بقلم: الدكتور تحسين شرادقه اهداء الى سيدي حضره صاحب الجلاله الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم القائد الاعلى للقوات المسلحه الاردنيه الباسله في هذا اليوم 21/آذار من كل عام تحتفل المملكه الاردنيه الهاشميه بذكرى عزيزه على قلب كل اردني بهذه المناسبه نرفع الى مقام سيد البلاد حضرة صاحب الجلاله الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم والى ولي عهده الامين الامير الحسين بن عبدالله حفظهم الله ورعاهم بمناسبه مرور الذكرى الثالثة والخمسين بمعركه الكرامه الخالده . في مثل هذا اليوم في تمام الساعه الخامسه والنصف (ساعه الصفر)قامت قوات العدو الصهيوني بالهجوم على طول واجهة نهر الاردن أي الجبهة الاردنيه بقوات عدوانيه كثيفه مؤلفه من لوائين دروع ولواء مشاه آلي ولواء مظليين واربع ءكتائب مدفعيه مسانده ولواء محمول جوا مظليين واسراب من الطائرات المقاتلة بالرغم من ان قواتنا الباسله لا تمتلك القوة الكافية لصد هذا العدوان ولكن التنظيم والتدريب والمعنويات العالية والخندقة والايمان بالله كانت عامل من عوامل النصر بأذن الله. كانت النسبه ٥/١ حسب ميزان القوى العسكرية قامت قوات العدو بالهجوم المدرع بالدبابات على طول الواجهة متقدمه من خلال اربعة محاور . ثلاثه رئيسه ومحور تضليلي. وهي كما يلي : المحور الاول محور العارضة ويأتي من جسر الامير محمد (دامية)الى السلط المحور الثاني محور وادي شعيب ويأتي من جسر الملك حسين ويمتد الى الشونه الجنوبيه ومنها الى السلط المحور الثالث ومحور سويمه وياتي من جسر الامير عبدالله الى غور الرامه ثم ناعور ومنها الى عمان المحور الرابع محور الصافي ويمتد من الغور الصافي الى الكرك عبرت القوات الاسرائيليه هجومها من عدة محاور واستخدمت التجسير وتحت غطاء جوي كثيف فتصدى لها الجيش الاردني على طول جبهة القتال من الشمال الى الجنوب وأبلى بلاءاًحسناً وحاولت القوات الاسرائليه ان تجد لها موطىء قدم على ارض شرقي نهر الاردن باحتلال مرتفعات السلط وتحويلها الى حزام امني للكيان الصهيوني بقصد المساومة عليها لتحقيق اهدافها بتوسيع حدودها وكذلك ضمان الأمن والهدوء على خط وقف اطلاق النار وزعزعة الروح المعنوية والصمود عند السكان المدنيين وارغامهم على النزوح من أراضيهم . استمر القتال بين الطرفين الاردني والصهيوني قرابه ست عشرة ساعه متواصلة وخسرت اسرائيل معظم دباباتها وآلياتها وعدد كبير من القتلى مما اضطرت اسرائيل الى وقف اطلاق النار من جهات دوليه ومن الاردن مباشره الا ان جلاله القائد للقوات المسلحه الملك المرحوم الحسين بن طلال قال بالحرف الواحد انه لا تتم عمليه وقف اطلاق النار ما دام جندي اسرائيلي شرق النهر . اضطرت اسرائيل الى الانسحاب الفوري من الاراضي الاردنيه تاركين ورائهم ولاول مره خسائرهم ومعداتهم وقتلاهم في ارض المعركة دون ان يتمكنوا من سحبهم معهم تاركين ورائهم الخزي والعار والذل دون تحقيق اي هدف من اهدافهم المرسومه . نستذكر اليوم قائد النصر في يوم الكرامه المغفور له جلال الملك الحسين بن طلال ونستذكر قائدنا المعزز جلاله الملك عبدالله الثاني بكل اعتزاز وفخر . لقد قدم نشامى الجيش الاردني الباسل صوره ناصعه في يوم الكرامه تجعلنا نفتخر بهذا الانجاز التاريخي العظيم الذي سطرته قواتنا المسلحه الباسله وان هذه الذكرى جسدت قيم الولاء والانتماء والتضحيه والفداء والوفاء لقيادتنا الحكيمه وبكل اعتزاز ستبقى جزءا من تاريخنا العسكري .وأن هذه المعركه التي خاضها الجيش الاردني بقياده المغفور له الحسين بن طلال رحمه الله اعادت للأمة العربيه والاسلاميه هيبتها وكرامتها ومجدها وعزتها في رد العدوان الصهيوني واحباط مخططاته . وأن يوم الكرامه يعتبر يوم الفصل في تاريخ الاردن وتاريخ الصراع العربي الاسرائيلي وهو يوم مشهود يبعث في النفوس العزه وفي الارواح نشوه الكبرياء وأن أهميه معركه الكرامه معركه الشهداء والكرامه العربيه عقب هزيمه حزيران ٦٧ الذي سطرا فيها الجيش العربي ملحمه البطوله والتضحيه والفداء وضربت اروع الامثله في التضحيه وان انتصار الجيش العربي في هذه المعركه يعد انجازا تاريخيًا . وفي النهايه تحيه عز وكبرياء لجيشنا العربي الذي ما زال يقدم الشهداء في سبيل القضيه العربيه وان الكرامه جسدت اللحمه الوطنيه وبين الشعبين الاردني والفلسطيني التي كانت مفتاح النصر .