لقاء يناقش تداعيات الحرب التجارية والتكنولوجية بين أميركا والصين
د. العناني: التراجع الاقتصادي في العالم قد يؤدي إلى كساد كبير وربما حرب عالمية جديدة
د. العناني: حرب العملات تتركز حالياً في الدولتين الأعظم اقتصادياً في العالم
د. أبوحمور: الصراع بين القوتين ينعكس بتأثيرات مختلفة على العالم ومنه المنطقة العربية
د. أبوحمور: انخفاض النمو الاقتصادي العالمي يتطلب اتخاذ الاحتياطات بإعادة العمل العربي المشترك
ألقى د. جواد العناني نائب رئيس الوزراء الأسبق للشؤون الاقتصادية والرئيس السابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي عضو منتدى الفكر العربي، محاضرة في المنتدى مساء يوم الثلاثاء 20/8/2019 حول الحرب التجارية والتكنولوجية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، شرح فيها تطورات هذه الحرب ونتائجها وتأثيرها على النمو في الاقتصاد العالمي والتوقعات بشأن حصول تراجع اقتصادي قد يتحول إلى كساد كبير، وربما بداية حرب عالمية جديدة.
أدار اللقاء د. محمد أبوحمور وزير المالية الأسبق والأمين العام لمنتدى الفكر العربي، الذي أشار في كلمته التقديمية إلى أن تناول موضوع الحرب التجارية والتكنولوجية بين أعظم قوتين اقتصاديتين في العالم المعاصر، أميركا والصين، له جانب يتعلق بالتثقيف النوعي في مسائل ذات طبيعة اقتصادية فنية متخصصة لها انعكاساتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على المستوى العام، مثل التعريفات الجمركية التي لجأ كل طرف لفرضها على المستوردات من منتجات الطرف الآخر في هذه الحرب، والتنافس على التفوق التكنولوجي ، وحرب العملات، وغيرها. وقال د. أبوحمور: إن الصراع بين القوتين ينعكس بتأثيرات مختلفة على العالم ومنه المنطقة العربية التي تعاني من ارتدادات لأزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية متشابكة مع بعضها بعضاً. وأضاف مشيراً إلى تقارير دولية عن التأثيرات على استقرار الاقتصاد العالمي وتأثر الاقتصادات الناشئة: أن هناك توقعاً بانخفاض النمو الاقتصادي العالمي من 3% إلى 2,9% في العام الحالي، مما سينعكس في تراجعات بمعدلات التجارة الدولية والتصنيع والاستثمار ومؤشرات الأسواق المالية والبورصات، الأمر الذي يتطلب الوعي واتخاذ الاحتياطات للتخفيف من أضرار ذلك ما أمكن ومن خلال إعادة التنسيق والتعاون العربي المشترك.
ومن جهته بيّن د. جواد العناني في محاضرته أن حرب العملات تتركز حالياً في الدولتين الأعظم على جانبي المحيط الهادىء، وهما الولايات المتحدة والصين، وقد بدأت الحرب بينهما حين بدأت الولايات المتحدة تحث الصين على رفع سعر صرف عملتها اليوان مقابل الدولار حتى يتحسن الميزان التجاري الأمريكي مع الصين. وقد ظهرت خلال السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة كتب متعددة عن حرب العملات. ومن أهمها كتاب “حرب العملات” للاقتصادي الصيني سونج هونغ بينغ عام 2007، وكتاب “حرب العملات: إنتاج الأزمة العالمية القادمة” لمؤلفه الأمريكي جيمس ريكاردز عام 2011، وكتاب جيفري لي لين فوريست بعنوان “حرب العملات: الهجوم والدفاع من خلال التفكير المنهجي” عام 2017، إضافة إلى مئات المقالات المنشورة بلغات مختلفة.
وقال د. العناني: إن الصين سعت لجعل عملتها قابلة للتحويل لكي تخرج من تحت الهيمنة النقدية للدولار على الأسواق المالية الدولية. وقد طالبت الصين صندوق النقد الدولي لكي يعتبر عملتها عملة دولية قابلة للتمويل وقد حصل. وبعد الهزة الاقتصادية الكبرى عام 2008، بدأت تظهر مبادرات دولية جريئة تطالب باستبدال الدولار بعملة دولية جديدة مثل الـ “اس دي آر” أو حقوق السحب الخاص. وأصدرت الأونكتار تقريراً يطالب بذلك عام 2010، وتبعه تقرير للأمم المتحدة عام 2011 من نيويورك يقول إن العالم لا يمكن أن يستمر في تمويل تجارته العالمية معتمداً على العجز في الميزان التجاري الأمريكي، والعجز في الموازنة الأمريكية والذي يموَّل عن طريق إصدار أوراق نقدية أمريكية.
وبعد تولّي الرئيس دونالد ترامب السلطة في الولايات المتحدة، بدأت الحرب التجارية مع الصين، التي طالبها ترامب كذلك بتعويضات عما اعتبره انتهاكات لحقوق الملكية الفكرية الأمريكية في مجال تكنولوجيا المعلومات، وصنع الهواتف الذكية، وبناء المنصات الإلكترونية، وفي مجالات الطاقة المتجددة، والفضاء، والأدوية، وغيرها.
وأشار د. العناني إلى الزيادة الحادة في الطلب على الذهب مما رفع سعره إلى 1500 دولار للأونصة الواحدة من الذهب الصافي، وأيضاً اشتد الطلب على الأوراق المالية متغيّرة الأجل مقابل أسعار فائدة أعلى، مما جعل منحنى العائد مقلوباً، فالمنطق أن يكون سعر الفائدة أو المردود على الأوراق المالية طويلة الأجل أكبر من قصيرة الأجل. وهذا المنحنى المقلوب يسبق بسنة أو سنتين حصول تراجع اقتصادي كبير.