أخذت شكاوى السكان في أحياء وقرى محافظة عجلون بالتزايد من نقص مياه الشرب، وانتظارهم لفترات طويلة تعدت الثلاثة أسابيع لتزويدهم بكميات وصفوها بـ”غير الكافية”، مطالبين تدخل الجهات المعنية على أعلى المستويات لإيجاد الحلول.
ويؤكد مسؤولو المياه في المحافظة عدم توفر الكميات الكافية، بسبب تراجع المصادر المحلية، وتزايد الطلب بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتذبذب الكميات التي تتزود بها من محطة صمد وفشل استخراج المياه من بئر عين جنا بعد الحفر لعمق 470 مترا.
ويقول منتصر أبو علي إن الوضع المائي في المحافظة أصبح لا يطاق، مؤكدا أنه لا أحد يمكنه تحمل أن تتأخر المياه في الوصول إليه أكثر من أسبوعين، ما قد يتسبب بحدوث أمراض وأوبئة، خصوصا في حال لجوء السكان للتزود بمياه ملوثة من الصهاريج الخاصة.
ويضيف أن فترة وصول المياه في أحياء بمناطق كفرنجة أصبحت تقترب من الشهر، كما أن فترة الدور أصبحت وجيزة إلى حد أن السكان لا يمكنهم ملء خزاناتهم، خصوصا أولئك الذين يقطنون في مناطق مرتفعة.
ويؤكد محمود أبو جازوه أن المياه لم تصل إلى منزله والمجاورين منذ أكثر من 40 يوما في الحي الذي يقع على طريق كفرنجة- وادي الطواحين- عجلون ويتزود بالمياه من منطقة عجلون، مشيرا إلى أنه حاول الاتصال بوزارة المياه أكثر من مرة لبيان معاناتهم، لكن من دون استجابة.
ويقول إن المشكلة لا يمكن لإدارة مياه المحافظة والحكام الإداريين حلها أو تجاوزها بسبب محدودية كميات المياه المتوفرة، ما يستدعي تدخل الجهات المعنية على أعلى المستويات لإيجاد الحلول المناسبة وتزويد المحافظة بكميات إضافية من المناطق الأكثر وفرة في المياه.
ويطالب خالد غريز بضرورة توخي العدالة في توزيع الكميات المتوفرة بين القرى والأحياء، مؤكدا أن بعض المناطق تصلها الكميات الكافية بشكل كاف وفي فترات معقولة، في حين تعاني مناطق وأحياء أخرى فترات أصبحت تتعدى 4 أسابيع لتتزود بفترات ضخ لا تتعدى بضعة ساعات، بحيث لا يتمكن قاطنوها من ملء خزاناتهم.
من جهته، يؤكد مدير مياه محافظة عجلون المهندس عيد أبو عابد أن إدارة المياه في المحافظة تبذل كافة طاقاتها للسيطرة على الوضع المائي في المحافظة، وتوزيع الكميات المتوفرة بعدالة بين القرى والأحياء، مشيرا إلى حاجة المحافظة إلى زهاء 400 متر مكعب إضافية في الساعة لسد النقص الحاصل وإعادة الأمور إلى طبيعتها.
ويشير إلى أن وصول 470 مترا مكعبا من محطة صمد حل جزء من المشكلة، لكنها غير كافية لتحسين الوضع المائي، خصوصا مع تزايد الطلب خلال الصيف والارتفاع المتزايد في درجات الحرارة، لافتا إلى إيقاف العمل ببئر عين جنا بعد فشل الوصول إلى المياه، فيما يتوقع الحصول على كميات جيدة من المياه خلال بضعة أيام في بئر زقيق الذي يجري العمل حاليا على حفره.
وجدد أبو عابد تأكيده بأن الإدارة تقدم خدماتها للمواطنين وفق دور توزيع للمياه معلن ومعروف، لافتا إلى أن بعض الشكاوى والعرائض التي تم توجيهها للمحافظ بخصوص نقص المياه في إحدى المناطق كانت غير حقيقية، مبينا أنه تم إدراج أسماء أشخاص والتوقيع عن آخرين ليس لديهم علم بموضوع الشكاوى، إضافة إلى ورود أسماء أشخاص عليهم ذمم مالية لإدارة المياه بمئات الدنانير.
في الأثناء، تنشط عشرات الصهاريج المخصصة لنقل المياه غير الصالحة للشرب والتي تتزود من الأودية والعيون السطحية على مدار الساعة، إلى درجة أن بعض السكان يؤكدون أنهم أصبحوا ينتظرون زهاء يومين للحصول على صهريج لملء خزاناتهم ومحاولة تعقيمها أو كلورتها بالوسائل المتوفرة لديهم، ما قد يتسبب بحالات تلوث أو تسمم في حال استخدام تلك الكميات لأغراض الشرب.
الغد