إنجاز-تمر السنوات، وتتوالى الأيام، لكن ذكرى والدنا الحبيب “أحمد نوري عبدالقادر الفريحات “أبو مفيد” تبقى حية في قلوبنا، كشجرة وارفة الظلال، تظلنا بحبها وحكمتها. في السابع من فبراير 2005، رحل عنا جسدًا، لكن روحه وإرثه ما زالا يعيشان بيننا، يذكراننا بقيمٍ عظيمة علّمنا إياها، وبوصايا حملناها في قلوبنا كشعلة نور نهدي بها طريقنا.
والدنا أبو مفيد، الرجل الذي أمضى واحدًا وأربعين عامًا في خدمة وطنه، كان مثالًا للإخلاص والتضحية. كجندي في القوات المسلحة، وكمحارب في فرسان الحق، لم يكن يدخر جهدًا في الدفاع عن ثرى هذا الوطن الغالي. كان يؤمن بأن حب الوطن ليس مجرد كلمات تُقال، بل أفعال تُقدّم، وتضحيات تُبذل. لقد علّمنا أن الوطن هو الأسرة الكبرى، وأن الإخلاص له هو إخلاص لأنفسنا ولأجيالنا القادمة.
لم يكن والدنا أبو مفيد مجرد جندي يحمل السلاح، بل كان حاملًا لقيمٍ سامية. كان يؤمن بأن الإخلاص للملك والعائلة الهاشمية هو جزء لا يتجزأ من إخلاصه للوطن. كان يرى في العائلة الهاشمية رمزًا للوحدة والاستقرار، وكان دائمًا يردد أن حب الملك هو حب للوطن ولشعبه.
في ذكرى رحيله العشرين، نتذكر وصيته لنا: أن نحب الوطن، أن ندافع عن ثراه، وأن نكون مخلصين في حبنا للملك والعائلة الهاشمية. هذه الوصية لم تكن مجرد كلمات، بل كانت منهج حياة، نعيشه يومًا بعد يوم، وننقله لأبنائنا كما نقلها إلينا.
والدنا أبو مفيد، الذي أمضى حياته في خدمة الآخرين، كان أيضًا أبًا حنونًا، وصديقًا وفيًا، ومعلمًا حكيمًا. كان يعلمنا أن القوة الحقيقية تكمن في الإخلاص، وأن العطاء هو أعلى درجات الإنسانية. لقد ترك لنا إرثًا من الحب والعطاء، إرثًا نحمله بفخر، ونسعى لأن نكون خير خلف لخير سلف.
في هذه الذكرى الأليمة، ندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته. ونعاهد روحه الطاهرة أن نبقى أوفياء لوصيته، وأن نسير على دربه، حاملين معنا قيم الإخلاص والعطاء التي غرسها فينا.
“إنا لله وإنا إليه راجعون”. رحمك الله يا والدي وجمعنا بك في جنات الخلد، حيث لا فراق ولا وداع.