حوارية عن دور المجتمع في تعزيز التشاركية مع التربية والتعليم
الطفيلة – انجاز- رافت احمد
دارت حوارية في مدينة العين البيضاء، حيال ادوار مؤسسات المجتمع المدني في رسم علاقة ايجابية مع مع التربية والتعليم في الاردن، على قاعدة من التشاركية.
وشارك ممثلون من مؤسسات وهيئات مختلفة في الحلقة التي قدم فيها ائتلاف زوبر التطوعي درعا لمدرسة العين البيضاء الثانوية للبنين، تقديرا لدورها تأصيل مفهوم العلاقة مع مؤسسات المجتمع المدني، ولدورها في تربية وتعليم أبناء المنطقة على امتداد قرابة تصف قرن
وقال رئيس الائتلاف الصحفي غازي العمريين، أن من ادوار مؤسسات المجتمع المدتي، بناء شراكة حقيقية مع مؤسسات التعليم، الي تصنع شكل وثقافة المجتمع
ولفت الى إن الحديث عن التربية والتغير الاجتماعي والعلاقة بينهما حديث ليس بالجديد فـهو حديث الرسالات السماوية والحركات ألتغييريه والحضارات كل ّ ظل بحاجة إلى تأصيل هذه العلاقة ، فالتربية حجر الزاوية في تكوين الفرد حتى يصل إلى التراكمية ّفي شخصيتة التربوية بجوانبها المختلفة وعلى قدر المدخلات التربوية ، وبما أن التربية تستهدف الفرد لتعيد تشكيله فكريا وتكوينه عمليا ّ ليساهم مع الآخرين في صناعة واقع جديد يؤثر ُ في توجهات المجتمع ومستقبله .
واشار د. أحمد القرارعه، استاذ المناهج والتدريس في جامعة الطفيلة التقنية، راعي الحلقة، الي التحولات التي تطرأ على بنية المجتمعات، خاصة النائية منها، تبدأ بعالم الأفكار عند الإنسان وفق عملية، كلما تعمقت وتأصلت، تتم من خلال إحلال أفكار ايجابية تؤسس لثقافة جديدة في المجتمع تدفع إلى إحداث هذا التغير المطلوب .
ولفت الى أن التربية هي العمود الفقري للثقافة، التي هي روحها، وكلاهما لا يستطيعان العيش بمعزلٍ عن الأخر، لأن التربية ليست فقط سلوك مكتسب يقود إلى تبني مفهوم الثقافة للمتعلمين على مقاعد الدراسة فحسب بل هي سلوك وطريقة تفضي الى بناء التصورات النظرية والعملية في الحفاظ على هوية مجتمعاتهم من الانصهار بفعل تأثيرات إصلاحية يراها البعض بأنها خلاص المجتمع من القيم والعادات والتقاليد البالية يحسبونها سرّ تخلفهم وتراجعهم
واكد مدير الصندوق الاردني الهاشمي علي البداينه على إن سر تقدم أي مجتمعٍ من المجتمعات هو الإيمان العميق بأهمية الثقافة لديهم عبر فهم الطرائق والأساليب التربوية الناجحة التي تقود بهم إلى الحفاظ على هويتهم وعراقة مجتمعاتهم وبلدانهم من التآكل والاندثار.
وقال ان هذا لن يتم إلا بالتعاون المشترك بين جميع أفراد المجتمع الواحد ومؤسسات الدولة المختلفة، وأن يأخذوا على عاتقهم بأن العولمة الثقافية لن تكون بديلاً أساسياً عن هويتهم وثقافتهم وعاداتهم حتى وإن اظهرت الوجه الحسن إلا أنها تخفي النوايافي استئصال جذور الثقافة واستبدالها بثقافة جديدة تحت شعارات وهمية لا طائل من ورائها .
ويشير تعبير “المجتمع المدني” في سياق التعليم للجميع، وفق مدير صندوق التنمية والتشغيل أحمد القطامين، إلى جميع الجمعيات غير الحكومية وغير الساعية للحصول على الربح المشاركة في العملية التعليمية.
