إنجاز-أسامة القضاة
في الشمال وعلى بعد 12 كيلومترًا من مدينة كفرنجة، تبرز منطقة دحوس كأحد الكنوز الزراعية التي تزدهر بالمحاصيل المتنوعة والطبيعة الخلابة، إذ تمتد هذه الرقعة الخضراء على مساحة 5000 دونم، وتُعد نموذجًا للتكامل بين الأرض الخصبة والمناخ المعتدل الذي يمنحها ميزة تنافسية فريدة في القطاع الزراعي.
تزخر دحوس بإنتاج وفير يعكس جهود المزارعين ووعيهم بأهمية الزراعة المستدامة، كما تشهد المنطقة نشاطًا متناميًا في تربية النحل وإنتاج العسل، إلى جانب تبني نظم ري حديثة تعزز جودة المحاصيل وتدعم قدرتها على دخول الأسواق المحلية والخارجية.
من جهته، أكد مدير زراعة كفرنجة الدكتور محمد المومني أن منطقة دحوس تُعد من المراكز الزراعية المهمة في شمال المملكة، لما تتمتع به من إنتاج وفير وتربة خصبة، مشيرًا إلى أن المديرية تعمل على دعم المزارعين من خلال برامج إرشادية وتوفير الشتلات، إلى جانب تشجيع الزراعة المستدامة وتبني نظم الري الحديثة، خصوصًا في ظل التحديات التي يفرضها تغيّر المناخ.
وشدد المومني على أهمية تعزيز دور المرأة والشباب في القطاع الزراعي، لما لهم من أثر كبير في دفع عجلة التنمية الريفية والاقتصادية في محافظة عجلون.
بدوره، أوضح المزارع محمود فريحات أن زراعة الزيتون والحمضيات والأسكدنيا تُعد العمود الفقري للإنتاج الزراعي في دحوس، لافتًا إلى أنه يتم تصدير نحو 70 إلى 80 طنًا يوميًا من ثمار الأسكدنيا خلال موسم الحصاد، ما يعكس القيمة الاقتصادية الكبيرة لهذه الزراعة.
المزارع أحمد الناجي، أشار إلى أن دحوس تشتهر بزراعة أصناف متعددة من الأسكدنيا، مثل “المضلعة” و”ثم السمكة”، إضافة إلى أصناف حديثة كـ”الإنجاص”، إلى جانب زراعة الليمون، والزيتون، وأشجار القشطة والمانجا، ما يعزز التنوع الزراعي ويزيد من القيمة السوقية للمحاصيل.
أما المزارع عربي فريحات، بيّن أن المناخ المعتدل الذي تتمتع به دحوس جعلها بيئة مثالية لتربية النحل، مشيرًا إلى أن إنتاج العسل شهد بعض التراجع نتيجة التغيرات المناخية، حيث انخفض من طن سنويًا قبل 10 سنوات إلى نحو ربع طن في الوقت الحالي.
وقال المزارع منتصر عنانزة إن الاعتماد على مياه الينابيع الطبيعية في ري المحاصيل يُعد من أبرز ما يميز الزراعة في دحوس، إذ يمنح المنتجات جودة عالية ويُعزز قدرتها التنافسية في الأسواق المحلية والخارجية، مؤكدا أن المزارعين في المنطقة يواصلون جهودهم في تطوير تقنيات الزراعة وتعزيز استدامة الإنتاج رغم مختلف التحديات.