حراك انتخابي نشط بالمحافظات ومتواضع في عمان
بخلاف العاصمة عمان، بدا الحراك الإنتخابي لمجالس البلديات نشطاً في مدن وقرى الأطراف، وتشهد عدة محافظات إجتماعات يومية في المقار الإنتخابية التي تكتظ بالمؤازرين والزوار.
في حين ما يزال الحراك الانتخابي هادئاً إلى حد بعيد في عمان، وقصُر العمل على تعليق اليافطات وتوزيع البطاقات الشخصية للناخبين في بعض المحلات التجارية النشطة مثل صالونات الحلاقة والبقالات الكبيرة، وربما «الاشتباك الناعم» مع القواعد الانتخابية الضيقة من دائرة المؤازرين وأبناء الحي الواحد أو العائلة الواحدة والمقربين.
وما دون ذلك، لم تشهد العاصمة عمان حراكاً واشتباكاً بين المترشحين وعموم جمهور الناخبين في الدائرة الأوسع، باستثناء قلة قليلة، أو باستثناء الإجتماعات التي تعقدها بعض العائلات الكبيرة بهدف فرز مرشح واحد، إما عن طريق الانتخابات الداخلية أو التداول بين أفرادها، بهدف الاستقرار على اسم واحد لتقوية فرص الفوز بالمقاعد المقررة.
في المحافظات، الدوافع الانتخابية تختلف عنها في عمان، حيث تلعب العشيرة الدور الأبرز في فرز أعضاء البلديات، التي تكتسب أهمية كبرى باعتبارها مؤسسات تفرز أهم قادة المجتمع المحلي.
كما يكرس الفوز بالمجالس البلدية في المحافظات ومدن الأطراف، حضور العشيرة ومكانتها وقوتها، والإبقاء على إسمها متداولاً على المستوى المحلي والوطني وهو ما يعتبر في كثير من الاحيان هدفاً بحد ذاته.
وبدأت العشائر في مدن الأطراف، فرز الأشخاص الأكفياء القادرين على تحقيق برامجهم الإنتخابية من خدمات تحتاجهم تجمعاتهم، بالإضافة إلى البعد العشائري الذي يلعب دورا حاسماً.
في عمان الدوافع الانتخابية مختلفة، فعلى رغم أن كثيراً من الناخبين ما زالوا يصوتون على أسس عشائرية وجهوية ومناطقية، إلا أن الأسس المصلحية تلعب دوراً كبيراً بهدف فرز الشخص القادر على تحقيق مصالح السكان المحليين، في حين يلعب الناخبون المؤثرون من قيادات المجتمع الاقتصادية والسياسية دوراً مهما في دعم مرشح بعينة.
يقول اسماعيل الحميدي ، أن مدينة معان تشهد حراكاً إنتخابياً نشطاً، يتجلى من خلال الإجتماعات واللقاءات والتكتلات الحراكية التي عادة ما تشتد في ساعات المساء.
ويضيف أن المقرات الإتخابية تشهد توافداً لافتاً للعام الحالي من قبل الناخبين، في حين يلاحظ في المدينة فعالية الحراك الإنتخابي من خلال المركبات التي توشحت بصور المرشحين، التي تجوب المدينة ليل نهار، إضافة إلى اللقاءات اليومية في الدواوين العشائرية.
في حين يقول سامر الأسعد سكان مدينة أبو نصير، أن الانتخابات بشكل عام ما تزال هادئة، إلا أن المرشحين الذين أعلنوا عن انفسهم هم في معظمهم من الشخصيات المعروفة على المستوى المحلي والذين يعرفهم عموم الناخبين.
وبين أن الحراك الانتخابي بشكل عام ومع الجماهير من خلال الخطابات والتوجه للجماهير لا يزال ضعيفا، إلا أنه أضاف « الكثير من الناس المعنيين حسموا قرارهم بالفعل».
فيما يرى ناخبون، من تجاربهم السابقة، بأن الانتخابات تفرز أحيانا كثيرة أشخاصاً يهتمون بأنفسهم فقط وأن الناخبين يساعدونهم في الوصول إلى طموحاتهم الشخصية فقط.
في الأثناء، لم يقرر الكثيرون بعد المشاركة من عدمها ، فيما حسم آخرون أمرهم بعدم المشاركة في الانتخابات، وهو ما قاله محمد الساكت من سكان ماركا الشمالية «لا أعرف لماذا يتوجه الناس إلى صناديق الاقتراع، لا أرى أي تغيير على أرض الواقع بعد انتهاء الانتخابات».