طاحونه عوده تراث لواء الكورة ومقصد سياحي
انجاز- سعد الزعبي
طاحونة عوده في جديتا من اوائل مطاحن الحبوب في الاردن. وتعود طاحونة عودة لعام 1596م وتعمل على قوة دفع المياه.
تقع طاحونة عودة في أجمل المناطق المحيطة بجديتا إذ ينبع من هنالك نبع من العصور القديمة على وادي الريان وهو من أجمل الوديان المليئة بالرمان والأشجار المثمرة ويوجد على مساحة مسير وادي الريان الذي يمر بمنطقتي جديتا وعرجان خمسة طواحين كانت تعمل بقوة حركة المياه.
وباعتبارها من تراث لواء الكورة ومقصدا سياحيا فيها يمكن زيارة طاحونة عودة من خلال الذهاب الى مسار برقش السياحي في شمال المملكة والذي يعتبر من اجل المسارات السياحة.
ويذكر ان هذه الطواحين انتشرت في عدد من مناطق لواء الكورة حيث كان سكان المناطق الشرقية والوسطى وبعض مناطق الاغوار الشمالية يعتمدون على طواحين اقيمت في وادي زقلاب غرب دير ابي سعيد وابرزها طاحونة ابو شقير بينما انتشرت في وادي الريان جنوب اللواء خمسة طواحين كان سكان تلك القرى بالاضافة الى قرى قريبة من محافظة عجلون يعتمدون عليها في طحن الحبوب بعيد مواسم الحصاد بقليل وقبيل حلول فصل الشتاء حيث كان عمل هذه الطواحين موسميا وابرزها طاحونة عودة التي اعاد مكتب اثار الكورة ترميمها قبل سنوات لتقف شاهدة على توثيق نمط حياتي للاباء والاجداد.
ونظرا لاهمية هذه الطواحين فقد اصبحت محمية بقانون الاثار الاردني وذكرت طواحين عودة ونصير وحسين وام الحراثين والمشرع بوادي الريان في دفاتر الطابو العثمانية واعتبرت موروثا معماريا ثقافيا لا زالت تحافظ عليه مع تاكيد الاهمية الاقتصادية والتاريخية والمعمارية لهذه الطواحين منذ العهد العثماني.
ويعتمد عمل الطواحين الحجرية اساسا على اختيار الموقع بحيث يضمن استمرار جريان المياه بقوة لتشغيل دواليب الطحن من خلال تزويدها بالماء بواسطة قناة محمولة على جسر حجري وتنحدر القناة باتجاه البرج الذي يرتفع ما بين 4 الى 10 امتار وبداخله قناة انبوبية مبنية من الحجر قطرها بحدود 70 سم تسمى البئر حيث تسقط المياه بشكل قوي الى داخل البئر وفي فتحة جانبية قطرها 20 سم تقريبا متصلة بحجرة يوجد دولاب خشبي او معدني مركب بشكل افقي له فراشات تتحرك بفعل قوة تساقط المياه وهذا الدولاب متصل بعامود ينقل بدوره الحركة الى حجر الطحن في الغرفة العلوية والتي تعرف بغرفة الطحن ويؤكد البطاينة بان الطاقة الانتاجية للطاحونة الواحدة كانت تصل الى طن ونصف يوميا.
اما من حيث اجزاء الطاحونة فهي القناة الداخلية والتي تخدم الطاحونة من الداخل وطولها من 15 الى 50 م وعرضها وارتفاعها بحدود 50 سم والجسر الذي يحمل القناة ويصل ارتفاعه الى 12 م عرضه نحو 1,5 م وطوله من 10 الى 50 م تقريبا والبرج الذي يقوم بايصال المياه الى داخل جوف الطاحونة وهو مبني من الحجر على نهاية الجسر له تجويف يتسع ل 4 متر مكعب من المياه تقريبا وغرفة الدولاب التي تعتبر بمثابة غرفة المحركات وهي عبارة عن حجرة صغيرة في اسفل الطاحونة وتحت منسوب الارض سقفها على شكل عقدة نصف برميلية ويتم توليد الطاقة الحركية للطاحونة من خلال دولاب معدني له زعانف وفراشات موضوع بشكل افقي قطره يتراوح بين 2م تقريبا اما الدولاب فله محور معدني طوله 3م تقريبا ينقل الحركة الى حجارة الطحن البازلتية في غرفة الطحن مارا بفتحة في سقف غرفة الدولاب تسمى النقطة وهي مصنوعة من الفولاذ ومثبتة على جسر خشبي يسمى النايمة كونه في وضع افقي يتم من خلاله معايرة حجارة الطحن والتحكم بنعومة الدقيق اما غرفة الطحن المبنية من الحجر والطين فغالبا ما تكون مستطيلة ارتفاعها 3م تقريبا وحجمها 6ھ4 سقفها عبارة عن عقد حجري او من القصيب والجسور المعدنية او الخشبية تتم عملية طحن الحبوب فيها بواسطة حجرا الطحن البازلتيان احدهما علوي متحرك والثاني سفلي وثابت وغالبا ما يؤتى بهما من سهل حوران حيث الصلابة والقوة اما القناة الخارجية للطاحونة فتقوم بتصريف المياه المستخدمة الى مجرى الوادي.