حركة تنزه نشطه وممارسات سلبية يتبعها المتنزهين مع الاشجار
مع بدء قرب حلول فصل الصيف، مع ما يترافق ذلك من تزايد في مساحات الأعشاب الجافة.. يحذر سكان وناشطون بيئيون في محافظة عجلون من “خطر تزايد” حرائق الغابات، وخصوصا أن أعداد المتنزهين والزائرين للمحافطة في تزايد العام الحالي مقارنة بالأعوام الماضية، مطالبين الجهات المختصة بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة بشكل مبكر، والتي تشتمل على تشديد الرقابة على أماكن التنزه وتكثيف حملات التوعية بضرورة المحافظة على البيئة والتعامل بشكل سليم مع أدوات التنزه وأماكنها.
ويقول هؤلاء السكان والناشطون إن اقتراب موسم جفاف الأعشاب “يشكل تحديًا كبيرًا أمام الجهات المعنية، في مواجهة حرائق الغابات، لما تشكله من عامل مساعد في سرعة انتشارها، خاصة بالمناطق الوعرة والتي يصعب وصول سيارات الإطفاء إليها.
ويؤكد عيسى خطاطبة “أن الحاجة أصبحت ماسة لايجاد خطط وبرامج توعوية متنوعة بهدف حماية الغابات من التعدي والحد من حرائق التي تكثر في فصل الصيف”، مطالبا الأجهزة المعنية ببذل جهود جدية ومبكرة، خصوصًا خلال الفترة المقبلة والتي تبدأ معها جفاف الأعشاب، ما يشكل عاملًا مساعدًا في سرعة انتشار الحرائق.
ويوضح أن الاستعدادات الجيدة تتطلب زيادة بأعداد الطوافين، وتوفير خزانات تجميع المياه بين الغابات للاستعانة بها عند الضرورة، فضلا عن ضرورة التركيز على توعوية المتنزهين والزائرين والتأكيد عليهم عدم ترك النار مشتعلة أثناء وبعد التنزه.
من جهته، يؤكد المواطن أوس القضاة أن ارتفاع أعداد المتنزهين والزائرين العام الحالي، والتي وصلت إلى رقم غير مسبوق
سيكون “سببا في رفع خطر نشوب الحرائق جراء ترك بعض المتنزهين والزائرين النيران مشتعلة بعد الانتهاء من تنزههم، إضافة إلى الحرائق المتعمدة من قبل مافيات التحطيب”، داعيا إلى ضرورة تكثيف دوريات الزراعة والبيئة بمواقع التنزه لتوجيه الزوار
وتوعيتهم بضرورة التأكد من إطفاء النيران قبل مغادرتهم مواقع التنزه، والعمل على إيقاع العقوبات الرادعة بحق الأشخاص الذين يتم ضبطهم متورطين بافتعال الحرائق أو التقطيع.
يذكر أن كوادر مديريتي الدفاع المدني والزراعة في محافظة عجلون تمكنت مؤخرا من إخماد حريق شب على مساحة دونمين من الأشجار الحرجية في منطقة وادي الطواحين بلواء كفرنجة.
ويؤكد مدير زراعة المحافظة المهندس رائد الشرمان أنه تم السيطرة على الحريق الذي أتى على العديد من الأشجار الحرجية وتسبب بشفط عدد آخر من أشجار اللزاب، بحيث أثمرت الجهود السريعة في التعامل مع الحريق من منع انتشاره في باقي المنطقة الكثيفة بالغابات الحرجية.
وبين أن التحقيقات أكدت أن أسباب الحريق “ترجع إلى نيران مشتعلة تركها متنزهون بعد مغادرتهم الموقع”، داعيا الزوار والمتنزهين إلى التقيد بأسباب السلامة وعدم ترك النيران مشتعلة لدى مغادرتهم المكان. بدورهما، يطالب الناشطان البيئيان ثابت المومني وسمير الصمادي بتنظيم حملات لإزالة الأعشاب الجافة في مواقع التنزه وعلى جوانب الطرق، مؤكدين أن بقائها هكذا “يعد وقودا مجانيا لافتعال الحرائق يصعب من عملية السيطرة عليها”.
وأشارا إلى أهمية تعزيز الإمكانات البشرية والآلية للجهات المعنية كالدفاع المدني والإدارة الملكية لحماية البيئة ومديريتي الزراعة والأشغال العامة وتشكيل فرق تطوعية لإزالة الأعشاب الجافة من مواقع التنزه، وتوفير المرافق الضرورية للمتنزهين والزائرين، تكون مجهزة باللوازم التي يحتاجها الزائر في رحلته أو تنزهه، موضحين أن يعد عاملًا مساعدًا في حماية الغابات وسرعة السيطرة على الحرائق وقت اندلاعها.
من ناحيته، يؤكد مدير دفاع مدني المحافظة العقيد هاني الصمادي أن المديرية وضعت خطة تشمل الإجراءات المتبعة في الدفاع المدني لمكافحة حرائق الغابات وكيفية التعامل معها للحد من أضرارها على الثروة الحرجية، معربًا عن أمله أن يكون معدل الحرائق في العام الحالي أقل من سابقيه، قائلا إنه سيتم التركيز على توعية المواطنين والزوار والمتنزهين بضرورة أخذ الاحتياجات اللازمة أثناء عملية التنزه.
ويشير إلى وجود خطط وجهود تشاركية يتم اتخاذها سنويا بالتعاون والتنسيق مع مديريات الزراعة والإشغال والبلديات والبيئة والإدارة الملكية لحماية البيئة ومجلس الخدمات المشتركة، لحماية الغابات من خلال تأمين العناصر المؤهلة والمراكز المجهزة بالمعدات اللازمة وتفعيل مساهمة المواطنين.