جدتي الحاجة ثريا القرالة ………….
……….. في ذاكرة الأبناء والأحفاد …………..
كتب : الزميل الصحفي محمد الطراونة
خاطرة رغبت أن أرويها عن جدتي الـمرحومة بإذن الله الحاجة ثريا سلامة جدوع القرالة ” ام أحمد “، زوجة جدي المرحوم الشيخ الحاج موسى إعوض الطراونة …. وبوصف والدتي المرحومة الحاجة ام هاشم الطراونة ، حيث كانت جدتي جميلة بعيون عسلية ، مدققة لها وشم بالوجه واليدين ، وكانت تغطي رأسها بالعصابة وهي حجاب مكون من ثلاثة أجزاء ، الأول منديل أبيض ( ويستبدل بأسود عند الأحزان ) ، يغطي منتصف الرأس العلوي ويشد أعلى الجبين إلى مؤخرة الرأس ، والثاني قماش ناعم أسود يوضع بشكل عرضي فوق القماش الأبيض تاركاً متسع لبعض البياض ويلف أسفل الذقن ويربط بشكالة سوداء مع الشعر من الجهة المقابلة ، أما العصابة فهي سوداء أشبه بالعقال تغطس بالرأس لتجمع القماشين الأبيض والأسود … وقد إختلفت عصابة الجنوبيات سواء كما وصفت ، وعصابة السلطيات ذات اللون الأحمر المطرز بالخطوط الذهبية … أما ثوبها فهو أسود ( مدرقة ) ، مع جبة خضراء من الصوف تلبس أيام البرد والشتاء … لقد تزوجت جدتي أولاً من أحد وجهاء بلدة العراق الشيخ الحاج سلامة مسلم المواجدة وما مكثت معه كثيراً وعند الفراق قال لها زوجها الأول بكره بوخذك موسى بن عوض الطراونة ، فسمع جدي بذلك وسرعان ما لبى النداء وذهب لبلدة كثربا طالباً يدها وتزوجها والتي أنجبت له خالي الشيخ الحاج أحمد موسى الطراونة “ابو أمين” أطال الله عمره ووالدتي المرحومة الحاجة زينة ” ام هاشم الطراونة” وخالتي المرحومة الحاجة إزهوة ” ام نايف الطراونة ” وخالتي الحاجة جزعة ” ام عوض الطراونة ” أطال الله عمرها … علماً أن جدي كان متزوج قبل جدتي ثلاث مرات الأولى المرحومة الحاجة زعول محمد الطراونة من ام حماط أنجبت له خوالي المرحومين سليمان وابراهيم وسالم وعبدالسلام الطراونة والثانية المرحومة الحاجة زانة عثمان القطاونة وتوفيت بعد زواجها عامين ولم تنجب والثالثة المرحومة الحاجة نجمة محمود الطراونة ” المجامعية “وأنجبت خوالي إرشيد وياسين الطراونة والرابعة فارستنا جدتي الــــ ” ثريا ” و أبناء عمومتها خوالي المرحومين الشيخ إسليم والشيخ سالم والشيخ سليمان والشيخ جميل القرالة … وكانت دار جدتي مكونة من عدة غرف لكل زوجة غرفة ويجمعهم حوش العائلة وكانت الغرف تستخدم للنوم وللضيوف .. فكانت جدتي عندما تحظر الخبز تجمع الطحين والخميرة في الصحن المعدني الكبير ، ثم يلف بالبطانية ليتخمر ويكون جاهزاً لخبز الطابون أو الشراك على الصاج … آه ما أشهى اللقمة الأولى وما أطيب الثانية وما ألذ الثالثة ساخنه من الطابون ، وكانت سفرة جدتي تكتمل بالحليب والرايب والجبنة البلدية ، والشوربات والفتات بأنواعها ، ويوجد اللحم البلدي والدجاج البلدي …
فيما كانت أوصاف جدي يلبس الطقم العربي والحطة البيضاء وعقال أسود وكانت عبائته قريبة إلى اللون السكري والثانية البيضاء والمطرزة بخيوط ذهبية ، وكان جدي يخرج باكراً على فرسه الشقراء الشامخة تهز رأسها إلى الأعلى بشموخ وذلك لقضاء أعماله المتنوعة للزراعة وتربية الأغنام العديدة.
فيوم جدتي لا ينتهي بخروج زوجها ولكنها تأخذ قسطاً من الراحة حيث تستقبل جاراتاها ممن عاصرنها وهن المرحومات الحاجة جازية ” ام ذياب ” والحاجة خضرة الختاتنة ” ام صالح” والحاجة فلحا ” ام مصطفى ” والحاجة خيرية ” ام معيش، والحاجة فلحا ” ام شاهر النوايسة ” ، والحاجة غفلة الصرايرة ” ام خالد ” والحاجة نورة ” ام عوض ” والحاجة نورة الملاحمة ” ام خالد والحاجة صالحة ” ام ذيب ، وكن يجتمعن على الغليون ولكنه طويل القصبة وقد كان محرما على الصغار من إقترابه إلى جانب الإبداع في عمل حياكة البسطة والمفارش بالصوف البلدي ، وهذه الخاطرة لحياة جدتي حتى توفيت عام 1965، فغادرت جدتي وغادرت والدتي وظلت قبلتها الــــ ” ثريا ” محفورة على خدود الأبناء والأحفاد .
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته ورحم الله جميع أمواتنا وأموات المسلمين .