عام على كورونا .. اغلاق وفتح وأوامر دفاع وصفارات انذار وقطاعات تهوي
لم تتوقف صفارات الانذار منذ ذلك الحين، تلك الصفارات التي كان يستهجن الأردنيون بنائها، فأي كارثة تلك التي ستحل بنا وسننتظر دوي الصفارات يحذرنا، بالتأكيد لم تبن من أجل الثلوج، ولا ملاجئ في مدننا للهرب اليها اذا سمعنا دويها، لكنها تعيدنا اليوم الى منازلنا في ساعة لا نخطئها ابدا، فالخطأ مكلف..
منذ عام وصفارات الانذار هذه تعلن حظر التجول الليلي، هي المرة الأولى التي يُفعل بها قانون الدفاع في المملكة، إذن فالحرب قد أعلنت، معركة مع الوباء لا مغانم في انتصارها سوى حماية الارواح، والخسائر كبيرة..
عام مر على الأردنيين بحظره وتجواله، بفتح قطاعاته وتكرار اغلاقها، والكمامة لا تفارق وجوههم، عام على اغلاق المدارس والجامعات ووقف المطارات والمنافذ والمعابر الحودية.
قبل عام من اليوم سجلت اولى اصابات كورونا في الأردن، ذلك الشاب الوسيم القادم من ايطاليا، تلقى حينها حجرا مؤسسيا في مستشفى الامير حمزة، كان القسم خال، لا أحد فيه سواه، والحديث معه عبر الهاتف فقط، الجميع يترقب ما سيحدث، والعالم غارق بانتشار الوباء..
بعد 11 يوما، أعلن وزير الصحة السابق سعد جابر شفاء المصاب الوحيد في المملكة، خلو الأردن من أي حالة مؤكدة بفيروس كورونا، إلا أن ذلك لم يدم طويلا..
في اليوم التالي 14 آذار 2020، أعلن رئيس الوزراء السابق، عمر الرزاز، مجموعة إجراءات وقرارات جديدة اتخذتها الحكومة للتعامل مع فيروس كورونا المستجد، تتضمن تعليق دوام المؤسسات التعليمية لمدة أسبوعين، وتعليق جميع الرحلات الجوية من الأردن وإليه ابتداء من الثلاثاء 17 آذار/مارس 2020، وحتى إشعار آخر، باستثناء حركة الشحن التجاري.
وفي 15 آذار 2020، أعلن الأردن عن تسجيل 12 إصابة بالفيروس لمواطنين وسياح قادمين من الخارج، لتبدأ مرحلة جديدة “البحث عن المخالطين” واجراءات صارمة.
في 17 آذار أعلن الرزاز تفعيل قانون الدفاع، بعد صدور الإرادة الملكية السامية بالموافقة على قرار مجلس الوزراء، إعلان العمل بقانون الدفاع رقم 13 لسنة 1992، في جميع أنحاء المملكة الأردنية الهاشمية.
وبعد تسجيل الأردن 84 إصابة بالفيروس معظمها لقادمين من الخارج، بين 15 – 20 آذار 2020، أعلنت الحكومة، فرض حظر تجول شامل في جميع المناطق، يبدأ سريانه اعتبارا من السبت 21 آذار، بعد أن أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة السابق، أمر الدفاع رقم 2، الصادر عن رئيس الوزراء يقضي بفرض حظر للتجول في جميع مناطق المملكة بدءا من الساعة 7 من صباح السبت، وحتى إشعار آخر.
وأطلقت صفارات الإنذار؛ لتنبيه المواطنين، وتحذيرهم بخصوص بدء العمل بأمر الدفاع رقم (2) لسنة 2020.
انتشر الجيش في الطرقات، حتى الدبابات والمدرعات، وكافة كوادر الاجهزة الأمنية، الجميع في حالة استنفار، وكذلك الجيش الابيض، واغلقت المحلات التجارية ابوابها، حتى المخابز والبقالات، استمر ذلك 4 أيام، وطرق المملكة خاوية على عروشها.
في 24 آذار قررت الحكومة توزيع الخبز والماء والدواء على المواطنين في بيوتهم عبر مركبات امانة عمان الكبرى والبلديات والشركات الكبرى، إلا أن الخطة فشلت، وتسببت بازدحامات واكتظاظات، وعلى الفور اعلن وقف العمل بها، لتبدأ مرحلة السماح للمواطنين بالتسوق خلال ساعات النهار سيرا على الاقدام.
فتحت محلات الـ “سوبر ماركت” والصيدليات والمخابز، وسمح بالخروج للتسوق حتى الخامسة عصرا، سيرا على الاقدام، وبقيت المساجد والكنائس مغلقة، والجمعة حظر شامل..
