تركيا: حملة «التطهير» تشمل إغلاق 15 جامعة وإقالة 1577 من عمداء الكليات
وضع ثلاثة من كبار الصناعيين الاتراك قيد التوقيف الاحترازي أمس في اطار التحقيق اثر محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد وتتهم السلطات شبكة الداعية فتح الله غولن بالوقوف وراءها.
واوقفت قوات الامن مصطفى بويداك رئيس مجموعة بويداك القابضة في مدينة قيصري، مع اثنين من المسؤولين في مجموعته، حسبما اعلنت وكالة الاناضول القريبة من النظام.
واوقف الرجلان ويدعيان شكرو بويداك وخالد بويداك في منزلهما. ولا تزال الشرطة تبحث عن الرئيس السابق للمجموعة حاجي بويداك والياس وبكر بويداك اللذين صدرت بحقهما مذكرة توقيف.
وللمجموعة مصالح في قطاع الطاقة والمالية والاثاث حيث تملك علامتي «استقلال» و»بيلونا» الشهيرتين في تركيا.
وتندرج عمليات التوقيف في اطار التحقيق حول النشاطات الاقتصادي للداعية في تركيا. وتتهم انقرة غولن المقيم في منفى اختياري في الولايات المتحدة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد في 15 تموز.
في سياق متصل تلقت مؤسسات التعليم العالي التركية ضربة موجعة كونها في صميم حملة التطهير التي بدأتها السلطات بعد الانقلاب الفاشل حيث ارغمت عمداء الكليات على الاستقالة واوقفت او فصلت عددا كبيرا من الاساتذة والاكاديميين او منعتهم من مغادرة البلاد.
وبعد ايام على محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب اردوغان اغلقت 15 جامعة خاصة وارغم 1577 من عمداء الكليات العامة والخاصة على الاستقالة. كان لهذه الاجراءات وقع الزلزال.
واستثمر حزب العدالة والتنمية الاسلامي المحافظ الكثير في التعليم العالي منذ 2003 في بلد حصلت فيه النخبة على الدوام على أفضل الفرص.
وفي تركيا اليوم 207 جامعات بينها 123 جامعة حكومية. وباتت الجامعات الاربعون الافضل في تركيا تعتمد برامج دولية اذ تقوم بتدريس بعض المناهج بالانكليزية او توفر برامج التبادل الدولية حتى الانقلاب الذي كانت نتيجته وبالا عليها.
من جهة أخرى حذرت تركيا قرغيزستان من انقلاب يقوم به انصار الداعية فتح الله غولن، موضحة انهم تسللوا الى كافة مؤسسات هذه الجمهورية السوفياتية السابقة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو لتلفزيون «سي ان ان-تورك» انه في «قرغيزستان، على سبيل المثال، يمكن ان تكون هناك محاولة انقلاب».
واضاف «اذا وقع انقلاب في قرغيزستان، فسيكون بقيادة» ما تصفه انقرة بـ»منظمة فتح الله الارهابية».
من جهة أخرى حذر المفوض الاوروبي لشؤون التوسيع يوهانس هان تركيا ضمنا من تجميد مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في حال لم تتم مراعاة دولة القانون في حملة التطهير التي تستهدف المتهمين بانهم على صلة بالانقلاب الفاشل.
وقال هان في تصريح نشرته صحيفة «سودويتشه تسايتونغ» الالمانية «حتى وان كنت مع الرأي القائل بان التدابير المتخذة بعد محاولة الانقلاب غير متكافئة، فانا بحاجة لرؤية كيف تتم معاملة الناس في حال بقي هناك ادنى شك بوجود (معاملة) غير منصفة، لا مناص من ان تكون لذلك عواقب» في اشارة ضمنية الى عملية انضمام تركيا الى الاتحاد والتي بدأت في 2005 وتتقدم ببطء.
كما أدان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير حملة التطهير التي تنفذها الحكومة التركية في اعقاب الانقلاب الفاشل معتبرا انها «تتجاوز كل الحدود» و»لا يمكن السكوت» عليها، في مقابلة مع صحيفة المانية.
وقال الوزير «لحسن الحظ ان الانقلاب احبط. لكن ردود الفعل الان تتجاوز كل حدود»، وذلك في مقابلة مع صحيفة «روهر ناشريشتن» الاقليمية التي تصدر الجمعة ونشرت مقتطفات منها ـأمس الاول. وكالات