الزميلات والزملاء في الهيئة العامة لنقابة الصحفيين،،،،
تحية احترام وتقدير… تليق بمن يحملون أمانة الكلمة وضمير المهنة،،،
أكتب إليكم من قلب المعاناة، لا لـ التذكير بها فحسب، بل لـ الدعوة إلى استنهاض ما تبقى من طاقة ومسؤولية وكرامة جماعية،،،،
زملائي وأساتذتي الكرام،،،
تمر الصحافة الأردنية اليوم بمرحلة دقيقة، وربما تكون المرحلة الأخطر منذ سنوات طويلة، إذ تواجه تحديات وعوائق متراكمة تقف في وجه دورها التاريخي كـ قوة رابعة – لا كـ سلطة رابعة كما يطلقون عليها لتحديد سقفها – من تضييق في مستوى الحريات والضغوطات السياسية والأمنية، الى الأزمات الاقتصادية المتتالية، الى فوضى المشهد الرقمي العشوائي والفوضوي، وصولا إلى محاولات التشويه والتدجين والتطويع بـ الرهيب أو الترغيب،،،،،
ان المرحلة الحالية لا تحتمل التردد، ولا تسمح بـ الحياد، ولا يغفر فيها الصمت، فـ هي لحظة مفصلية تتطلب من كل صحفي وكل مؤسسة إعلامية وقبل كل شيء من نقابة الصحفيين الإرتقاء الى حجم التحديات، وتفعيل الدور الوطني لـ النقابة وعدم الإكتفاء بالدور المهني والإداري فقط،،،
فلقد بات واضحا أن معركة الصحافة لم تعد مهنية بل أصبحت وطنية بـ امتياز،، فـ الإعلام، حين يكون حرا ومسؤولا يصبح شريكا في بناء الدولة لا خصما وعدوا لها كما يعتبره الكثيرين كذلك،، كما يصبح عين المواطن على الحقيقة وسياج الوعي العام، ودرع العدالة والنزاهة،،،،
ومن هنا؛ تأتي أهمية أن تكون النقابة حاضرة لا كـ شاهد ومشاهد بل كـ مقاتل ومشارك فاعل في الشأن العام الأردني المحلي والخارجي، وكـ طرف أساسي في رسم ملامح الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي نظرا لكونها السياج الحامي لـ الحريات والسيف البتار في مواجهة الفساد والفاسدين، والحكيم في ترسيخ القيم والمبادىء وضمان الحق العام للجماهير في المعرفة والتمنية،،،
وكما هو متعارف عليه، فـ الصحافة لا يمكنها أن تزدهر في بيئة يغيب عنها التنظيم النقابي القوي والظهير القانوني الشامخ والدفاع المؤسسي السليم، وهيئتنا العامة تمتلك كل المقومات لـ تكون هذا الحاضن وهذا الصوت، وهذا الجدار الذي يقف في وجه كل محاولات الإضعاف والتشويه،،،
ومن هنا إخواني فـ إن الحاجة باتت ملحة اليوم لإعادة تفعيل أدوات التأثير وتوسيع مساحة الفعل والانفتاح على المجتمع والدولة معا بشكل غير مسبوق، وبروح الشراكة لا الصدام، وبخطاب وطني عقلاني لا مساوم او مقايض،،،،
الى ذلك، والأهم أنه لا يمكن تجاهل ما أصاب الجسم الإعلامي من فوضى وتلوث مهني بفعل دخول طفيليات لا علاقة لها بـ الصحافة، واستغلت غياب الرقابة والمنصات المفتوحة لـ تشويه صورة المهنة وأهلها والإضرار بمكانتها في الأردن عبر مواقع التواصل، وعبر التنفيعات والتعيينات غير المهنية في الكثبير من المؤسسات بواسطة نائب او وزير أو مسؤول او صاحب نفوذ، وتسلل فئات عبثت بثقة الناس بـ الإعلام اساءت لما تبقى من صورة الصحفي الحقيقي، والكثير الكثير من التديات وانتم تعلمونها وتم مناقشتها سابقا،
وهذا يفرض علينا كجسم نقابي ومهني، أن نقف صفا واحدا هذه المرة وبكل حزم لحماية المهنة من الدخلاء، وتنظيم الممارسة الصحفية، وملاحقة كل من ينتحلون صفة الصحافة تحت غطاء (ناشط، ناشطة، مؤثر، صانع محتوى، مشهور) ويستغلونها للإساءة والتحريض والتكسب غير المشروع من مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات الدولة ورجالاتها،،
فـ الصحفي الحقيقي هو صمام أمان لـ الدولة وليس عبئا عليها،، وهو الناقد البناء لا المعارض العدمي الحاقد،، وهو الناصح الأمين لا المتواطئ الخائن،، والصحفيون هم القادرون على إعادة الثقة، ورفع السقف المهني، ودحر الفاسدين، وكشف المعتدين على المال العام، والمساهمين في تزييف الوعي لدى الجماهير الأردنية،،،
صدقوني زملائي،،،
الفرصة الآن بأيدينا، نحن الهيئة العامة، وهذه ليست مجرد انتخابات بل إنها “استفتاء على روح ومستقبل الصحافة والاعلام”، و استحقاق لتحديد الوجهة التي نريدها لنا ولنقابتنا ولـ الصحافة والاعلام ولـ الدولة والمجتمع،،،
فنحن بحاجة وبغض النظر عن أسماء المرشحين الى من يرى في النقابة جسرا لا جدارا، وصوتا لا صدى، وقوة لا ديكورا،، فالمرحلة الحالية بحاجة الى مشروع وطني جامع يعيد لـ النقابة مكانتها ولـ الصحفيين كرامتهم وعزتهم وحريتهم ولـ المهنة دورها الفاعل في البناء كشريك لا كـ عدو للدولة والمجتمع الأردني،،،،
الفرصة الآن ممكنة ومتاحة،، ولكن صدقوا زميلكم أنها “الفرصة الأخيرة”،،،،،،
مع كامل الاحترام لكم جميعا،،،،
عضو نقابة الصحفيين الأردنيين
الصحفي خليل النظامي