على ارتفاع 16 طابقاً، سقط الشاب السعودي بكر خوجة (22 عاماً) من شرفة غرفته بأحد فنادق القاهرة، وفارق الحياة مباشرة قبل أن يصل للمشفى، وكل ذلك بسبب صورة سيلفي أراد التقاطها ومن خلفه نهر النيل.الحادثة كانت مساء الثلاثاء 19 نيسان، قبل ساعات من موعد طائرته المتجهة إلى جدة، وذلك بعد أسبوع قضاه في العاصمة المصرية مع صديقه الذي يعاني والده مرض السرطان.الرحلة كانت متعبة وشاقة قضاها وصديقه في في المعهد القومي للأورام بالقاهرة حيث كان يخضع والد صديقه لعملية لم تكن سهلة، ويبدو أن اللحظات الأخيرة في غرفة الفندق كانت الفرصة الوحيدة لالتقاط صورة وخلفه نهر النيل يحتفظ فيها ذكرى له في مصر التي يزورها للمرة الأولى، ولكن لم تجر الأمور كما كان يتمنى.وقْع الخبر كان قاسياً على جدّه الكاتب السعودي نجيب يماني، الذي قال لـ”هافينغتون بوست عربي” إنّه كان يستعدّ لاستقبال حفيده في مطار جدة، “لقد اتصل بي وأخبرني بأنه وضّب حقيبته ويستعدّ للتوجه إلى مطار القاهرة خلال الساعات المقبلة”.”وداعاً يا قاهرة، وداعاً يا مصر”، كان هذا آخر ما قاله بكر لجده قبل أن يغلق الهاتف.وتابع الكاتب السعودي الذي أجهش بالبكاء ألماً على ما حصل: “قبل أن أخرج من المنزل، جاءني اتصال هاتفي من رقم مصري، قالوا لي إن بكر مات؛ سقط من شرفة الفندق وهو يحاول التقاط صورة سيلفي، يبدو أنه قد اختلّ توازنه”.
لم يبدُ من كلام الجد وجود أدنى شك في سبب الوفاة، الأمر الذي أكدته أيضاً الشرطة المصرية التي باشرت تحقيقات ليلة الحادثة بالعودة إلى تسجيلات كاميرات المراقبة بالفندق والتي نفت وجود أي شبهة جنائية في مصرع الشاب بكر الذي كان يدرس في جامعة التكنولوجيا والإدارة بالسنة الثانية.كان يماني يأمل أن يستقبل حفيده وهو “يسير ويضحك كما عهدته، لكنني للأسف سأستقبله الأربعاء 19 نيسان جثة هامدة في تابوت”، وختم بقوله: “ستكون الصلاة على حفيدي يوم غد (الخميس)”.