استشهد شاب وأصيب العشرات بجروح وحالات اختناق في مواجهات مع قوات الاحتلال بعد ظهر اليوم الجمعة، في العديد من نقاط التماس في الضفة الغربية المحتلة؛ في إطار الغضب الشعبي نصرةً لإضراب الأسرى.
وأعلنت وزارة الصحة استشهاد الشاب سبع نضال عبيد (٢٠ عاماً)، بعد إطلاق قوات الاحتلال النار عليه في قرية النبي صالح، شمال غربي رام الله.
وقالت الوزارة في تصريحٍ مقتضبٍ: إن الشهيد أصيب بالرصاص الحي في صدره، وقد اخترقت الرصاصة قلبه، مبينة أن الطواقم الطبية عملت على إنعاش قلبه بعد أن كان متوقفاً، ولكن حالته كانت حرجة للغاية فاستشهد.
وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال أطلقت وابلاً من العيارات النارية والمطاطية لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة مواطن برصاص بالصدر، ونقل لمستشفى سلفيت الحكومي، وهو في حالة حرجة جدًّا، ونجحت الطواقم الطبية في إنعاش قلبه، قبل أن يعلن استشهاده متأثرًا بجراحه الحرجة.
كما أصيب خلال المواجهات التي اندلعت في المكان العديد من المواطنين بالرصاص المطاطي، وبحالات اختناق متفاوتة.
وشهد محيط سجن عوفر برام الله، مواجهات مماثلة، بعدما أدى العشرات صلاة الجمعة على التلة المقابلة للسجن.
مواجهات نابلس
وفي نابلس، شمال الضفة المحتلة، أصيب عشرات المواطنين خلال مواجهات اندلعت عقب صلاة الجمعة في بلدتي بيتا وبيت فوريك جنوب وشرق مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة.
وأفادت مصادر الهلال الأحمر أن طواقمها قدمت الإسعاف الأولي لـ 45 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والاختناق بالغاز المسيل للدموع في بيت فوريك.
كما أصيبت سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر برصاص الاحتلال، خلال محاولتها تقديم الإسعاف للمصابين؛ ما أدى لتحطم زجاجها.
واندلعت المواجهات بعدما أدى مئات المواطنين صلاة الجمعة عند مدخل بيت فوريك للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام لليوم السادس والعشرين على التوالي.
كما أصيب العديد من المواطنين بالاختناق بالغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال المواجهات التي اندلعت على مفترق بلدة بيتا عقب انتهاء صلاة الجمعة.
وفي قلقيلية، واصل الأهالي للأسبوع الرابع على التوالي أداء صلاة الجمعة أمام خيمة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام المقامة وسط المدينة.
وتوجه مئات المواطنين إلى خيمة التضامن مع الأسرى لصلاة الجمعة الرابعة في إضراب الأسرى في سجون الاحتلال لتقديم الدعم والمساندة لهم في إضرابهم عن الطعام.
فعاليات جنين
وشهدت مدينة جنين وبلدات يعبد وسيلة الظهر وجبع، تنظيم العديد من الوقفات والفعاليات من القوى الوطنية والإسلامية ولجان دعم وإسناد الحركة الأسيرة، واللجنة الشعبية لإطلاق سراح الأسرى.
وأكد المتحدثون في هذه الوقفات والاعتصامات، أن الاحتلال لن ينجح في كسر معنويات الأسرى في إضرابهم، وأن الطرق والوسائل التي ينتهجها من بث الإشاعات من أجل النيل من عزيمة أسرانا ستفشل.
وشددوا على أن الحركة الأسيرة موحدة في النضال والإضراب، مستمدة العزم والقوة والتحدي والصمود من الحراك والإسناد الجماهيري والذي خرج الى الشوارع موحدا لنصرة أسرانا في معركة الحرية والكرامة.
حصار مصلي الجمعة بدير استيا
إلى ذلك، حاول عدد من جنود الاحتلال منع المواطنين والمزارعين من بلدة دير استيا شمال سلفيت، من أداء صلاة الجمعة، التي تقام للأسبوع الثالث على التوالي، احتجاجا على إغلاق طرق زراعية.
وقال أحد المزارعين: إن جيش الاحتلال حاول منع العديد من المواطنين من أداة صلاة الجمعة على أراضي بلدة دير استيا؛ بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة.
واندلعت مشادات كلامية بين المواطنين المشاركين والجنود الصهاينة، الذين حاولوا منع الفعالية إلّا أن المواطنين أدّوا الصلاة وسط حصار قوات الاحتلال لهم.
يذكر أن القوى الوطنية والإسلامية دعت لإقامة صلوات الجمعة في نقاط التماس مع الاحتلال وفي خيام التضامن مع الأسرى؛ تمهيدًا للانطلاق في مسيرات والتصدي للاحتلال في تلك النقاط.