بني سلمان يوصل رسالة وصفي التل للشباب الأردني.. وقريباً رسالة الملك حسين
وكالة إنجاز الإخبارية_ رزان المومني
باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبعد عمل استمر شهراً كاملاً، أوصل الشاب محمد بني سلمان، رسالة موجهة للشباب الأردني، من قبل رئيس الوزراء الأسبق الشهيد وصفي التل، بمدة لا تجاوز أربع دقائق.
كانت أحد دوافع بني سلمان لاختيار الشخصية؛ ملاحظته قلة المصادر والمعلومات على محركات البحث التي تتحدث عن التل، “عندما نقرأ السيرة الذاتية للراحل نراها حافلة في الإنجازات، والأردن نهض في فترة رئاسته بكافة المجالات، ويعتبر رمزاً وطنياً يجب التفاخر به”.
يوضح بني سلمان أن مرحلة إعداد المقابلة كانت معقدة ودقيقة، واستخدم خلالها عدداً من تقنيات الذكاء الاصطناعي، منها تعلم الآلة “Machine Learning”، والتعلم العميق “Deep Learning”.
التجربة التي خاضها، جعلته يطلق خريطة العمق من الصورة؛ ليستطيع فصل ألوان الصورة عن بعضها البعض من خلال ما يعرف بـ”Depth map”، وتعلَم خلالها التشريح العميق للإنسان، “بعد هذه التجربة أستطيع أن أدخل مع الطبيب لغرفة العمليات، وأعرف أدق تفاصيل أعضاء جسم الإنسان”.
رئيس الوزراء الأسبق الشهيد وصفي التل بتقنية “Depth Map”
ويذهب إلى أنه في الأعوام السابقة، وهذا العام تحديداً، انتشر الذكاء الاصطناعي على نحو ظاهر، نظراً للتحديات التي واجهت البشرية، وأثرت فيها بمختلف القطاعات، بما فيها قطاعا التعليم والصحة، “خلال جائحة كورونا كثير من طلبة المدارس، عانوا من صعوبات الوصول للمدارس والتعلم، بسبب أساليب التعليم التقليدية”.
وعلى مستوى الأشخاص ذوي الإعاقة، وبحكم المعاناة الحركية التي عاشها بني سلمان، إلى جانب خبراته العلمية والعملية التي يمتلكها، يرى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يساعد الأشخاص ذوي الإعاقة في أمور كثيرة، وخير مثال الأشخاص الذين يعانون الإعاقة البصرية، أو الذين يعانون من مشكلات بصرية، “الذكاء الاصطناعي قادر على قراءة الكتب والشواخص وترجمتها على شكل صوت، ما يجعلهم يعتمدون على أنفسهم أكثر”.
ويطمح بني سلمان أن يساعد الأشخاص المصابين بمرض التوحد، وهم يعانون إلى حد بعيد من العزلة والانفعالية، وباستخدام بعض التقنيات يتم تأهيلهم للخروج إلى العالم الواقعي باستخدام العالم الافتراضي، وتطوير مهاراتهم السلوكية والحركية من خلال تقنية “Mixed Reality”، وهي تقنية دمج بيئة واقعية ببيئة افتراضية.
ويعزم تقديم خدمة أخرى مجانية، للأشخاص الذين يحتاجون إلى أطراف صناعية من خلال تقنية “Deep learning machine”، وهذا ما يقلل أعباء مالية كبيرة يتكبدها هؤلاء الأشخاص، والذين يواجهون معاناة حقيقية في جمع تكلفة الأطراف الصناعية التي تجاوز 50 ألف دينار، إضافة إلى أن بعض الأطراف لا تقوم بشكل جيّد بوظيفة الأعضاء المبتورة وهو ما يسهّل عليهم ويشجعهم، ولا يكلّفهم سوى قليل لا يجاوز 500 دينار.
في حين، يكشف بني سلمان أنه يُعِد لتوصيل رسالة الملك الراحل الحسين بن طلال في مدينة البتراء الأثرية، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مبيناً بأنها ستكون تجربة أكثر واقعية من سابقتها، لدرجة قد لا يستطيع الناس التمييز ما إذا كانت المقابلة واقعية أم افتراضية.
ويواجه بني سلمان تحديات للاستمرار والتطور في مجال الذكاء الاصطناعي، منها؛ ارتفاع كلف تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تصل آلاف الدنانير، إلى جانب قلة الدعم المادي والمعنوي، وبخاصة من قبل الجهات المعنية، فقد حاول أن يحصل على دعم وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، إلا أن الوزارة أوضحت أنها لا تمتلك المخصصات اللازمة لدعم طموحه.
الجهاز الذي يستخدمه بني سلمان في عمله بمجال الذكاء الاصطناعي وكلفته ستة آلاف دينار.
وفي هذا الجانب، كانت قد وقعت وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة منذ أيام، مذكرة تفاهم مع شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، لنشر وتطوير ثقافة الذكاء الاصطناعي في الأردن، وتحديد التوجّه الحكومي في مجال الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات الاقتصاديّة الحيويّة، إلى جانب تدريب طلاب الجامعات الأردنية وتأهيلهم لاستخدام التكنولوجيات الحديثة بسوق العمل.
وفي سياق متصل، تؤكد دراسات أن تقنيات الذكاء الاصطناعي، ستسهم في تقليل فرص العمل وأعداد العاملين، بينما يرى بني سلمان أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، سهّل على العاملين بمجالات مختلفة إلى حد بعيد، وأحدث تطورا كبير ومفيد في بيئة العمل وجودة العمل.
ويوضح أن الذكاء الاصطناعي وسيلة تساعد البشرية ولا تحل محلها والدليل على ذلك، الذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي هو الإنسان نفسه ولا أحد آخر غيره، وهناك ضرورة لمواكبة التطور والانتقال لسوق عمل جديد معاصر.
وكان قد أكد ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، خلال مشاركته بجلسة تفاعلية ضمن منتدى “تواصل”، الذي عقدته مؤسسة ولي العهد في نيسان الماضي، على ضرورة مواكبة التطور في مجالات الذكاء الاصطناعي وتطوير المهارات المطلوبة في سوق العمل الحالي والمستقبلي، مثل التفكير التحليلي والابتكار وحل المشاكل المعقدة والتخطيط الاستراتيجي.