ويشمل – كما يرى – مجموعات مثل شبكات الحملات، ونقابات المعلمين، والمنظمات الدينية، والروابط المجتمعية، والجمعيات التطوعية، والهيئات المهنية، والمنظمات الطلابية، ومعاهد وشبكات البحوث، والحركات الاجتماعية، وغيرها
واقترح المفتش في مؤسسة الضمان الاجتماعي، بشار العمريين، أن تشكل منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية شبكات للترويج والضغط وتبادل المعلومات، وتمارس أنشطتها على الصعيدين الوطني والدولي. وتضم المجموعات الرئيسية كلاً من المشاورة الجماعية للمنظمات غير الحكومية بشأن التعليم التعليم للجميع لاجل والحملة العالمية
وأدى النموّ السريع في شتى المجالات المعرفية، وفق مدير برامج الوكالة الامريكية للتنمية في الطفيلة عمر الداودية، إلى عدم جدوى بعض المعارف لفترة طويلة، أي انها لم وما يصاحبها من المهارات التي يتعلمها الطلبة قابلة للاستخدام والتطبيق لفترة طويلة في المستقبل، كما إنّ الفترة الزمنية التي يقضيها الطالب في التعليم (مهما طالت) غير كافية ليتعلم خلالها كل المعارف والمهارات المطلوبة لأنها تتطور باستمرار وبمعدل أسرع من المعدل الذي تسير به عمليات تطوير النظم التربوية – حتى عندما يكون هناك تطوير –
أي أن الفرد بحاجة إلى تحديث رصيده من المعلومات والمهارات بشكل مستمر، وهذا يتطلب أن تتحول عمليات التعليم إلى التركيز على أساليب ومهارات الحصول على المعرفة من مصادرها المتنوعة وكيفية توظيفها والاستفادة منها لتطوير عملية التعلم الذاتي
وقال د. طارق الضروس الناشط السياسي، في لحلقة النقاشية، ان مفهوم العولمة يتلخص في انه نتيجة التقدم المستمر في تكنولوجيا التواصل لم يعد للبعد الجغرافي تأثيرا في عزل الدول عن بعضها البعض، وأصبح العالم كوحدة صغيرة متشابكة الأطراف حتى أصبح للمشكلات سمة العالمية، وأنّ التغيير في بيئة الإنسان التعليمية من المحلية إلى العالمية بات واضحا في ظل هذا المفهوم، وظهر ذلك جليا في الاختبارات الدولية للعلوم والرياضيات والتخصصات الطبي
والتسلسل أو التصنيف الدولي لمستوى التعليم وجودته
والاختبارات المعيارية لبعض المهارات العلمية وغيرها
وتسائل مدير اقليم الجنوب في البنك العربي الاسلامي رياض الهواملة، عن مدى اعداد طلبتنا ليكونوا بمستوى مفهوم عالمية التعليم ؟
وهل يمكن لكليات التربية والتربية الأساسية أن تصل بمخرجاتها للقيام بهذا الدور الحيوي؟ وهل هي المعنية بالموضوع أم توجد جهات أخرى تساهم في هذه المهمة؟
في تأكيد على ادراك الجميع لظروف المنطقة التي أثرت بشكل كبير على جميع مفاصل الحياة ومنها العملية التعليمية، وبالرغم من الجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم والآليات التي استخدمتها في تطوير ورفع مستوى أداء الهيئات التدريسية لديها، وكل ما بُذل من جهود في هذا المجال ، إلاّ أنّ ذلك لم يؤثر بشكل ملموس في قطاع التعليم العالي، بسبب عدم تركيز تلك الجهود في تخصص معين وتشتته في اختصاصات مختلفة، كذلك بسبب عدم اجراء تقييم حقيقي للمدرسين بعد تدريبهم وعدم إيلاء عملية التدريب أي اهمية ، ناهيك عن شحة الموارد المالية المخصصة لكل هذه الأنشطة.
والى جانب اشاراته الى التعليم في العين البيضاء، ودور الثانويات للبنين والبنات والمدارس الاساسية في دعم حركة التعليم نحو بناء الجيل، فقد اشار مدير ثانوية البنين رائد القطامين الى ومضات في المسيرة التربوية منها مبادرة التعليم الأردنية التي تعد مؤسسة غير ربحية أنشئت عام ٢٠٠٣ برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني وهي الآن إحدى المؤسسات التابعة لمؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية.
ولفت الى انها تدعم مبادرة التعليم الأردنية للمدارس من خلال تنفيذ الدمج التربوي الفعَّال للأدوات والموارد الإلكترونية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم. فهي تعمل على تزويدها للمعلمين من أجل إيجاد بيئة تعليمية مُستدامة مواتية للتعليم في الالفية الجديدة، ما يتيح للطلاب أن يصبحوا مواطنين من ذوي المهارات في اقتصاد المعرفة.
وتقوم هذه المبادرة وفق القطامين، على تحقيق هذا الهدف من خلال النموذج التعليمي لمبادرة التعليم الأردنية المعمول به في المدارس، ودمج التكنولوجيا بشكلٍ كُلّي في كل مدرسة كوحدة واحدة.
وعلق ثانية الدكتور القرارعة، على ، نشأة الهيئات الثقافية والدينية والخيرية والرياضية في الاردن في وقت مبكر الا انها ظلت محكومة بالسقف الرسمي وبعيدة عن المفهوم الحديث لمؤسسات المجتمع المدني .
وأشار الى التحول الديمقراطي والانفراج السياسي الذي اتاح توسعاً متزايداً للهيئات والمؤسسات الاهلية العاملة في حقول مختلفة، التي قال انها تمثل شكلا جديدا من الروابط بين الافراد والمجتمع، لكن الكوابح والمعيقات الذاتية والموضوعية تجعل ازدهار الاشكال الجديدة من الروابط دون الطموح بكثير، وهناك العديد من الهيئات المسجلة دون أي وجود حقيقي، كما ان الاشراف والتدقيق لمنع التكسب والفساد تحت عنوان العمل العام يعاني من ثغرات كبيرة .
وبين رئيس الائتلاف ان تراجع دور الدولة كراع ومسؤول في كافة الميادين يفرض دوراً متناميا لمؤسسات المجتمع المدني ، والتحولات المتسارعة على الصعيد الاقتصادي تفرض كذلك ادوارا جديدة للاطراف الاجتماعية على قاعدة التكامل والتوازن والشراكة .
ولفت الى ان خفض الدعم وتحرير الاسعار واطلاق المنافسة يملي دوراً مباشراً للهيئات الاهلية التي تمثل مصالح واحتياجات مختلفة مثل جمعيات الدفاع عن المستهلكين او مكافحة التلوث ، وان جزءاً من الموارد الاقتصادية يجب تدويره لتعزيز دور هذه الهيئات ووظائفها الحيوية
وفي ختام الحوارية، أكد الحضور على أهمية هذه اللقاءآت الفكرية، التي تعزز من دور مؤسسات المجتمع المدني في بناء جسور من التواصل لجهة شراكة فعلية، تضع الافكار والرؤى المهمة على طاولة النقاش، لمصلحة مجتمعاتنا المحلية.