زراعة عجلون تؤكد لوجود اجراءات للحد من الحرائق
يعيد اندلاع حريق في أشجار حرجية في منطقة الجب وسط عجلون مطلع الأسبوع الحالي، مشكلة حرائق الغابات، وما تتسبب بها من خسائر بالأشجار الحرجية إلى الواجهة من جديد، وما يمكن اتخاذه من إجراءات للحيلولة دون تفاقم هذه المشكلة، خاصة مع قرب اجازة العيد الذي تشهد فيها الغابات حركه تنزه كثيفة.
ويتخوف بيئيون وسكان في محافظة عجلون من “اندلاع حرائق غابات” جديده خلال إجازة العيد، جراء توقع ـ”تزايد أعداد المتنزهين، وانتشار الأعشاب الجافة في مناطق الحراج وأماكن التنزه”، داخل أرجاء المحافظة.
وأكد هؤلاء أن جفاف الأعشاب وتركها من دون إزالة، سواء في الحدائق أو المزارع، “يساهم في سرعة انتشار النيران”، مطالبين الجهات المعنية كافة بضرورة أن “تكون على أهبة الاستعداد وتشديد الرقابة، وتكثيف الحملات التوعية والتطوعية للحد من الحرائق”.
وحذر عبد الرحمن إبراهيم من “خطر تزايد حرائق الغابات خلال فترة أيام العيد وفصل الصيف الحالي، حيث أنه من المتوقع أن تزداد أعداد السياح والزائرين والمتنزهين خلال تلك الفترة إلى مختلف مناطق محافظة عجلون”، مؤكدا أن “جفاف الأعشاب يشكل تحديا كبيرا أمام الجهات المعنية لما تشكله من عامل مساعد في سرعة انتشار النيران، خصوصا في المناطق الوعرة والتي يصعب وصول سيارات الإطفاء إليها”.
ودعا إلى إيجاد خطط وبرامج توعوية متنوعة بهدف حماية الغابات من التعدي والحد من حرائق الصيف، مشيرا إلى أن الاستعدادات الجيدة تتطلب زيادة أعداد الطوافين، وتوفير خزانات لتجميع المياه بين الغابات للاستعانة بها عند الضرورة، والتركيز على الجانب التوعوي من حيث تنظيم حملات لإزالة الأعشاب الجافة، وعدم ترك النار مشتعلة أثناء التنزه.
المواطن محمد الزعارير قال إن ارتفاع أعداد المتنزهين والزائرين وانتشار الأعشاب الجافة اسباب لـ”ارتفاع خطر نشوب الحرائق، خاصة في حال ترك المتنزهين للنار مشتعلة”، داعيا إلى ضرورة تكثيف دوريات الزراعة والبيئة بمواقع التنزه لتوجيه الزوار بضرورة التأكد من إطفاء النيران قبل مغادرتهم مواقع التنزه.
وأكد أن جفاف الأعشاب في فصل الصيف “يشكل تهديدا موسميا للغابات، نتيجة ما تشكله من وقود يساعد في سرعة اشتعال النيرات وانتشارها بين الغابات، ما يستوجب إزالتها بجهود رسمية وتطوعية”، لافتًا إلى أن مركز شباب صخرة نفذ في معسكر الحسين للشباب الشهر الماضي نشاطًا تطوعيًا اشتمل على إزالة الأعشاب الجافة داخل المعسكر بمشاركة 20 شابا من أعضاء المركز، ما يستدعي تكثيف مثل هذه الجهود التطوعية لإزالة الأعشاب الجافة من الحدائق وعلى جوانب الطرق.
الناشط البيئي علي القضاة من جهته قال إن المؤشرات تشير إلى أن المحافظة ستشهد خلال أيام الصيف الحالي “زيادة كبيرة في أعداد المتنزهين، كما حدث خلال الربيع الفائت، ما سيرفع من خطر نشوب الحرائق جراء ترك المتنزهين للنار مشتعلة، إضافة إلى الحرائق المتعمدة من قبل مافيات التحطيب”.
يذكر أن مناطق التنزه في عجلون شهدت خلال الربيع الماضي حركة تنزه محلية وعربية غير مسبوقة، بحيث تجاوز أعداد الزوار زهاء 300 ألف زائر، وفق مدير سياحة المحافظة محمد الديك الذي توقع أن تستمر هذه الحركة النشطة خلال أشهر الصيف الحالي نظرا لما تتمتع به المحافظة من اعتدال في درجات الحرارة، وانتشار للمواقع الأثرية والسياحية الفريدة.
من جهته، أكد مدير زراعة المحافظة المهندس رائد الشرمان وجود خطط لدى المديرية، وجهود تشاركية يتم اتخاذها سنويًا بالتعاون والتنسيق مع وزارات الأشغال العامة والإسكان والشؤون البلدية والبيئة والإدارة الملكية لحماية البيئة ومجلس الخدمات المشتركة لحماية الغابات من خلال تأمين الاحتياطات الضرورية وتكثيف الرقابة وتفعيل مساهمة المواطنين والمصطافين بالتعامل مع هذا الموضوع بحس المسؤولية الوطنية.
من ناحيته، أكد مدير دفاع مدني عجلون العقيد هاني الصمادي أن المديرية تضع خطة تشمل الإجراءات المتبعة في الدفاع المدني لمكافحة حرائق الغابات وكيفية التعامل معها للحد من أضرارها على الثروة الحرجية، داعيًا أصحاب الأراضي إلى حراثة أراضيهم وإزالة الأعشاب الجافة التي تساهم في سرعة انتشار النيران وزيادة احتمالية نشوبها.
وأشار إلى أهمية تضافر الجهود الرسمية والأهلية والشعبية لتنظيف جوانب الطرق من الأعشاب وتنظيم حملات توعية للمواطنين والزوار للحد من إشعال النيران وتجنب إشعالها في المناطق القريبة من الأشجار والأعشاب الجافة والتأكد من إطفائها جيدًا قبل مغادرة المكان.