إنجاز-قال مدير المركز الوطني للبحوث الزراعية الأسبق الدكتور نزار حداد، إن مواكبة القطاع الخاص للتطورات العالمية واستجابته للتوجهات الملكية السامية كانت وراء العديد من الإنجازات التي شهدها القطاع الزراعي في الأردن وإن الأردن يمتلك مجموعة من المزارع التي تعتبر نموذجاً للتميز، ليس فقط في الإنتاج النباتي، بل أيضاً في الإنتاج الحيواني، حيث تمثل مزارع الأبقار والأغنام مثالاً على القدرة على الاستمرار وتحقيق الأمن الغذائي حتى في ظل الأزمات الاقتصادية والصحية العالمية مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
وأشار حداد إلى أن مهرجان الزيتون، الذي انطلق في عام 2000 بمبادرة من وزارة الزراعة والمركز الوطني للبحوث الزراعية، يعد واحداً من أبرز الأمثلة على النجاح الذي تحقق ،حيث بدأ المهرجان كفعالية صغيرة في الحديقة الخلفية للمركز الوطني للبحوث الزراعية، ليصبح اليوم حدثاً بارزاً على مستوى المملكة. وأضاف أن المهرجان تطور بشكل ملحوظ ليشمل 11,000 متر مربع من المساحة بمشاركة أكثر من 8,000 مزارع، وحقق مبيعات تزيد على 3 ملايين دينار، معظمها لصالح سيدات الريف الأردني.
وأكد أن المهرجان أصبح بمثابة نافذة مهمة لتمكين المزارعين الأردنيين، حيث يتيح لهم تسويق منتجاتهم المحلية ويساهم في الحفاظ على الأرض وزيادة مساهمة القطاع الزراعي في الاقتصاد الوطني.
وبين حداد ان فكرة حاضنة الابتكار وريادة الأعمال الزراعية التي تم إطلاقها بمناسبة عيد ميلاد جلالة الملك الستين ،تعد هدية حقيقية للقطاع الزراعي، حيث فتحت آفاقاً لأكثر من 60 شاباً وشابة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع مبتكرة ، مضيفا أن العديد من هؤلاء الشباب قد أصبحوا الآن رواد أعمال يعملون في مجالات الزراعة المائية والاحيائية والزراعة الهوائية، بالإضافة إلى تقنيات حديثة مثل “إنترنت الأشياء” و”البلوك تشين”، حيث يقوم بعضهم بتصدير منتجاتهم وحلولهم الذكية إلى أوروبا وأفريقيا ودول الخليج.
وأضاف أن دور المركز الوطني للبحوث الزراعية يتمثل في احتضان هذه الأفكار وتقديم الدعم والتوجيه، معتبراً أن الشباب الذين انطلقوا من القطاع الخاص جلبوا معهم تقنيات مبتكرة قد لا يكون المركز متمكناً منها في القطاع الزراعي .
ولفت حداد إلى أهمية استحداث مكتب دائم للعديد من المؤسسات الدولية مثل منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) في الأردن، وهو ما يعزز التعاون الدولي لدعم القطاع الزراعي الأردني وفتح المزيد من الفرص أمامه لتحقيق التنمية المستدامة.