المخيمات التي أنشأتها الدول المستضيفة لهم.
وأشار إلى أن ما يقرب من 36 مليون من إجمالي 59.5 مليون نازح (60٪) نشأوا في بلدان مصنفة في مؤشر الدول الهشة على أنها “في حالة تأهب” و “حالة تأهب قصوى” ، مبينا أن العديد من الأزمات الرئيسية ساهمت في النزوح الجماعي خلال العقد الماضي، ومنها اندلاع الصراع السوري الذي يستمر حتى اليوم، وأزمة النزوح في جنوب السودان، ووصول اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا عن طريق البحر، وأزمة النزوح الإنسانية الكبيرة في اليمن.
من جانبه أوضح الدكتور ضياء أبو طير مسؤول مشروع (EDU-Syria) أن المشروع يوفر منح دراسية للاجئين السوريين والأردنيين الأقل حظاً لمتابعة التعليم العالي أو المشاركة في برامج التدريب المهني في جامعات وكليات أردنية، حيث بدأ المشروع عام 2015 وسيستمر حتى 2023، مضيفا ان EDU-SYRIA مشروع تعليمي وإنساني يموله الاتحاد الأوروبي حيث خرّج المشروع أكثر من 1000 طالب حتى الآن، مشيدا بالجهود التي بذلها القائمون على هذا المؤتمر الأمر الذي من شانه تسليط الضوء على العديد من القضايا التي تمس اللاجئين في البلدان المستضيفة في العديد من الجوانب وخاصة من الناحية التعليمية.
فيما تحدث الدكتور فلورن كوستال من برنامج أكاديميون في التضامن في جامعة برلين الحرة الألمانية عن البرنامج الذي يهدف إلى إنشاء شبكة من الباحثين في ألمانيا ولبنان والأردن وتقوية علاقات التعاون البحثي والعلمي فيما بينهم مما يفتح آفاقا جديدة أمام الباحثين ويمكنهم من الاطلاع والتعرف على الثقافات والحضارات الأخرى، كما يقدم البرنامج الدعم للباحثين من اللاجئين والنازحين والمعرضين للخطر من خلال التوجيه والإرشاد الأكاديمي لهم، وبناء شبكة منهجية لهم، وتمويل المساعي البحثية الصغيرة التي يقومون بها، فضلا عن الدعم الإداري والفني لهم.
من جانبه استعرض محمد صياصنة أحد الطلبة السوريين الدارسين في جامعة اليرموك تجربته في مواجهة تحديات والصعوبات التي واجهته منذ قدومه كلاجئ إلى الأردن عام 2013، لافتا إلى أنه تمكن من الحصول على منحة لاستكمال دراسته الجامعية في قسم الهندسة المدنية في جامعة اليرموك ضمن احد المشاريع الدولية التي تُعنى بتمكين اللاجئين في الجانب التعليمي، مستعرضا بعض الصعوبات التي واجهته وخاصة في الانخراط بالمجتمع المحلي والجامعي، لافتا إلى أن مشاركته في العديد من الدورات وورش العمل مكنته من صقل مهاراته وقدراته مما يجعل منه انسانا مؤهلا وكفؤا في المستقبل للانخراط بسوق العمل.
كما شارك في الجلسة الافتتاحية كل من الدكتورة روان الابراهيم من قسم العمل الاجتماعي في الجامعة الألمانية الأردنية، وفرانسيسكا البانسي من معهد الدراسات الدولية للهجرة في جامعة جورج تاون حيث تحدثت عن النزوح المطول للفلسطينيين بعد 72 عاما والدروس المستفادة، والسيد دومينك بارستك ممثل المفوضية السامية في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCRوالذي تحدث عن مخاطر النزوح المطول في الأردن والوضع الحالي للنزوح وتحدياته، كما تحدث خلال الجلسة سالي جورجيري من الأونروا والتي تحدثت عن نظام حماية النزوح المطول- حماية اللاجئ الفلسطيني، والخدمات التي تقدمها الأونروا للاجئين الفلسطينيين.
وجاءت الجلسة الثانية بعنوان “النزوح المطول والتعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط” والتي أدارها القائمون على برنامج أكاديميون في التضامن AIS ومشروع EDU-Syria، وشارك فيها سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن ماريا هادجيثيودوسيو، ورئيسة الجامعة الألمانية الأردنية الدكتورة منار الفياض، والدكتور مراد ارودوغان من الجامعة التركية الألمانية، والدكتورة ناهد غزول من جامعة الزيتونة، وندى صالح من جامعة غيسن في ألمانيا، وعدد من طلبة منحة الدافي من المفوضية السامية في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.