رحلت سيدة المسرح المغربي ثريا جبران، تاركة الركح حزينا، وهو الذي اعتاد على حضورها لأزيد من خمسين عاما، تجسد البطولة في مسرحيات مغربية وعربية، فاستحقت مكانة خاصة في تاريخ أبو الفنون بالمغرب وشهرة في الوطن العربي.
وفي مسيرتها انتقلت ثريا جبران من خشبة المسرح إلى كرسي الثقافة، لتصبح أول فنانة عربية تتقلد منصب وزيرة.
وقد رحلت فقيدة المسرح المغربي، عن عمر ناهز الثامنة والستين عاما، بعد صراع مع المرض حسب بلاغ التأبين الصادر عن النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية.
خريجة “مدرسة الهواة”
اعتلت ثريا جبران خشبة المسرح، باكرا، حين كانت في سن العاشرة، وبعد سنوات من التدرج في مسرح الهواة، المدرسة التي انجبت أبرز الوجوه المسرحية المغربية، سيصل صيت براعة جبران إلى رائد المسرح المغربي آنذاك، العربي بنمبارك الذي أخرجها من دائرة الهواة إلى بحر الاحتراف.
ومن هنا سينطلق مسار الشابة التي غيرت اسمها من السعدية قريطيف إلى ثريا جبران، وهو الاسم الذي ستشتهر به لدى جمهورها على مدى عقود.
وبموازاة الممارسة الميدانية، أثرت ثريا جبران، مشوارها الأكاديمي بالحصول على دبلوم التخصص المسرحي من المعهد الوطني التابع لوزارة الثقافة.
مسرح بهموم المجتمع
بين أزقة درب السلطان، أشهر أحياء الدار البيضاء، ترعرعت ثريا جبران، من مواليد 1952، يتيمة الأب واقع فرض عليها قضاء فترة بإحدى الدور الخيرية بعدما اضطرت أمها للاشتغال بتلك المؤسسة.
هذه النشأة ستسهم في بلورة حس عال بقضايا الهامش وهموم المجتمع وستبلور لدى الفنانة الصاعدة وعيا مجتمعيا وسياسيا.
وقد ساهمت ثريا جبران، رفقة جيل من الوجوه المسرحية، في جعل مواضيع الخشبة تخاطب الواقع المغربي والوعي الجماعي الذي تأثر بالتحولات السياسية والثقافية التي شهدها المغرب، في حقبة السبعينيات.
وقد جعلها انخراطها الفني الجريء، أحيانا مصدر إزعاج، وهو ما عرضها في نهاية الثمانينات للاختطاف على يد مجهولين في واقعة ظلت لغزا لم تكشف خيوطه.