وبعد 50 يوما من الحظر، سمح للأردنيين بالخروج باستخدام مركباتهم الخاصة لقضاء حوائجهم داخل محافظاتهم فقط، وعلى نظام الفردي والزوجي لارقام السيارات، ومن الساعة الثامنة صباحا وحتى السادسة مساء، ليمدد لاحقا الى السابعة مساء في شهر رمضان.
قبيل عيد الفطر بيومين مددت الحكومة وقت التسوق حتى الحادية عشرة مساء، على ان يكون أول ايام العيد حظر شامل، يمنع فيه الخروج سوى سيرا على الاقدام، ليعود في يوميه الثاني والثالث الى حركة المركبات وفق نظام الفردي والزوجي.
وفي 26 آيار 2020، عاد موظفو القطاع العام الى عملهم بنسبة 60% بعد عطلة طويلة استمرت أكثر من شهرين.
بدأ في مطلع حزيران فتح قطاعات ظلت مغلقة منها المساجد والكنائس والحضانات والمطاعم والمقاهي وفق ضوابط وقيود، والأندية والفعاليات الرياضية وقطاع الفندقة والضيافة والمواقع السياحيّة والطيران الداخلي والزيارات الى السجون ودور الرعاية، كما الغي حظر يوم الجمعة.
اطلقت الحكومة ما يسمى بـ “الحظر الذكي” كانت تعزل فيه المناطق التي تشهد تسجيل اعداد كبيرة من اصابات كورونا، وتنفذ عزلا على مستوى الالوية والمناطق.
وفي منتصف آب تسبب خطأ على مركز حدود جابر بسبب آلية الـ “باك تو باك” بعودة انتشار الوباء وتسجيل اصابات يومية غير مسبوقة في الأردن.
وفي ايلول بدأ بعض طلبة المدارس بالعودة الى التعليم الوجاهي بعد انقطاع دام 6 أشهر، إلا أن ذلك لم يدم طويلا وخلال اسبوعين قررت الحكومة العودة الى التعليم عن بعد واغلاق صالات المطاعم والمقاهي والاسواق الشعبية والمساجد والكنائس، اثر ارتفاع اصابات كورونا.
كما فتح مطار الملكة علياء الدولي اجوائه امام الرحلات الخارجية في السابع من ايلول 2020.
وفي نهاية ايلول قررت الحكومة اعادة فتح المساجد والكنائس وصالات المطاعم والمقاهي شريطة التعهد بالالتزام بالاشتراطات الصحية، معلنا العضايلة حينها وصول الأردن الى مرحلة الانتشار المجتمعي للفيروس.
وفي تشرين اول قدمت حكومة الرزاز استقالتها، وصدرت الارادة الملكية بتعيين الدكتور بشر الخصاونة رئيسا للوزراء، ليغادر الوزير جابر ويتسلم حقيبة الصحة خلفه نذير عبيدات، وعلى الفور اعلنت الحكومة اقتصار الحظر الشامل على يوم الجمعة وتمديد ساعات الليلي حتى نهاية العام، وراحت ترفع بقدرة المستشفيات عبر بناء مستشفيات ميدانية.
وفي تشرين الثاني اجرى الأردن الانتخابات النيابية وسط اجراءات احترازية مشددة لمنع عودة انتشار جائحة كورونا وتفاقم الامور، وفرضت الحكومة حظرا شاملا للتجول على مدار اربعة ايام عقب الانتخابات.
وفي مطلع العام الجديد رفع حظر يوم الجمعة، على خلفية وعد من الرئيس الخصاونة للنواب كما عادت المدارس للتعليم الوجاهي للصفوف الثلاثة الاولى والتوجيهي، وتقرر فتح قطاعات جديدة مثل الاندية الرياضية والمسابح.
وبعد شهر من هذه الاجراءات نعود اليوم الى ارتفاع في اعداد اصابات كورونا اثر ظهور سلالة متحورة من الفيروس، بالرغم من بدء وصول اللقاحات، كما يشهد العالم بأسره ارتفاع في الاصابات اليومية، لتقرر الحكومة قبل اسبوع عودة حظر يوم الجمعة وتزيادة ساعات الليلي مجددا.
بعد مرور عام على ظهور كورونا، القطاعات الاقتصادية في الأردن ما زالت تعاني، ومنها من يتحضر لاغلاق ابوابه بشكل كامل، اثر تداعيات الجائحة التي تعصف بهم، رغم الحزم التحفيزية التي قدمتها حكومة الرزاز.