تختلف طقوس رمضان بين دولة عربية وأخرى ولكنها تتوحد بقدسيتها وروحانية الشهر الفضيل والاجتماع حول موائد الافطار وصلة الأرحام وأداء صلاة التراويح وعمل الصالحات تقربا إلى الله وطمعا برضاه.
وبحسب عدد من الإعلامين العرب فإن الاستعدادات لرمضان تسبق دخوله بأيام من حيث التجهيزات وتزيين البيوت والشوارع بالمصابيح والفوانيس وتنظيف المساجد وإضاءتها استعدادا لصلاة التراويح وتبادل التهاني والتبريكات بقدوم الشهر الفضيل والذي يعد فرصة للتواصل والتواد والرحمة والتسامح ، فيما تختلف أطباق الافطار بين الاقطار العربية حيث تتميز كل دولة منها عن غيرها بنوعية أطباق الطعام والشراب .
وتقول الإعلامية التونسية أحلام محمد، إن رائحة رمضان تفوح قبل أيام من حلوله في الأسواق والشوارع والمنازل، حيث تتزين العاصمة تونس فرحا بقدوم شهر رمضان وتنشط حركة المتسوقين في الأسواق قبيل الافطار وتتسارع لتبلغ أوجها بعد صلاة التراويح، التي تنتشي الأنفس بها بنفحات رمضان وروحانيته، مشيرة إلى أن الموائد الرمضاني تعج بما لذ وطاب، حيث تشتهر تونس بأطباق “الشُربة والبريك والمدموجه والبركوكش والرفيسه وحلويات بعد الإفطار ومنها “الزلابية والمخارق” .
وبحسب الصحفية العراقية إيمان محمد فإن شهر رمضان لا يختلف كثيرا في العراق عنه بباقي الدول العربية بفرحة استقباله والاستعداد له، فبعد ثبوت رؤية هلاله ، تعلن الناس صيام رمضان وفقا للمرجع الديني وليس بالضرورة أن يصوم الجميع بذات اليوم فكل وفق اجتهاد مرجعه ورؤيتهم للهلال.
وتشير إلى أن العراقيين يستعدون لاستقبال الشهر الفضيل قبل قدومه بوقت، من حيث شراء مستلزمات الموائد الرمضانية والتي تكون فيها شوربة العدس حاضرة بإفطارهم والدولمة العراقية الشهيرة والبرياني وتشريب اللحم والدجاج بالإضافة إلى الزلابية الشهيرة في العراق والبقلاوة، مشيرة الى ان العراقيين يحرصون على العصائر الرمضانية ومنها التمر الهندي واللبن الذي يعد سيد مائدة الإفطار العراقية مع التمر فيما تشتهر لعبة “المحيبس” بين الرجال والتي اقترنت برمضان في العراق.
وفي مصر، يقول الدكتور محمود عطية الذي يعمل في جامعة عمان الأهلية أن الفانوس هو المميز الابرز بزينة رمضان المبارك والذي عرفه المصريون عندما نقل الخليفة الفاطمي مقر الخلافة من تونس إلى مصر وخرج المصريون حينها لاستقباله بالفوانيس وتزامن ذلك مع حلول شهر رمضان وبقي متداولا الاحتفال في مصر حتى يومنا الحاضر.
ويضيف عطية ان المسحراتي الذي كان قديما يعين من قبل شيخ الحارة وكان يدق الطبل وينشد ألاناشيد والاذكار الدينية وقت السحور، فيما يستقبله الاطفال في الاحياء السكنية بالفرح والسرور، ناهيك عن مدفع رمضان الذي يشكل عذوبة خاصة قبيل الافطار والذي تطلق قذائفه من قلعة صلاح الدين التي تكشف القاهرة وكانت تشكل درعا للقاهرة وحمايتها.
وبحسب عطية، فان الوجبة الرئيسية الحاضرة على موائد الافطار لدى المصريين في اول ايام رمضان المحشي (الملفوف) والطيور بأنواعها، بالإضافة الى الحلويات كالكنافة والقطايف ومشروب العرق سوس ووقت السحور يتناولون الفول المدمس الذي تتجول عرباته وقت السحور ليقدم ساخنا بجانب الزبادي والشاي.
وتتناغم الطقوس الرمضانية بحسب الصحفية الليبية ايمان بني عامر مع ما يشابهها في معظم الدول العربية ، حيث تتبادل العائلات أطباق الطعام بين الجيران والأقارب والتي تسمى (ذوقة) ويتعارف عليه بباقي البلدان المجاورة بالطبق الطائر، مشيرة إلى أن الموائد الرمضانية الليبية تشتهر بأطباق الزميطة والبسيسة والتمر المخلوط باللوز ووجبة البازين ومن الأصناف الرئيسية في سفرة رمضان الشربة العربية الحمراء والمبطن والكفتة بالبصلة والبوريك والدولمة والكسكسي بالبصلة واللحم ورشتة الكسكاس والأزر المبوخ والعصبان وعن الحلويات فيتم إعدادها مسبقاً مثل المقروض، الغريبة، الكعك المالح والحلو، البقلاوة.
وفرحة حلول رمضان وروحانية استقباله في الجزائر، قالت الصحفية خليدة إنها لا تختلف في الجزائر عن باقي الدول العربية، حيث مظاهر السرور تعم بقدوم الشهر الفضيل والاستعدادات له وفرحة الأطفال الذين يصومون رمضان لأول مرة، حيث يحتفل بهم تبعا للتقاليد الجزائرية باحتفال خاص يشهده افراد العائلة وأهل الحي لتبقى ذكراه راسخة في اذهانهم وفي ذاكرة اهاليهم.
وعن الموائد الرمضانية ، قالت خليدة إنها تختلف من منطقة إلى اخرى في الجزائر فبعض الولايات الوسطى تشتهر بطبق “لحم الحلو” و” شباح السفرة بالشرق الجزائري، ناهيك عن أطباق تقليدية أخرى في الغرب الجزائري، حيث يعتمدون على استعمال التوابل والبهارات مثل “الحريرة” وفي الشرق هناك طبق” الشخشوخة” أما في الصحراء الجزائرية فسكان الجنوب لديهم أطباق تطهى في الرمل أو ما يعرف ” المردوم” وفي الوسط طبق “المثوم” ، و “دوبارة” ، وتشتهر الجزائر بحلويات مثل “قلب اللوز ” و الزلابية و القطايف ، الجوزية و غيرها.