كتب : الصحفي علي فريحات
نودع عام 2018 وفي العين حرقــة وفي القلب حزن شديد وفي الحلق غصة على ثلة من شباب الوطن وجنوده البواسل الذين خطفوا من بيننا و سالت دماؤهم فداء وتضحية لتلبية نداء الواجب والإنسانية .
ويعتبر هذا العام من اثقل الاعوام التي مر بها الاردن على مدى مــر العقود التي خلت لأننا ودعنا كوكبة من شهدائنا الابراء الذين قضوا دفاعا عن ثرى الاردن الطهور وسطروا بدمائهم الزكية اروع البطولات حيث اننا فقدناهم جسدا ولكن أرواحهم موجودة معنا .
جنود اردنيون بواسل، سطروا بدمائهم الزكيّة اسماءهم في سجلات الخلود، والتضحية، والشهادة، والتحقوا برفاق السلاح الذين سبقوهم دفاعا عن الوطن، وطرّزوا كوفية اﻻردن فخرا بهم، وما بدلوا عن حبه تبديلا.
رحلوا ابطالا وبواسلا، زادوا من وحدة الصف الداخلي برحيلهم، وبشجاعتهم التف اﻻردنيون وراءهم وفضحوا واحبطوا محاولة خوارج العصر، للنيل من وحدة اﻻردن واﻻردنيين ، وخيبوا ظن من حاولوا اطفاء النور، ليشعلوا في اﻻردنيين قناديل الوحدة التي بلغت أوجها.
شهداء الواجب والإنسانية سطروا بدمائهم تراب الوطن من اجل محاربة كل من تسول له نفسه العبث بامنه وأعلنوها فعلا وليس قولا الدم فداء لأمن الوطن واستقراره .
هؤلاء الشهداء الذين قدموا صورة حقيقيه ومشرفــة بشجاعتهم وبسالتهم وقيامهم بواجباتهم الوطنية في نصرة الحق والعدل الامر الذي يجعلنا دائما نفخر بهم ونعتز بعطائهم ونغرسه في نفوس اجيالنا الحالية والمستقبلية .
ستبقى هذه الاحداث راسخه في اذهاننا محفورا في ذاكرة الوطن وبعداد الاسى في تاريخنا الوطني ليحظى شهداء الواجب والإنسانية تخليدا لتضحياتهم التي ستبقى حيه في صفحات التاريخ لانهم اقسموا بالله العظيم على الاخلاص لتراب الاردن الطهور ومليكهم المفدى مطيعين لجميع الاوامر التي تصدر اليهم من قبل قادتهم منفذين لها وان يحافظوا على شرفهم وسلاحهم لا يتركونه قط حتى ينالوا الموت وقد اشهدوا الله على قولهم هذا ، ونفذوه حقا حتى يحققوا النصر بما يدعمونه من قضايا وشرعية تضمن امن بلدهم وأي فخرا اسمى من الشهادة التي تعتبر اعلى درجات ومراتب الشرف وهل من شيء اغلى من الدم نعم دم ابناء الاردن من اجل المحافظة على الامن والاستقرار وهذا الامر ثمنه غال .
منهم من استشهد في مقدمة الصفوف يتلقى الرصاص عن عفة البلاد ومنهم من استشهد مرابطا على النفور ودفاعا عنا فقد رحل الشهيد العريف احمد إدريس الزعبي والذي ارتقى شهيدا جراء حادثة التفجير الإرهابي الجبان، الذي استهدف دورية مشتركة لقوات الدرك والأمن العام في مدينة الفحيص والشهيد الرقيب علي عدنان قوقزة الذي استشهد على أيدي الغدر والخيانة، وهو يؤدي واجبه المقدس تجاه الوطن في حادث ارهابي استهدف دورية الدرك في مدينة الفحيص والشهيد الرائد معاذ ألدماني الحويطي والذي استشهد جراء عملية المداهمة التي نفذت في مدينة السلط لالقاء القبض على عدد من الارهابين والشهيد الرقيب محمد خالد الهياجنة ، والذي ارتقى شهيداً اثناء قيامه بواجبه في مداهمة وكر مجموعة ارهابية في مدينة السلط والشهيد هشام العقاربة والذي استشهد جراء عملية المداهمة في مدينة السلط لالقاء القبض على عدد من الارهابين والشهيد محمد العزام الذي استشهد اثناء الواجب الرسمي في مدينة السلط بمداهمة خليه إرهابية كانت تتحصن داخل أحدى العمارات السكنية والشهيد الملازم أحمد خالد عواد الرواحنة من مرتب ادارة مكافحة المخدرات، والذي استشهد خلال اشتباك بالرصاص ، مع مروجي مخدرات