(بيان رابطة آل مقداد)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)) صدق الله العظيم
صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم
نحييكم بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نبعث إليكم هذا البيان يا مولاي باسم قبيلة آل مقداد في الوقت الذي يمر فيه الوطن بمرحلة دقيقة وحساسة ومفصليه من تاريخه, وأبناء المقداد يا مولاي هم من أبناء الوطن المخلصين، الذين ما زالوا على العهد باقين لم تغيرهم السنون ولم تفت من عضد ولائهم المطلق لله تعالى ولوطننا الغالي ولعرشكم الهاشمي المفدى، تلك القبيلة العريقة في تاريخها وجذورها العربية الأصيلة، التي روت تراب الوطن الطهور بدماء شهدائها وتضحياتهم من أجل الوطن والأمة، فوطن الأحرار هو بلدنا الغالي الذي نفتديه بالمهج والأرواح، مؤكدين حرصنا الشديد على ثوابتنا الوطنية جميعها ومنها وحدتنا الوطنية المقدسة، مستذكرين كل الانجازات العظيمة التي تم إنجازها في بلدنا الغالي التي لا يستطيع منصف إنكارها، ومشيدين بالدور الذي تقوم به كل المؤسسات الوطنية وأجهزة الدولة ومنها قواتنا المسلحة الباسلة في الذود عن حمى الوطن والمحافظة على أمنه واستقراره الذي يمثل عماد التنمية والتقدم والازدهار لوطننا الغالي الأردن، فنحن أبناء قبيلة آل مقداد مع إخواننا الأردنيين من القبائل الأصيلة الأردنية كانوا في الصفوف الأمامية مدافعين عن الوطن ومنجزاته خلال مراحل مفصلية من تاريخ الأردن وخاصةً فيما يتعلق بقضية فلسطين التي يحتضن ثراها الطهور دماء شهدائنا الأبرار.
مولانا المعظم،،،
أن الأوطان لا تبنى بالتشكيك وجلد الذات، ولا بالنيل من الإنجازات أو إنكارها، بل بالعزم والإرادة والعمل الجاد مؤكدين على نهج جلالتكم في الإصلاح والتنمية، وفي هذا الوقت نقف خلف جلالتكم في محاربة الفساد ومعاقبة الفاسدين، فعملية الإصلاح السياسي التي تشكل ركيزة هامه في تنظيم الحياة السياسية والاقتصادية الأردنية ليست بتلك العملية المعقدة إذا توفرت لدى الحكومات وأصحاب القرار النية الصادقة والإرادة والمنهجية والبرنامج، وعدم الاكتفاء بمعالجة القشور الخارجية بل الوصول إلى عملية إصلاح شاملة تطال جوهر مشكلة الفساد من خلال استئصال الفساد بأشكاله المتعددة، مع ضرورة محاكمة جميع الفاسدين دون استثناء والعمل على استرداد أموال ومقدرات الشعب المنهوبة، وسن وتفعيل التشريعات الصارمة والواضحة لمحاربة الفساد والمفسدين وتطبيقها وفق مبادئ النزاهة والعدالة والمساواة والانتماء الوطني.
مولانا المعظم،،
لقد استشرى الفساد في البلاد مما أرهق الدولة وأصبح يصعب محاربته لتشعب أطرافه وقوة نفوذها وسلطتها، فقد طفح الكيل لدى المواطن، وبات يضيق ذرعاً بكلّ السياسات والقرارات التي تتّخذها الحكومات المتعاقبة، فدخله لم يتحسّن، بل تراجع مع تراجع القوّة الشرائيّة، والكثير من أبناء وبنات الوطن لا زالوا بلا عمل، وقد بلغ الفساد السياسي والاقتصادي مبلغه وتجاوز كل الحدود خلال الفترة الأخيرة والتي شهدت سيطرة أصحاب النفوذ الاقتصادي على مراكز القرار السياسي من خلال تبوئهم المواقع القيادية في الحكومات والمناصب الحساسة الأخرى في الدولة الأردنية, ولذا نجد من الضروري تحصين مؤسسات الدولة ضد الفساد من خلال تعزيز أجهزة الرقابة، وتفعيل مبدأ المساءلة والمحاسبة، ولا شك بأن هناك من سيقاوم السير على طريق الإصلاح ومكافحة الفساد، لكن النخب قد تسهم ويستطيع شعبنا الصابر تحقيق ما يريد إذا ما استطعنا تشخيص الواقع كما هو دون مبالغة، وكانت أهدافه واضحة وواقعية ووسائله متفق عليها ومشروعه وبرامجه الزمنية ظاهرة، وأجندته وطنية يلتف حولها ويثق بها الجميع، وهنا لابد أن نعلن لكم يا مولاي نحن أبناء قبيلة آل مقداد أننا نستنكر هذا الفساد والاستقواء على وطننا ولن نتركه عرضة للضعف والضياع، وإنما سنقف خلفكم يا مولاي بكل ما نملك من قوة في ظل دولة القانون والمؤسسات ساعين إلى أردن مزدهر بقيادتكم الحكيمة يقوم على احترام المواطن ويضمن المشاركة الفاعلة وتنظيم الواجبات وتوزيع المكتسبات لجميع الأردنيين لتحقيق العدالة والكرامة لمواطنيه.
حمى الله الوطن في ظل الراية الهاشمية المظفرة
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الهيئة الإدارية لرابطة آل مقداد
6/1/2019م
المصدر: د.عمر مقدادي