يواصل المقدسيون وموظفو الأوقاف الإسلامية اعتصامهم أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك، رفضًا للدخول إليه عبر البوابات الإلكترونية التي وضعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أبوابه.
يأتي ذلك وسط دعوات فلسطينية للنفير العام اليوم الجمعة والخروج في الشوارع وأداء الصلاة في الميادين والساحات العامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، نصرةً للقدس والمسجد الأقصى، الذي يتعرض لإجراءات إسرائيلية وحصار مشدد منذ الجمعة الماضي.
وقررت شرطة الاحتلال نشر أكثر من 5000 شرطي وجندي في أنحاء مدينة القدس، تأهبًا لمسيرات «جمعة رفض البوابات»، فيما تخطط لوضع كاميرات مراقبة تكشف وجوه «المشتبهين» داخل الأقصى.
ويصر المقدسيون على أداء صلواتهم الخمس عند بابي المجلس والأسباط، رغم إجراءات الاحتلال التعسفية، والانتشار المكثف لعناصر الشرطة والوحدات الخاصة، وكذلك قمعهم والاعتداء عليهم، مؤكدين استمرار اعتصامهم حتى إزالة البوابات الإلكترونية.
ورغم القمع المتواصل بحق المصلين المعتصمين، إلا أن أعدادهم تزداد يوميًا، بمشاركة شخصيات دينية ووطنية وأعضاء كنيست عرب، بالإضافة إلى مشاركة مسلمين من تركيا وأميركا وجنوب آسيا وغيرها، والذين أعلنوا تضامنهم مع المقدسيين ورفضهم لتلك البوابات.
وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالأوقاف فراس الدبس إن موظفي الأوقاف والمقدسيين يواصلون اعتصامهم أمام باب المجلس، رافضين الدخول إلى الأقصى عبر البوابات الإلكترونية.
ورغم التوتر الشديد الذي تشهده القدس والأقصى، إلا أن شرطة الاحتلال تواصل السماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى، وتدنيسه.
وبهذا الصدد، أفاد الدبس بأن ثلاث مجموعات من المستوطنين اقتحمت امس الخميس المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، وبحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
وأشار إلى أن هؤلاء المستوطنين نظموا جولات في أنحاء متفرقة من باحات المسجد، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم ومعالمه.
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية أصدرت قرارًا بإغلاق جميع المساجد في أحياء وقرى وبلدات القدس اليوم الجمعة، والتوجه لأداء صلاة الجمعة أمام أبواب الأقصى، رفضًا للبوابات الإلكترونية.
كما دعت المرجعيات الدينية والقوى الوطنية للتوجه إلى الأقصى، بدلًا من الصلاة في جوامع القرى والأحياء.
وأدى آلاف المصلين المقدسيين امس صلاتي الفجر والعشاء على عتبات البلدة القديمة وعند أبواب الأقصى، رفضًا لتلك البوابات.
وأوضح مركز معلومات وادي حلوة أن قوات الاحتلال وقبل حوالي 30 دقيقة من موعد صلاة الظهر منعت دخول المواطنين الى القدس القديمة لمنع التوافد إلى أبواب الأقصى، واضطرت مجموعات من المصلين لأداء الصلاة على أبواب القدس القديمة.
ونصرة للمسجد الأقصى، أعلن اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية في فلسطين عن إطلاقه موجة إذاعية بعنوان (اغضب للقدس والأقصى).
وأعرب البيت الابيض عن «القلق الشديد» ازاء التوترات المحيطة بالموقع المقدس، داعيا الى «ايجاد حل يضمن السلامة العامة وأمن الموقع ويحافظ على الوضع الراهن».
واعرب مبعوث الامم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ملادينوف ايضا عن قلقه داعيا «الاصوات المعتدلة الى رفع صوتها في مواجهة اولئك الذين يحاولون تأجيج التوتر».
من جانبه، قال وزير الامن الداخلي جلعاد اردان لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان نتانياهو سيقرر حول السياسة في الموقع المقدس، آملا الابقاء على التدابير.
ويضغط أعضاء في الائتلاف اليميني الذي يقوده نتانياهو عليه للابقاء على هذه الإجراءات اذ قال وزير التعليم رئيس حزب البيت اليهودي القومي المتطرف نفتالي بينيت في بيان ان «الخضوع للضغوط الفلسطينية سيضر بقدرة اسرائيل على الردع، ويشكل خطرا على حياة الزائرين والمصلين وقوات الامن» في الموقع.