الشرق الأوسط من الماضي إلى الحاضر في محاضرة لمؤرخ تركي في منتدى الفكر العربي
د. أورتايلي: تطوير التعاون والعلاقات المتينة بين الأردن وتركيا لدعم الاستقرار والحلول لأزمات المنطقة
د. أورتايلي: ضرورة دراسة التحديات الثقافية والبحث عن المزيد من المشتركات بين العرب والأتراك
د. أبوحمور: ضرورة الاستمرار في الحوار العربي التركي والاستفادة من التجربة التركية في التنمية والإصلاح
د. أبوحمور: نتطلع إلى مزيد من التبادل التجاري والاستثمارات بين الأردن وتركيا
عمّان– استضاف منتدى الفكر العربي في لقائه مساء الأحد 25/2/2018 المؤرخ التركي البروفسور إلبير أورتايلي أستاذ التاريخ في جامعة أنقره، في محاضرة تناول فيها النسيج السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي المشرقي من الماضي إلى الحاضر، مشيراً إلى موقع تركيا ودورها في منطقة الشرق الأوسط، وعلاقاتها بالعالم العربي، والتطورات في ضوء تداعيات الأزمة السورية. كما تحدث عن دور تركيا والأردن في الجهود الساعية إلى إحلال السلم والاستقرار في المنطقة.
أدار المحاضرة وشارك فيها الأمين العام للمنتدى د. محمد أبوحمور، ونُظمت بالتعاون مع مركز يونس إمره الثقافي التركي في عمّان متزامنة مع الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الأردن وتركيا، وقد حضرها السفير التركي في عمّان السيد مراد قره كوز ومجموعة من المثقفين العرب والأتراك وأعضاء في السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي.
وقال د. محمد أبوحمور في كلمته التقديمية: إن ما يربط بين تركيا والبلدان العربية علاقات تاريخية ومشتركات ثقافية، فضلاً عن الانتماء إلى منطقة جغرافية واحدة وإلى حضارة واحدة هي الحضارة الإسلامية بمساهماتها العظيمة. وأضاف: إننا نسعى معاً إلى تشخيص الأوضاع ومستقبلها بشكل واقعي وعقلاني، الهدف منه تقوية إمكاناتنا المشتركة للوصول إلى مستقبل آمن لشعوبنا واستعادة المشرق لمكانته الطبيعية المؤثرة في المجتمع الدولي، على أساس التعاون والتكافؤ. كما أكد أهمية استمرار الحوار العربي التركي في مختلف المجالات والذي كان منتدى الفكر العربي ورئيسه سمو الأمير الحسن بن طلال أول من بادر لتأسيسه؛ مشيداً بالتجربة التركية في الإصلاح والنهوض الاقتصادي التي جعلت تركيا من أعلى الدول في معدلات النمو وأهمية الاستفادة من هذه التجربة، ومشيداً كذلك بتميز العلاقات الأردنية التركية وتقارب وجهات النظر، ومعرباً عن التطلع إلى مزيد من التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
ومن جهته، قدّم البروفسور أورتايلي تحليلاً حول أثر التنمية الإقليمية على المنطقة بشكل عام، وفي الأردن وتركيا بشكل خاص؛ مشيراً إلى سبل ووسائل تعزيز تطوير التعاون في المشرق، مع التركيز خصوصاً على تعزيز العلاقات المتينة بين الأردن وتركيا، بما في ذلك الجهود المشتركة لدعم التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.
وبيّن أورتايلي أهمية دراسة وتشخيص التحديات الثقافية والبحث عن المشتركات بين العرب والأتراك، موضحاً أن التحديات السياسية والثقافية والدور الأمريكي في الشرق الأوسط لها تأثيرات واضحة في التداعيات، وخاصة في ظل السياسات والقرارات الأخيرة للإدارة الأمريكية بشأن القدس.
وعن الدور التركي في المنطقة، قال البروفسور أورتايلي: إنه كان لا بد لتركيا أن تنشط وتفعل دورها في ضوء الصراعات التي تدور حولها، حيث إن الجميع في الشرق الأوسط ضد الخيار العسكري، ولكن هناك صمت في نفس الوقت إزاء ذلك، وهناك عملياً محاولات للتقسيم وفقدان للحقوق المدنية المتساوية، مما ساعد في نشوب الصراعات.
وحول الدور التركي في استقبال اللاجئين السوريين والهجرة إلى تركيا طلبًا للحماية، أكد البروفسور أورتايلي أن تركيا تحاول مساعدة سوريا لبناء مجتمع جديد وحل المشكلات الناشئة عن طبيعة الصراع، حيث ركز على البعد الاجتماعي والجغرافي في هذا الصدد، مشيراً إلى دور التعاون بين تركيا وجوارها العربي والأردن للتوصل إلى حلول عملية في هذا المجال.