في محافظة إربد، بتاريخ 2018-11-16 و الشهيد الرقيب الغطاس حارث ناصر عبدالله الجبور والذي ارتقى شهيدا خلال قيامه بانقاذ عدد من الاطفال الذي توفيوا خلال فاجعة البحر الميت التي وقعت بتاريخ 2018-11-10والشهيد العريف عبد الرحمن إبراهيم جرادات من مرتب قوات الدرك، والذي ارتقى شهيداً أثناء قيام قوة من قوات الدرك بمطاردة مركبة يتواجد بها أحد المشبوهين في منطقة اللبن بالعاصمة عمان، حيث وقع حادث تدهور حينها لأحد الآليات العسكرية المشاركة في الواجب، ونتج عنه استشهاد العريف جرادات والشهيد الملازم أول محمد عبدالغني سليم الشرمان الذي استشهد ، أثناء مشاركته في تمرين تدريبي في أحد الميادين التدريبيه التابعه للقوات المسلحه الاردنيه الجيش العربي والشهيد الملازم أول الطيار أحمد علي محمد خليف الخوالدة الذي استشهد خلال دورة عسكرية خاصة بالطيارين في الولايات المتحدة الأمريكية/ تكساس ، إثر تعرض طائرته خلال رحلة تدريبية إلى حادث وسقوطها ، ما أسفر عن استشهاده ووفاة طيار أمريكي كان معه في نفس الرحلة.
الاردن دائما يقدم الشهداء و التضحية استجابة لنداء الوطن لتعزيز السلام والاستقرار والأمن على الساحتين الاقليمية والدولية والمشاركة في أي جهد يعزز الامن القومي العربي ويحفظ للدولة العربية وحدتها واستقرارها في مواجهة أي تحديات مهما كان مصدرها وقد ترجم ذلك بالأفعال والمبادرات البناءة التي كان لها عظيم الاثر في الحفاظ على مصالح الشعوب العربية في الامن والاستقرار والتقدم سواء عبر المشاركة الفاعلة في الدفاع عن عروبة فلسطين والتصدي لخطر تنظيم ” داعش ” الارهابي في عدد من الدول العربية لإعلاء قيم التضامن في مواجهة التحديات .
قدم المجتمع الاردني عبر المؤسسة العسكرية والأمنية شهداء الواجب والإنسانية الذين دافعوا عن كرامة الاردن والحفاظ على امنه ومكتسباته، هؤلاء هم نخبه من الشهداء الذين تعطروا بعطر الشهادة “نعم” هم مثال صادق لأبناء الاردن المخلصين لوطنهم ولقيادتهم والذي ينصب في مصلحة وطنهم من اجل المحافظة عليه .
ان شهداء الاردن سيظلون رمزا للوطنية ونبراسا للولاء والانتماء وعنوانا للوفاء والتضحية من اجل تراب وطننا الغالي والدفاع عن قيم الاصالة وتلبية نداء الاشقاء وإغاثتهم في اوقات المحن والأبرار ستبقى ذكــراهم دوما منبعا يلهمنا ويعلمنا ان “الوطن غالي” وان وفاءنا لقيادتنا الهاشمية الرشيدة سيبقى دوما موضع فخرنا واعتزازنا .
ان الاردن على الرغم من خسارته الكبيرة بفقدان الشهداء الابرار الشباب خلال دفاعهم عن امن الوطن ومكتسباته سيظل وفيا لمبادئه وماض في التزامه بالدفاع عن الحق لإرساء دعائم الامن والاستقرار ومواجهة دعاة الفوضى والتخريب والتطرف .
فما تملكه الدولة من سجل حافل بالبطولات والتضحيات وسطور عريقة في كتاب المجد والفداء وكوكبة من الابطال ضحوا بأرواحهم الى مرتبة الشهادة ورجال اشاوس يفتدون وطنهم بدمائهم وأرواحهم جعل فيها نموذجا فريدا من العطاء والتضحية وحصنا منيعا ضد كل الاطماع التي تحيط بالوطن .
ذكرى شهداء الوطن الابرار والافتخار بهم سيظل خالدا في عقول وقيادة وشعب الاردن وفي سجل شرف قواتنا المسلحة الباسلة وقواتنا الامنية واهل وابناء الشهداء هم مبعث فخر ضحوا بفلذات اكبادهم من اجل اعلاء راية الوطن الغالي ورفع راية الاستقرار والسلام في ربوع الاردن وسيبقى شعب الاردن بكافة اطيافه يحتفي بشهداء الواجب والإنسانية شهداء الاردن تخليدا لذكراهم التي ستبقى حيه في صفحات التاريخ .
