د. محمد كامل القرعان
تواجه زملاء المهنة (الصحفيين) تحديات مهنية تظهر قواعد اشتباكها في المرجعيات المؤثرة في توجيه دفة الأخبار للجمهور ، وتحدد تلك القواعد الأساسية للأخلاق الصحيفة في إعلان مؤسسات صحفية ، فلسفتها ومبادئها التي تعمل على أساسها ، وقد تختلف تلك السياسات في تعاملها مع الأحداث والتغطيات الصحفية اليومية المحلية والخارجية ، المرتبطة بالمصالح ، وهنا تحدد طبيعة تحليل تلك الأحداث وتفسيرها ومعالجتها وتقديم المحتوى للجمهور .
والصحفي والمؤسسات الصحفية ، لا تحمل مسؤولية المحتوى المهني للأخبار ، فتداخل الادوار والاعتبارات ، قد تؤثر بتغير المشهد، وتجاوز المواقف المسبقة والأعتبارات السياسية والمزاج الشخصي في تقييم مهنية أي صحفي أو اي مؤسسة صحفية ، يوجب استخدام الأسلوب العلمي الصحيح في الحكم على مدى الالتزام بالمعايير المهنية من عدمها.
فكل مؤسسة صحفية ترتكز على مصداقيتها وتعتمد عليها ، إلا أنها تلتقي على ثوابت راسخة ومبادئ واحدة عنوانها الوثيق الحقيقة والتوازن والدقة والموضوعية والحياد والتسامح والمسؤولية الأخلاقية والاجتماعية ، وتبرز جلية في الصحافة المحترفة والممارسات الجيدة وتطبيقها على التحديات المهنية التي تواجه الصحفيين.
ومن الجدير بالاهتمام ، ان تبدأ ممارسة تلك الأخلاقيات قبل الحصول على المعلومات والأحداث ومراعاة قيمتها ، ثم توصيلها إلى الجمهور، وتعتبر هذه من الموضوعات المسلم بها للعاملين بقطاع الإعلام والصحافة ، وهو ما أكدت عليها مواثيق الشرف الصحفي المحلية والتقت عليه عالميا ، ومن يرون الحقيقة بصورتها الصحيحة .
وأخطر ما تتعر ض له المهنية الصحفية ، هو انتهاك حرمتها بالتأثير على بناء الخبر وصياغته بأسلوب مضلل للمجتمع وعادة ما تمارس مثل هذه الأفعال جهات متعددة تعتبر نفسها وصية على المؤسسات العالمية وهي تجهل طبيعة العمل الاعلامي والصحفي ، فاختراق خصوصية الأخبار وحرمات المؤسسات الاعلامية يتحمل أزرها المتطفلون ، وهم من يملكون إدراة هذه المؤسسات سواء كانت حكومة او قطاع خاص او شبه حكومي ، وبالتالي تدخل هذه الجهات بعملية صناعة الخبر سوء بالاضافة التعديل او التحريف سواء ذلك التدخل بحسن نية او سوءها ، والاحرى بهذا المجال ان تترك العملية الاخبارية برمتها للصحفيين والمحرريين ( أهل مكة ادرى بشعابها).
بالإضافة إلى معايير المصداقية والممارسات الجيدة تعتمد المؤسسات الإعلامية الكبيرة ذات الاداء المميز على مرجعيات داخلها تمارس دور المحافظ على سلامة ومصداقية المنتج الاخباري والمحتوى الصحفي للمتلقي التزاما بمبدا النقد الذاتي والالتزام بأخلاق المصداقية وتقديم الحقيقة.