اصبحت مناطق في محافظة عجلون تعاني من تشوهات بيئية وبصرية جراء اعمال الحفريات بسبب المقالع الحجرية وتهدد السلامة العامة ، وتشوه الأماكن السياحية، بسبب الحفر الموجودة فيها والتي تزيد أعماقها بصورة لافتة ليصل بعضها اكثر من 40 مترا.
وطالب مواطنون وبيئيون الجهات المعنية والمسئولة عن تراخيص هذه المقالع بضرورة إلزام الأشخاص الذين نفذوا أعمال الحفر في تلك المقالع، بإعادة تأهيلها وتوفير الحماية الضرورية خاصة وان الطرق التي يسلكها المواطنون في محيطها داعين المتنزهين وزوار المحافظة وخاصة الأطفال عدم الاقتراب منها حفاظا على سلامتهم .
وأشار الناشط البيئي ايمن ابو عبيله من كفرنجة الى إن العديد عشرات المقالع التي كانت تعمل ومفتوحة في الأراضي الحرجية والغابات والمملوكة منذ سنوات، في مناطق كفرنجة وعنجره وصنعار وطريق صخرة / النعيمة والسفينة وبلاص وأم الصيصان والرجم بصورة غير قانونية، اصبحت تشكل خطرا على السلامة العامة إضافة إلى تشوه تضاريس المحافظة الجميلة.
وأكد بأن المقالع التي أغلقت لمخالفتها اصبحت تشكل خطرا على السلامة العامة بسبب الأعماق الكبيرة لها والتي يصل عمق بعضها اكثر من 40 مترا تحت منسوب الطرق الزراعية والتي لا يتجاوز عرضها 4 أمتار ما يؤكد اهمية اتخاذ اجراءات سريعة وفورية من قبل الجهات ذات العلاقة بإلزام اصحابها بطمرها بإعادة تأهليها وزراعتها.
وقال الدليل السياحي يوسف دويكات أنه يمكن استثمار مواقع المقالع المغلقة وتعد بالعشرات بإقامة مشاريع تنموية وسياحية وزراعية عليها إذا ما تم تأهيلها واستثمارها بالشكل ألصحيح مشيرا إلى ان المحجر الذي كان متواجدا بالقرب من محمية غابات عجلون تم اعادة تأهيله وإنشاء مبنى الأكاديمية البيئية عليه.
وترى رئيس لجنة بلدية العيون ايمان فطيمات أن مواقع كثيرة في المحافظة تعرضت للحفر والتعدين بسبب المقالع ألحجرية قانونية كانت او غير ألمرخصة استفاد منها أصحابها مبالغ طائلة داعية الى جلب اصحابها وإلزامهم بضرورة اعادة تأهيلها واستثمارها بالشكل الامثل ومن اجل المحافظة على البيئة والسلامة العامة .
وثمنت دور الحكام الإداريين والأجهزة والدوائر المعنية من ادارة ملكية لحماية البيئة والزراعة والبيئة في المتابعة على مدار الساعة وضبط المعتدين الخارجين على ألقانون الذين اعتدوا على الأراضي الحرجية والغابات وفتح مقالع فيها لغايات الكسب غير المشروع وممارسة أنشطة غير قانونية.
وقال مدير محمية غابات عجلون المهندس ناصر عباسي أن المقالع الحجرية تشكل تهديدا للغابات والبيئة في المحافظة التي تبلغ مساحة الغابات فيها 34% من اجمالي غابات المملكة , لافتا الى ضرورة اتخاذ اجراءات عملية لإعادة تأهيل مواقع المقالع.
وبين محافظ عجلون الدكتور فلاح السويلميين في حديث لـ»الدستور» أن ملف المقالع في المحافظة كان من أصعب الملفات نظرا لما تشكله من تهديد للبيئة وخطر على السلامة العامة من حيث مواقعها، لافتا الى انه تم إغلاق جميع المقالع المعتدية على الأراضي الحرجية وعددها 8 مقالع و23 مقلعا كانت تعمل في اراض مملوكة دون ترخيص.
وأضاف تم تطبيق القوانين بحزم و إزالة عدد من الاعتداءات على الأراضي الحرجية من قبل المواطنين في مناطق مختلفة من المحافظة وفق قانون الزراعة ألجديد الذي يشكل رادعا للمخالفين، لافتا الى انه لن يكون هناك تهاون في تطبيق القوانين والأنظمة بحق المعتدين والمخالفين.
وأكد أن هنالك متابعة من قبل لجنة المقالع المشكلة في المحافظة على المقالع التي تم إغلاقها من قبل كوادر الإدارة الملكية لحماية البيئة ومديريتي الزراعة والبيئة للتأكد من عدم العودة إليها من قبل ألمعتدين مثمنا جهود الإدارة الملكية لحماية ألبيئة التي ساهمت من خلال متابعتها وجولاتها الميدانية بإيقاف جميع المقالع المعتدية والتعديات على الثروة الحرجية بصورة لافتة وغير مسبوقة، مؤكدا ان ادخال طائرات لمراقبة ومتابعة الغابات والاعتداءات عليها سواء بالاعتداء على الثروة الحرجية او فتح المقالع سيعزز من الحماية لهذه الثروة , داعيا الجميع الى الحفاظ على الثروات الوطنية بكافة اشكالها .
ولفت الى انه سيصار الى وضع ترتيبات وإجراءات ومخاطبة الجهات المعنية لإلزام اصحاب المقالع التي تم اغلاقها خاصة في الاراضي المملوكة وكانت تعمل دون ترخيص العمل على اعادة تأهيلها وفقا للقانون وبما يحقق ويخدم المصلحة العامة ويحافظ على جمال بيئة وطبيعة المحافظة، مؤكدا أن الحفاظ على البيئة والطبيعة يجب أن نعمل من أجلهما وأن بقاء المقالع على حالها بعد الانتهاء منها دون إعادة تأهيلها يشوه الطبيعة ويضر بها .
عجلون- الدستور- علي القضاه