بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء:36])، صدق الله العظيم
،،،،،هذا بيان للناس ،،،،
منذ الساعات الأولى لوقوع الحادثة المؤسفة التي وقعت في إحدى مدارس الإناث بمدينة عين جنة/عجلون ، والتي كان أحد أطرافها أحد أبناء عشيرة آل الصمادي ، تنادى رجالات العشيرة لعقد إجتماع عاجل للوقوف على حقيقة الحادثة والوصول إلى فهم واقعي لأسبابها ومجرياتها وتطوراتها . وتم تشكيل لجنة متابعة ووضعها في حالة الإنعقاد الدائم. وقد تم ذلك كله بهدوء وموضوعية بعيدة عن وسائل التواصل الإجتماعي وعن ردود الفعل المتسرعة.
وقد كان من أولى الخطوات التي تم اتخاذها الطلب من إبن العشيره الذي كان طرفا في الحادثة تسليم نفسه فورا للأجهزه الأمنية المختصة من أجل الاحتكام للقضاء الاردني الذي نثق بأنه سيقوم ولن يتوانى عن التعامل مع الحادثة بكل موضوعية وواقعية وعدالة ، كما عهدناه ، من حيث التحقيق والتكييف وما يلي ذلك من إجراءات للوصول إلى الحكم العادل.
وقد كنا نتابع بكثير من الدهشة والمرارة ما تناقلته وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي باستعجال وتجن غيب الحقيقة بل وكاد أن يُضحي بها، إما من أجل سبق صحفي أو من أجل شعبوية زائفة أو لأسباب أخرى.
لا نحبذ الحديث عنها في الوقت الراهن . وكانت النتيجة تضخيم الحدث وإخراجه عن نطاقه المحلي لتتناقله وسائل الإعلام الخارجية التي يعلم الكثيرون إستهدافها للأردن وسعيها الدؤوب لتشويه صورة الأمن والأمان التي أنعم الله بها على بلدنا المرابط الصامد تحت ظل الراية الهاشمية .
ومع شديد الأسف فقد حققت الحملة الإعلامية، التي كانت تدفعها وتسهم في تضخيمها بعض أطراف الحادثة، كما أسهم فيها بعض المسؤولين ذوي العلاقة، بقصد أو بدون قصد، في تضليل الرأي العام ودفعه لإصدار أحكام مسبقة ضد طرف بذاته بعيدا عن الحقيقة والمصداقيه! كما ألقت تلك الحملة المشبوهة بظلالها السلبية على صلة الأرحام وروابط القربى والجيرة التي جعلت من عجلون مثالا مضرب المثل بقيم التسامح والتعاضد والعيش المشترك ، وجعلت منها عرضة وفريسة لمثيري الفتن والمتصيدين بالماء العكر .
ولكن ذلك كله لم يبدلنا ولم يؤثر قيد أنملة على قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا المستدمة من الدين الإسلامي الحنيف ومن أخلاق العرب، حيث كنا وما زلنا وسنبقى بحول الله نحن عشيرة آل الصمادي نبراسا للحق ودعاة له؛ نلتزم به ولا نحيد عنه، سواء كان حكمه علينا او لنا. ولكن في الوقت الذي نقف فيه راغبين بالعفو والمسامحة والإحسان اذا كان الحق لنا، فإننا كغيرنا من أبناء العشائر الكريمة في عجلون وغيرها من محافظات المملكة لا نستطيع التغاضي عن حقوق العباد عندما يصل الأمر إلى كيل التهم التي تمس بسمعة الأفراد والإساءة إليهم والإضرار بكرامتهم وموقعهم الإجتماعي ، بغض النظر عن الموقع الرسمي أو المستوى الوظيفي لمن يقوم بذلك.
وبناءا على ما تقدم، ومن منطلق بيان الحقائق ودفع الباطل ووقف التجني، وبعد قيامنا بالتحري عن الحادثة من بدايتها وحتى نهايتها، وبعد جمع المعلومات من بعض من شهدوا الحادثة وبعد المناقشات الطويلة والمفصلة مع إبنة الشخص الذي كان طرفا بالحادثة من إبناء العشيرة، والتي كانت بداية الحادثة معها بالأصل، فقد توصلنا إلى حقيقة مفادها أن الحاثة وأسبابها وما جرى خلالها تختلف تماما عما تم ترويجه وتسويقه من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، إما نقلا عن بعض ذوي العلاقة أو تخيلا وسردا بهدف جذب الإنتباه، دون مراعاة لأدنى درجات المسؤولية!!
فمع شديد الأسف أتضح أن الطفلة التي لم يتجاوز عمرها 15 ربيعا قد تلقت صفعة قوية على أذنها من إحدى المعلمات التي تجاوزت ذلك لتقوم أيضا بشتم الطالبة بألفاظ غير مناسبة، إلى جانب طردها من قاعة الامتحانات النهائية، ومنعتها من دخول المدرسه دون حضور ولي أمرها. وكل ذلك كان سببه قيام الطفلة بالدفاع عن إحدى صديقاتها التي كانت تحمل هاتفا نقالا، حيث اعترضت على طريقة التعامل مع زميلاتها بناءا على إجتهادها بأن التعامل مع زميلتها لم يكن مناسبا! وفعلا فقد حضر ولي الأمر بناء على طلب إدارة المدرسة، وأبدى رفضه لما تعرضت له إبنته من إهانة وأذى. وأعقب ذلك جدال ومشاده كلامية بين الأب وعدد من المعلمات، خاصة بعد أن بادر بعضهن لتصوير المشادة بواسطة أجهزة الهواتف المحمولة! ولكن الأمر لم يصل لدرجة الإعتداء بالضرب أو إستخدام أي نوع من الأسلحة، على عكس ما جاء في الحملة الإعلامية! وهذا ما شهد به بعض الحضور، ومنهم موظفون لدى وزارة التربية والتعليم الذين تصادف وجودهم في المدرسة عند وقوع الحادثة، إلى جانب أشخاص آخرين أكدوا على ذلك وهم من غير أبناء عشيرة آل الصمادي كانوا في المدرسة عند وقوع المشكلة. وما كان التأخر في إصدار هذا البيان إلا بسبب رغبتنا بعدم الإنجرار وراء الشائعات والتأكد من جميع التفاصيل.
وهذا لا يعني بطبيعة الحال أننا نقبل تحت أي ظرف من الظروف وقوع مثل هذه الحوادث في مدارسنا، كما لا نقبل أيضا الدخول في جدال أو مشادة مع أي موظف عام، وخاصة مع الذوات المعلمين والمعلمات، الذين لهم فضل على الكبير والصغير في مجتمعنا. فنحن في جبل عجلون أهل وأنسباء وجيران على إختلاف عشائرنا أو طوائفنا ، ويتوجب علينا جميعا أن نحرص دائما على تمتين وشائج القربى والجيرة الطيبة وصلة الارحام التي تجمعنا ، ولن نسمح او نقر في أي يوم من الأيام بالتعرض للآخرين أو هضم حقوقهم أو تشويه سمعتهم ؟! كما أننا لا نقر أو نقبل أي إساءة لكبير أو صغير من أي عشيرة كريمة سواء من عشائر جبل عجلون أو أي بقعة من هذا البلد الطهور.
حفظ الله الأردن بلدا آمنا مطمئنا كريما عزيزا تحت ظل الراية الهاشمية المظفرة وعميدها جلالة الملك عبد الله الثاني إبن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…….
عشيرة آل الصمادي