ان صور التلاحم والتعاضد والتآزر التي ابداها اسر الشهداء وذويهم من امهات وإباء وأشقاء وابناء وما عبر عنه شعب الاردن بأسره في هذا الظرف اكسبنا طمأنينة ويزيدنا ثقة بحاضر هذا الوطن ومستقبله .
كانت تضحياتهم عظيمة ابوا اﻻ ان يزيدوا من وحدة الصف الداخلي برحيلهم والتف اﻻردنيون وراءهم من مشارق البلاد لمغربها حول راية بلادهم فاضحت محاولة خوارج العصر وخفافيش ظلامه للنيل من وحدة اﻻردن واﻻردنيين خائبة فالتفوا اكثر واتحدوا ورفعت لحظات الخطب والشدة من وتيرة تماسكهم، وخاب ظن من حاولوا اطفاء النور، ليشعلوا في اﻻردنيين قناديل الوحدة التي بلغت أوجها.
ان شهداء الاردن يستحقوا التقدير الغالي الذي بذلوه من اجل امن الدولة وصون حدودها ورعاية اهلها وتقديرا لمواقفهم الشجاعة والنبيلة اطلقت اسماؤهم على عدد من معالم الدولة والميادين من قبل المؤسسات والبلديات والقاعات الرئيسية في الجامعات .
شعب الاردن وبما فيه من اصرار وعزيمة سيواصــل البذل والعطاء والتضحية في سبيل الوطن الغالي العزيز ليرفع بذلك قدرات وامكانات الاردن لدعم القضايا الوطنية والاقليمية والدولية ليبقى الاردن رقما عالميا قويا وصعبا كما ان المواطن الاردني على اهبة الاستعداد لتلبية نداء الوطن المقدس في اي وقت دفاعا عنه لما قدمه ويقدمه وهذا يعزز الانتماء الى الوطن وقيادته الرشيدة .
ان ما قدمه نشامى القوات المسلحة والامن العام وقوات الدرك والدفاع المدني من بطولات وتضحيات سيسطره التاريخ بأحرف من نور الفخر والاعتزاز ويؤكد ان الاردن قوي وقادر على القضاء على الارهاب وعصاباته الاجرامية.
والمطلوب الان مضاعفة الجهود من قبل جميع ابناء الوطن للمحافظة على امنه لان الامن لا يقتصر على المؤسسات العسكرية والامنية بل كلنا شركاء لنرفع بذلك قدرات وامكانات الاردن لدعم القضايا الوطنية والإقليمية والدولية لان الاوطان دائما تبنى بسواعد الرجال وأصالة المبادئ وشهامة المواقف ليبقى الاردن دائما عصيا على قوى الشر والظلام لان وحدتنا الوطنية وتلاحمنا مع جيشنا وقواتنا الامنية هي السلاح الاقوى في مواجهة المخططات الارهابية الظلامية ايا كان مصدرها .
كلنا اهل لاسر شهداء الاردن وهم اهل للتقدير والاحترام والتكريم لتضحياتهم وصبرهم بل ويستحقون عن جدارة ان تكون لهم معاملة خاصة حيث اصبح من الضرورة انشاء مكتب خاص يعنى بآسر شهداء الوطن واقامة نصب تذكاريه للشهداء واستكمال تسمية القاعات في كل مركز ومؤسسة وتنظيم المبادرات لذوي وابناء الشهداء وزوجاتهم وتوفير اوجه الدعم المختلف لهم وتخصيص يوم للاحتفال بيوم الشهيد لاستذكار بطولاتهم ومن اجل ترسيخ قيم الولاء والانتماء والوفاء .
وانتم ايها الشهداء نلتم مكرمة الشهادة التي اصطفاكم الله بها فالى جنات الخلد باذن الله يا شهداء الواجب يا رياحين الاردن البهية النصية الطاهرة ستظلون رمزا ونبراسا للولاء والانتماء وعنوانا للوفاء والتضحية، تراب الوطن الغالي يستحق كل التضحيات وانتم عز وفخر الاردن .
شهداء الأردن لعام 2018 والذين ارتقوا بأرواحهم فداء عن الوطن ندعو الله العلي القدير ان يجمعهم مع النبيين والصديقين والشهداء الصالحين و ندعو الجميع لقراءة الفاتحة على ارواحهم الطاهرة .
كما ندعو الله ان يحفظ لهذا الوطن وقائده ويحفظ جنودنا البواسل وقواتنا الامنية المرابطين ويثبت اقدامهم وينصرهم على عدوهم .